حوار: سمر رضوان

تتواصل الإستعدادت من الدول الراعية لمحادثات “أستانا” جهودها لإستقبال جولة جديدة من المحادثات في تركيا، 16 سبتمبر/أيلول 2019، في ضوء تطورات كثيرة أبرزها تسيير دوريات أمريكية – تركية مشتركة، ما يناقض واجبات تركيا، وهي من الدول الضامنة، في التمسك بالمسار السياسي للوصول إلى حل للأزمة السورية.

للوقوف على أبرز التطورات من الجولة القادمة في ظل المعطيات الجديدة التي أقدمت عليها كل من تركيا والولايات المتحدة إلى خطط أنقرة حول موضوع المنطقة الآمنة، سأل مركز “سيتا” الدكتورة نورا أريسيان، عضو مجلس الشعب السوري، حول تفاصيل هذه المواضيع.

خارج السرب

أعتقد أنه حان الوقت لتغيير تسمية هذا المصطلح “الدول الضامنة”، لأن تركيا أثبتت أنها خارج هذا المسار كلياً. فهي ليست ضامنة لشيء سوى أطماعها، وهي ما زالت تخرق كل الإتفاقات، وحتى الآن لم تلتزم بتنفيذ أي اتفاق، فهمّها الأساسي تحقيق الأطماع والأحلام “العثمانية الجديدة”، ولا ننسى أن تركيا اليوم تواجه تعقيدات وتصعيدات داخلية.

إن أوهام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإستعمارية لن توصله إلى أحلامه. لذلك، بات الأمر معقداً أكثر مما سبق، في حين روسيا وإيران يعتبران أن مسار “أستانا” سيلعب دوراً إيجابياً في تحقيق الإستقرار.

ورقة اللاجئين

لا بد أن نشير هنا إلى أن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري مؤخراً والتي أرعبت كل التنظيمات المدعومة من تركياً، بالتالي إن كل الإحتمالات التركية لا تزال واردة، هذا من جهة. من جهة أخرى،  ما تزال المطالبات بدعم النقاط التركية مستمرة.

اليوم، يمكن القول بأن تركيا في تخبط دائم، لكونها تستعجل نحو هدفها في انشاء المنطقة الآمنة، وها هي تهدد أوروبا بفتح أبواب اللاجئين إذا لم يتم الموافقة على طلبها.

إنتهاك للسيادة والقانون

لقد بات من الواضح أن الأمور لم تحسم بعد، فتركيا لا تلبي اليوم مطالب واستراتيجيات أمريكا. فهي لم تظفر سوى بتسيير دوريات مشتركة معها، وهو ما أدانته سوريا لأنه انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية.

من وجهة نظري، أرى أن تركيا مربكة بين روسيا وأمريكا بالشأن السوري وغيره من الملفات في وقت ازداد فيه الشرخ مع أوروبا، وكذلك مع واشنطن. لقد خسرت تركيا كل تحالفاتها، ومعه خسرت كل شيء. لقد بات واضحاً بأنها ستدفع ثمن كل أفعالها وجرائمها بحق سوريا والمنطقة تاريخياً وحالياً.

مصدر الصورة: لبنان 24.