سمر رضوان
ذكرت الخارجية الروسية أن التنظيمات الإرهابية بدأت بشن هجماتها على مواقع للجيش السوري في إدلب، خلافاً لإتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا، 5 مارس/آذار 2020، في محاولة منهم لنقض الهدنة والعودة إلى المربع الأول رغم موافقة أنقرة، الموالين لها.
عن هذا الخرق ودلالاته وإمكانية إلتزام أنقرة بهذا الإتفاق وموقف كل من روسيا وسوريا، سأل مركز “سيتا” الأستاذ أندريه أونتيكوف، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط – موسكو.
إتفاق مشروط
إن الاتفاق الجديد بين الإتحاد الروسي وتركيا هو من أجل إيقاف هذا التصعيد الأخير الذي شاهدناه خلال الأسابيع الأخيرة الماضية. على الأقل وفي المستقبل القريب، نحن نأمل تحقيق هذه الأهداف، لكن من الواضح تماماً أن روسيا لن توافق على تجميد الأوضاع الحالية في إدلب إلى فترة غير محددة.
بطبيعة الحال، الأهداف الروسية، ومعها السورية، لا تزال هي ذاتها بضرورة عودة محافظة إدلب إلى سيطرة السلطة السورية كما كل المناطق؛ لذلك، هذا الاتفاق الجديد يجب أن يكون منطلقاً للحديث مع الجانب التركي حول كيفية إعادة إدلب مجدداً لحكم دمشق. أيضاً، إن الطلبات الروسية لا تزال هي نفسها، أي الفصل بين الإرهابيين والمعتدلين، مع ضرورة تشكيل الظروف التي ستسمح لإدلب بأن تتحرر.
خلافات في الروئ
تكمن المشكلة الكبيرة في أن الرؤية الروسية لا تتوافق مع الرؤية التركية. لذلك، من الممكن الحديث عن تطبيق الإتفاق في موسكو على الأرض. برأيي، لا أرى أي مانع من تحقيق ذلك، ولكن بنفس الوقت من الواضح تماماً بأن الخلافات ما بين روسيا وتركيا لا تزال موجودة، بالتحديد حول إدلب ومصيرها وكيفية التعامل معها. من هنا، لا أستبعد بأن وقف إطلاق النار سيكون مؤقتاً فقط، وفي نهاية المطاف نحن سنشهد تصعيداً جديداً هذه المنطقة.
مبدئياً، لا يوجد توافق ما بين موسكو وأنقرة، وهذا الأمر يشكل مجالاً للحديث بين الجانبين حول كيفية التعامل مع هذا الأمر، ولكن من الواضح تماماً أن التصعيد العسكري الجديد هو فقط مسألة وقت. أما النقطة الإيجابية تكمن في أن الأوضاع ضمن إدلب ليست مجمدة بشكل دائم وليست في مأزق، كما شاهدنا خلال الفترة الماضية، أي أن الجيش السوري قد إستطاع، وبدعم من القوات الروسية، تحرير الكثير من المناطق والأجزاء وهذا، بإعتقادي، يشكل نقطة إيجابية.
مصدر الصورة: الجزيرة
موضوع ذا صلة: إدلب لـ “الغول التركي الجائع”: سوريا للسوريين