حوار: سمر رضوان

 

برّرت واشنطن انسحابها المحتمل من معاهدة الأسلحة النووية، بإنتهكات روسيا لأحكامها، الأمر الذي ترك تساؤلات عديدة عن هدف واشنطن من هذا التصرف، وما إذا كان ذلك يعني الدخول في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية، وتنافس واسع في عدد من النقاط الساخنة في العالم.

عن تداعيات واشنطن والإنسحاب المحتمل من تلك المعاهدة، سأل مركز “سيتا“، الأستاذ ديمتري بابيتش، المحلل السياسي الروسي في وكالة الأنباء والإذاعة الدولية “سبوتنيك”.

 

إنسحاب مخطط له

 

لا شك بأن الإنسحاب الأمريكي من معاهدة الأسلحة النووية موجه ضد كل من روسيا والصين على حد سواء، خصوصاً وانه سيعطي واشنطن الفرصة في نشر صواريخ متوسطة المدى في بولندا أو رومانيا، الموجهة بالطبع ضد روسيا، وعلى أراضي حلفائها في جنوب شرق آسيا، الموجهة ضد الصين.

هذا الانسحاب، تم الإعداد له منذ أعوام، لا سيما منذ ولاية الرئيس بيل كلينتون مروراً بالرئيس باراك أوباما تحديداً الذي كان يستعد لخطوة ضد البلدين خلال فترة ولايته، حيث بدأت بكيل الإتهامات ضد موسكو بخرقها لبنود المعاهدة. شخصياً، أنا لا أنصح أحداً بتتبع مسألة الإنسحاب من خلال وسائل الإعلام الليبرالية الأمريكية، أو حتى تلك التابعة لدول الاتحاد الأوروبي، لكونها مجرد مبادرة من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حتى الآن.

عقيدة متوارثة

 

برأيي، إن الرئيس ترامب “متشائم” للغاية، إلا أنه وفي جوهره يدفع بإتجاه “التفوق العسكري الكامل” على الدول الأخرى، وهذه هي السياسة التي ورثها عن أسلافه أوباما وجورج بوش الإبن وبيل كلينتون. فعبارة “نحن بحاجة إلى تطوير أسلحة جديدة” هي الحقيقة التي دائما ما ينطق بها، وهي ذاتها الحقيقة التي صرحت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، معتبرة أنها تتمحور حول “نوايا أمريكا والغرب السامية والنبيلة”.

 

إن ما يُفهم من تلك المواقف أن جميع من تولى سدّة الرئاسة الأولى في البيت الأبيض يريد قوة عسكرية لا نظير لها، من الرئيس كلينتون مروراً بأوباما وصولاً إلى ترامب. أما الفارق الوحيد فيكمن في أن كلاً من الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كان لهما “تحالف ايديولوجي” أشمل مع الدول الأوروبية، من المملكة المتحدة إلى ألمانيا وبولندا، وهو الأمر الذي جعل أوباما أكثر الرؤساء “خطورة” حتى الآن إذ كان العالم الغربي في عهده متحداً في مغامراته العسكرية الرهيبة، وأبرز ما يمكن ذكره في هذا الخصوص التدخل في كل من ليبيا وسوريا، من قبل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، في تقديم الدعم العلني للجماعات المسلحة من المتطرفين.

 

رد قاسٍ

 

إن الرد الروسي، على نشر القوات الأمريكية في بولندا ورومانيا، سيستهدف تلك الدول بصواريخ متوسطة المدى. المعادلة بسيطة. إذا خرجت واشنطن من “معاهدة الأسلحة النووية”، فإن موسكو ستفعل الشيء نفسه وستتاح لها الفرصة حينها لإستهداف “حلفائها” السابقين إبان الحقبة السوفياتية. لقد تصرفت كل من بولندا ورومانيا بطريقة معادية تجاه روسيا، في السنوات الثلاثين الماضية، وبالتالي سيكون لهذا الإستهداف ما يبرره أخلاقياً.

 

مصدر الصورة: روسيا اليوم.