سمر رضوان
ذكرت بعض المعلومات بأن طيران التحالف الأمريكي قام بقصف مبنى سكني في مدينة الشحيل بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، 9 مايو/أيار 2019، ذهب ضحيته 7 مدنيين من أسرة واحدة، فيما يتم الحديث عن ضغط مماثل تقوم به قوات سوريا الديمقراطية – قسد، المدعومة أمريكاً، في مختلف أنحاء المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة دير الزور بهدف إخضاع المواطنين السوريين المطالبين بعودة الدولة السورية وأجهزتها إلى المنطقة لممارسة دورها.
عن تلك الأحداث والممارسات في ظل التقلبات الدولية والإقليمية التي يمر فيها المشرق وأسباب وتداعيات ذلك، سأل مركز سيتا الأستاذ سلمان شبيب، رئيس الهيئة التأسيسية لحزب سوريا أولاً، حول هذا الموضوع.
ردود ومساومات
إن الولايات المتحدة تقوم بالتصعيد، على كافة الجبهات والمحاور، المسبق للعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في ريف حماة؛ وما جرى في منطقة الشحيل بريف دير الزور، هو رد استباقي على التغير الكبير في المزاج الشعبي في المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد.
يمكن القول بأن الجناح المتطرف في قسد، الذي ينخرط بتنسيق كامل مع أمريكا، قد انتصر على الجناح الذي كان يميل إلى الحوار مع الدولة السورية ولا يراهن كثيراً على الولايات المتحدة، ويدرك أنها تستخدمهم كورقة في المساومات متعددة الأطراف التي تجريها. وهنا، لا بد من الإشارة إلى رسالة عبد الله أوجلان ونصيحته بالحوار مع الدولة السورية، لكن يبدو أن حسابات البعض في قيادات قسد مختلفة.
حوار تركي – كردي
من خلال ما سبق، يمكن فهم موقف الحكومة السورية الذي تجلى برسالة وزارة الخارجية إلى المنظمة الدولية، حول الجرائم التي ترتكبها قسد بدعم وتواطؤ من التحالف الأمريكي تهدف لإخضاع المواطنين الشرفاء المطالبين بحقوقهم وعودة الدولة السورية لممارسة دورها في تلك المنطقة، إلى جانب دعوة الدولة السورية لمجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في وقف اعتداءات وخيانة ميليشيات “قسد” المدعومة من أمريكا وبعض الدول الغربية؛ بالتالي، يجب وضع كل ما يجري تحت سقف التصعيد الأمريكي، واعتقد أن هناك ترابط بين كل المحاور، وهناك معلومات مؤكدة أن حواراً بين قسد وتركيا يجري برعاية أمريكية، وأن خطوات قد أنجزت في موضوع إنشاء المنطقة الآمنة.
كذلك، يبدو أننا سنرى تحولاً في الموقف التركي يتمثل بالتراجع عن التنسيق مع روسيا، ولا استبعد تراجعاً تركياً في موضوع صفقة الـ “إس.400”.
مصدر الصورة: The New York Times.