حوار: سمر رضوان

حمل شهر فبراير/شباط 2019 في جعبته الكثير من الأحداث والتطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية، لتأتي زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الجمهورية الإسلامية، وتحدث وقعاً يوازي الأحداث السابقة كلها. لجهة الرسائل والدلالات في ضوء الإنتصارات الميدانية التي يحققها الجيش السوري.

عن هذه الزيارة ومدلولاتها الإستراتيجية، سأل مركز “سيتا”، الدكتور جمال الزعبي، عضو مجلس الشعب السوري، حول أبعاد هذه الزيارة.

تجديد التعاون

تأتي الزيارة ضمن إطار التعاون الوثيق القديم، منذ قيام الثورة الإسلامية. هذا التعاون الذي تطور حتى أصبح استراتيجياً وعلى كافة الأصعدة وأنموذجا في العلاقات الدولية لجهة الثقة التي تم بناؤها بين البلدين، ولا سيما من خلال الدعم الإيراني لسوريا خلال الحرب الكونية عليها. هذا الدعم الذي تمثل بعدة أوجه وأبعاد مما كان له، في انتصارنا على الإرهاب، إلى جانب أنه في هذه الأيام، تقوم الدول الغربية، والولايات المتحدة و”الأعراب”، بتنظيم عدة مؤتمرات، لتنظيم صفوفهم التي تشتتت، بسبب الإنتصار الذي حققه الجيش العربي السوري، بمساعدة الحلفاء والأصدقاء.

رسائل ودلالات

إن الإعلان عن هذه الزيارة في هذا الوقت تحديداً يأتي كنوع من الرد غير المباشر على مشروع الغرب الذي هزم، خصوصاً أننا سنبدأ معاً مرحلة إعادة الإعمار مع الأصدقاء والحلفاء والشركاء، كإيران وروسيا، بعد الإنتصار على الإرهاب. وكما يعلم الجميع، أن الحليف الروسي والشقيق الإيراني هما قطبان رئيسيان في عمليتا “أستانا” و”سوتشي”، والتشاور كامل بيننا وبينهما.

فإذا كان أعدائنا قد فهموا من هذه الزيارة بأنها رد فعل على مؤتمراتهم، فعليهم أن يقلقوا جدياً وبكل تأكيد لأنها الزيارة الأولى منذ بدء الحرب على سوريا. وكما ذكرت أعلاه، أن أهميتها تكمن في أننا نمر بمرحلة إعادة الإعمار، حيث يحاول أعداء سوريا الإستحواذ على حصة منها. لكن الرئيس الأسد كان واضحاً وجازماً في ذلك، فالأولوية للأشقاء الإيرانيين والأصدقاء الروس وباقي الأصدقاء الذين وقفوا معنا في حربنا ضد الإرهاب، داعمين لنا.

أيضاً، إن من أهم بنود هذه الزيارة هو التأكيد على وحدة الأراضي السورية، وضرورة جلاء القوات الأجنبية المتواجدة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية. كما وأعتقد أن هذه الزيارة رسالة قوية للعدوين الأمريكي والتركي في هذا الخصوص.

أما ما يشاع عن استقالة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على خلفية زيارة الرئيس الأسد، فلا أعتقد أن هذه الإستقالة جاءت نتيجة لهذه الزيارة، وإنما هو شأن داخلي إيراني، فالجامع أنه تزامن مع هذه الزيارة فقط لا أكثر.

مصدر الصورة: سبوتنيك.