حوار: سمر رضوان

خرجت مظاهرات عدة في مدن مصرية، تطالب برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط استنفار أمني كبير، حيث أغلقت الشرطة المصرية الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير في القاهرة، ومناطق أخرى قبيل ساعات من هذه المظاهرات، في ظل تطورات متسارعة لم تتبين طبيعة نتائجها بعد.

عن هذه المظاهرات وأسبابها في ضوء معلومات تتحدث عن إعتقال شخصيات مؤثرة وغضب شعبي، ومآلات ذلك على الوضع في مصر، سأل مركز “سيتا”، الدكتور ثروت نافع، الأكاديمي ومؤسس الحركة الليبرالية المصرية وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشورى السابق، عن تداعيات هذا الموضوع وخلفياته.

مواجهة السلطة

أعتقد أن من حق الشعب المصري التعبير عن رأيه، وغضبه من انتشار الفساد الغير مسبوق والذي كشف عنه المقاول محمد علي، الذي كان ينتمي إلى المنظومة الحالية.

ونزول الناس إلى الشارع رغم القمع العنيف لأي تجمع، هو دليل علي حالة غضب تفاقمت وأدت إلى مغامرة مواجهة السلطة من فئات عمرية مختلفة، ربما لم تشارك في ثورة يناير العظيمة. أما عن حملة الاعتقالات هذه الأيام والتي طالت كل القوى السياسية العلمانية والليبرالية فهي دليل آخر أن النظام الذي يدعي أنه يواجه الإسلام السياسي، هو يواجه حرية التعبير لأي معارضة حتى لو جاءت من رحم النظام.

 لذلك ربما ترجع حالة الترقب والخوف الذي كسره نزول الناس إلى الشارع، لكن في نفس الوقت لن تقضي على حالة الغضب الذي تفشت في كل فئات الشعب، بما فيها الكثير من مؤسسات الدولة والتي تعم بالكثير من العقلاء والشرفاء أيضا.

إعتقالات عشوائية

إن القبض على الدكتور حسن نافعه، وكذلك الدكتور حازم حسني، وهما أستاذان في العلوم السياسية وكل تهمهما أنهما عبرا عن رأيهما في الأحداث الأخيرة، لقد كان الدكتور نافعه في مناظرة معي على قناة الجزيرة منذ أيام قليلة ليعبر عن وجهة النظر الموالية وليس المعارضة، ولم يتفوه الرجل الفاضل إلا بكل ما رآه ويعلمه بحكم مكانته الأكاديمية، لهذا أرى أن هذا القبض العشوائي يذكرنا بأحداث سبتمبر/ أيلول 1981 والتي اعتقل فيها الرئيس الأسبق أنور السادات كل خصومه، قبل أن يغتاله أفراد من جيشه في احتفالية أكتوبر.

من وجهة نظري الرئيس السيسي وإن لم يسقط الآن فقط سقطت هيبته منذ الجمعة الماضية، وانكشف عنه غطاء مواليه، وأصبح أكثر شراسة، وربما يزداد في الأيام القادمة، لكن التاريخ يؤكد دائماً أن هذه الأوضاع تكون بدايات النهاية لأي حاكم سلطوي.

مصدر الصورة: الجزيرة.