حوار: سمر رضوان

اختتمت في شبه جزيرة القرم فعاليات “منتدى يالطا الإقتصادي الدولي”، بدورته الخامسة الذي انعقد هذا العام 2019، تحت شعار “العالم، روسيا، القرم: الواقع العالمي الجديد”. وحظي المنتدى برعاية خاصة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومن عام إلى عام يصبح منتدى يالطا أكثر تمثيلاً سواء من حيث عدد المشاركين ومستوى تمثيلهم.

عن أهمية المنتدى والمشاركين فيه واختلافه عن الدورة السابقة وإيجابياته على الصعيدين الإقتصادي والسياسي في ظل الظروف الخاصة التي تعصف بأنحاء متفرقة في العالم، وغير ذلك، سأل مركز “سيتا” الدكتور عمرو الديب، الأكاديمي والمتخصص بالشؤون الروسية – الشرق أوسطية، عن أهمية وأبعاد هذا الموضوع.

فرص حقيقية

يرتبط منتدى يالطا الإقتصادي، بشكل أو بآخر، مع “منتدى سانت بطرسبرغ الإقتصادي” والذي يمثل النسخة الروسية من “منتدى دافوس الدولي”، وتزيد أهمية هذا المنتدى بوقوعه على أراضي شبه جزيرة القرم غير المعترف بإنضمامها إلى الإتحاد الروسي. هذا المنتدى، وغيره من المنتديات الإقتصادية المشابهة، يمثل فرصة قوية لكل الدول والوفود التي تريد أن تزيد من قوة العلاقات مع روسيا حيث يتم خلالها النقاش في كثير من الأمور العالمية المهمة.

ويختلف المنتدى هذا العام عن سابقاته لجهة حجم عدد الوفود والصحافيين ليسالا، لكنني أشك بأن أحداً في الولايات المتحدة أو في المملكة المتحدة شعر به، فهناك تعتيم واضح في الدول الغربية على مثل هذه الفعاليات.

الإعتراف بالقرم

إن مسألة إعتراف دول العالم بضم شبه جزيرة القرم إلى الإتحاد الروسي لا تساوي الكثير بالنسبة لموسكو، فروسيا دولة عظمى ولا تحتاج الى إعتراف العالم بهذا الضم. لكن ما تحتاجه روسيا عملياً هو التخلص من آثارها من حاجتها إلى الإعتراف، فالإقتصاد ما زال يعاني من جراء عملية الضم تلك.

اليوم، تحاول روسيا بالفعل كسب هذا الإعتراف من جانب دول العالم، لكن الإعتراف الأميركي والأوروبي يبقى الأهم، خصوصاً اعتراف واشنطن الذي سيكون وحده من يشرع هذا الضم. على سبيل المثال، لا تعترف تركيا، الصديق الصدوق لروسيا، حتى الآن بعملية الضم.

لذلك، على روسيا العمل للتخلص من الآثار الإقتصادية الصعبة التي تبعت عملية الضم وليس العمل على إكتساب الشرعية من دول لا وزن لها على الساحة الدولية. لذلك، هذه الوفود لا تمثل أية قيمة لجهة موضوع الإعتراف من عدمه.

“حبر على ورق”

للأسف كل العقود والإتفاقيات التي توقع أثناء المنتدى تبقى حبراً على ورق. فمعظم المشاركين من الدول العربية والدول العربية ضيف دائم على كل منتديات روسيا الإقتصادية، لكن ماذا بعد؟ إذا نظرنا لحجم التعامل الإقتصادي العربي – الروسي المشترك، سنعلم أن ليس هناك ميزان تجاري واضح في هذا الخصوص، وذلك بسبب العامل الأميركي وتأثيره على أي فكرة ورغبة في التقارب مع روسيا.

مصدر الصور: سبوتنيك.