قرر وزير الداخلية الأردني مازن الفرايه، إعادة فتح الحدود الأردنية السورية (مركز حدود جابر)، اعتباراً من صباح الأربعاء، ووفق مصفوفة الإجراءات الفنية واللوجستية الخاصة بإعادة فتح هذا المركز أمام حركة الشحن والمسافرين.
عمان ودمشق أعلنتا أيضاً إعادة حركة الطيران بين البلدين مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد اجتماعات تناولت ملفات اقتصادية وأمنية، وأعلن الأردن عودة شركة الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلاتها لنقل الركاب بين الأردن وسوريا اعتباراً من 3 أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2021)، بعد تعليق الرحلات إلى دمشق وحلب العام 2012.
خطوة مهمة
تتسم هذه الخطوة بأهمية بالغة لما لها من معنى سياسي واقتصادي معاً، فمن الناحية الأولى، يبدو أن الحراك الذي بدأ مع زيارة الملك عبد الله الثاني الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وطلبه من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تخفيف إجراءات وقيود “قانون قيصر” أتت بثمارها، يأتي بعدها خطوة الاجتماع الثلاثي الأردني – السوري – المصري، في العاصمة الأردنية لبحث مسألة توريد الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، هي خطوة أثنت واشنطن عليها مؤخراً، فضلاً عن أنها هي المقترح الرئيسي لها، ومن ناحية أخرى، لا شك بأن الأردن يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب ارتدادات الحرب السورية وفيروس “كورونا”، ما يعني أن خطوة فتح المعبر أمام المسافرين وقبله أمام حركة الشاحنات والترانزيت، خطوة تكللت بنجاح كبير جداً.
حسم ملف الجنوب
إن مسألة تأمين الحدود المشتركة بين سوريا والأردن أيضاً كان لها ارتدادات سلبية كبيرة على البلدين، خاصة من الناحية الأمنية؛ لكن مع سيطرة الجيش السوري على درعا مؤخراً والوصول إلى تسوية أنهت أي دور للمجاميع الإرهابية المسلحة أغلقت كل “حلم” لأعداء سوريا بإعادة إشعال وتأجيج اوضاع الجنوب السوري مجدداً، ما يعني أن الأرضية باتت مهيأة اليوم بشكل كامل لاستعادة زمام الحراك السياسي والاقتصادي وتوّج اليوم بالحراك المدني، بالتالي، هذا الأمر مشجع لدول الجوار جميعها بما فيها دول الخليج، رغم أن دولة الإمارات كانت سبّاقة في فتح سفارتها في دمشق، وهذا يعني أن الدول العربية بدأت أخيراً تلتمس مصالحها شكل جدي ولكن عبر البوابة السورية، إذ أن 10 أعوام من الحرب كانت كفيلة باحداث انهيارات بالجملة أثرت على واقع الحياة حتى لدى الدول الغنية أيضاً.
من هذا الإعلان وهذا الحدث المهم جداً، يتبين لنا أن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى روسيا ستكون حتماً لصالح سوريا، ما يعني أن أي اتفاق خارج توافق المستجدات المذكورة أعلاه لن يتم، وأن درعا كانت الملف الحاسم لإحداث هذا الفارق بعد أكثر من 10 أعوام؛ بالتالي، الإنجاز القادم يبدو أنه يقترب في سرعة متناغمة مع هذه التطورات أي أن مسألة تحرير الشمال السوري باتت أقرب مما يتخيل البعض، سواء برضى الطرف التركي أو بدونه، ويبدو وكما تقول التوقعات إن الأيام القادمة تحمل الكثير من المفاجآت لسوريا وعلى كافة الأصعدة. والسؤال هنا: هل يشهد الشمال السوري تسوية تتيح التوجه لحلحة ملف الشرق؟!
مصدر الصورة: العربية نت.
موضوع ذا صلة: مسعد: إحياء معبر نصيب – جابر يفشل المخططات الإسرائيلية ويضر بمصالحها