حوار: سمر رضوان
إن إستخدام الطائرات المسيرة – درونز في الأوضاع الراهنة اليوم، ليس بالإستخدام الجديد لكنها، عبر التجارب التاريخية، لم يكن لديها تأثير كبير على المجريات الميدانية. على سبيل المثال، استخدم هذا النوع من الطائرات خلال الحروب العالمية وحرب 1973 وحرب 1982 وعاصفة الصحراء 1991 وغيرها إضافة إلى عمليات مكافحة الإرهاب، لكنها لم تستطع قلب، أو حتى تغيير، موازين القوى.
عن الإعتداءات الإسرائيلية، بالطائرات المسيرة المذخرة، على سوريا ولبنان والعراق وأبعاد هذا التصعيد القديم – الجديد على الأوضاع الراهنة، سأل مركز “سيتا” الدكتور فراس شبول، الخبير العسكري والإستراتيجي السوري، عن تبعات هذا الموضوع.
تقديم المعلومات
إن عودة استخدام الطائرات المسيرة، إذا ما أخذنا قلة تكلفتها نسبياً بإستثناء بعض الأنواع القليلة، شكلت مساعدة كبيرة من حيث تقليل التكلفتين البشرية والمادية على الدول التي تمتلكها، إضافة إلى أنها باتت تشكل عامل قوة لمالكها كونها تقوم بعدد من المهمات المتنوعة.
هنا علينا التنويه أن لها ثلاثة أنواع من حيث الشكل وأبرزها الطائرة ذات أجنحة ثابتة، والتي هي على شكل طائرة مروحية، وتلك على أشكال خداعية وتستخدم من قبل طيارين أرضيين أو عبر التوجيه التلقائي لمرة واحدة. من هنا، يتضح دورها والتعويل على نتائجها خصوصاً من ناحية ما تقدمه من معلومات أمنية وبث مباشر حتى لو أسقطت.
رسائل إلى إيران
إن استخدام الكيان الصهيوني الكثيف، في هذه الفترة بالذات، ما هو إلا محاولة لإفهام إيران أنها توازيها في قدرات هذا السلاح على اعتبار أن إيران هي البلد الثاني عالمياً بتصنيعها، بعد الصين منذ ثمانيات القرن الماضي. إذا أن استخدام الكيان لها في سوريا ولبنان والعراق حالياً، من وجهة نظري، هو ضرب من “الغباء” حال ما اعتبرنا أن إسرائيل تريد إفهام إيران أن تنقطع هي وحزب الله عن استخدامها ضمن الأراضي المحتلة في فلسطين وعلى مواقع الإرهاب في سوريا والعراق.
وهنا نقول إن احتمال تفتيت الحشد الشعبي في العراق ومحاولة إرباك حزب الله وسوريا ببعض طلعاتها المسيرة هو حتماً دون جدوى عسكرية، لا سيما لجهة تأثرها على سير المواجهة مع الكيان الصهيوني. وبالتالي، نحن تعودنا وأصبح في سلوكنا الفكري ومخزوننا الثقافي أن السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، لا يمكن أن يقول كلاماً تصعيدياً غير مقرون بالفعل وأن إسرائيل هي التي تكذب دائماً. وبرأيي، إن رد حزب الله حتمي لا محالة.
دور بارز
إن اعتراف الكيان بالضربات الأخيرة، وبشكل فوري، يشكل إثباتاً لما ذكرته بأنها تريد الإيهام بأنها أصبحت تضاهي قدرات إيران في استخدام الطائرات المسيرة، لكن هذا الأمر لن يمر على دول محور المقاومة. إذاً، إن استخدام تلك الطائرات لا يغير وجهة الإنتصار لـ “دول الحق” رغم أن لها دور بارز في المعارك وخصوصاً من ناحية جمع المعلومات الأمنية والعسكرية.
وبالتالي، فالطائرات جانب عسكري من أدوات الحرب الشاملة لمن يملكها، فهي تعتبر بالتأكيد عاملاً مساعداً لكنها حتماً لا تغير معادلات الحروب، فهي لا تعدو أكثير من استنزاف عسكري واستخباراتي فقط.
مصدر الصورة: الميادين.