حوار: سمر رضوان
إن هدوء الشارع المصري، لفترة بعد موجة من تصاعد الإحتجاجات الشعبية، يراه الكثير من المراقبين بأن هناك أيادٍ خفية تعمل في الظل، وتريد ضرب القوة المعنوية في الصميم المصري، أي الشعب، من خلال نشر الفوضى ومطالبات عالية السقف، في حين يقف الشعب المصري رافضاً جر البلاد إلى أتون الفوضى والدمار أسوة بدول أخرى.
عن هذه الإحتجاجات الشعبية ومن يقف خلفها وموقف الشعب المصري والحكومة منها ربطاً مع ما يحدث في سيناء، سأل مركز “سيتا” الإعلامي الأستاذ محمد أبو العلا، نائب رئيس تحرير جريدة الديار المصرية، عن هذا الموضوع.
إحتجاجات واهية
إن الإحتجاجات غالباً ما تكون معارضة في أية دولة، بينما تلك التي حدثت في مصر، قبل فترة، تعتبر احتجاجات واهية، على الرغم من أن الصورة، التي بثتها بعض وسائل الإعلام العالمية وبعض الوكالات الإخبارية، توحي بأن هناك إحتجاجات كبيرة يقودها معارضون ومواطنون غير راضين عن المستوى المعيشي.
وبكل صراحة ووضوح، بالفعل، إن المستوى الإقتصادي والمعيشي يمكن اعتباره متدنياً وسيئاً بعض الشيء، ولكن لا بد من أن نضع بالإعتبار أن مصر تمر بمرحلة هي من أسوأ مراحلها التاريخية، فأزماتها غير عادية، وتعيش حروب باردة من بلدان وقطاعات وسياسات دولية من داخل دول محددة، أو قيادات لدول معينة، تريد تدمير مصر جيشها.
لقد حصلت بعض الإحتجاجات البسيطة للغاية التي روج لها عبر فيديو بثه، “الخائن” من وجهة نظري، محمد علي الذي ذكر فيه أن هناك شيئاً من الفساد في بعض القطاعات المصرية، موجهاً حديثه وإتهامه للجيش المصري.
من يريد نشر الفوضى؟
في مصر سياسات متخبطة، قد لا يرضى عنها المواطن المصري، الذي يمر حقيقة بمراحل إقتصادية صعبة للغاية. ولكن أود هنا أن أشير إلى أن بلدنا يسير في الإتجاه الصحيح، وهو الآن يتعافى. أما هذه الإحتجاجات كانت تطالب بإسقاط النظام، ومن يريد ذلك هم جماعة الإخوان المسلمين الذين يريدون نشر الفوضى، في مقابل بعض المحتجين الذين كانوا يطالبون بأمور محقة وعادلة.
فهناك حقاً من كان بالفعل يعمل على نشر الفوضى، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك بسبب وعي الشعب المصري الحقيقي والذي بدوره قام بالنزول إلى الشارع بدون توجيه في الجمعة التالية للإحتجاجات، لتأييد ومساندة مصر ورئيسها، عبد الفتاح السيسي، الذي حمل على كتفيه مستقبل مصر، وهو الآن يبنيها بسواعد أبناء المستقبل.
رسائل واضحة
إن الجمهور المؤيد إستطاع كبح الفئة التي تريد الفوضى، فنزولهم كان رسالة واضحة لهم ولكل العالم ولكل من يريد بمصر ضرراً. فلقد نزلوا بالملايين لتأييد مصر وليس الرئيس السيسي فقط، الذي هو صورة مصر ورئيسها الشرعي. إن مضمون هذه الرسالة يعبر عن رضاهم بهذا الوضع، فالبلد بحالة تقدم وبناء، والمؤيدون هم أولاد مصر الحقيقيين، إنطلقوا من ميدان الشهيد هشام بركات ليؤكدوا تضامنهم مع وطنهم وقائدهم.
أما ما يحدث في سيناء من خطر كبير يهدد أمن مصر الآن، يمكن القول إنه وضع مؤرق ويبعث على التشاؤم، فهناك فقدان يومي لعناصر عسكرية بسبب الإرهاب. أما تكرار التزامن بينه وبين الإحتجاجات في الوقت الراهن، يشكل مدلولاً واضحاً وصريحاً على أنهم يعملون على نشر الفوضى، وهنا يجدر بنا السؤال: من هؤلاء؟
إنهم المقاتلون الإرهابيون الذين لا نعلم عنهم شيئاً تحركهم دول دافعها الكره لمصر من خلال نشر الفوضى والإشاعات والخوف. إن هدفهم الرئيس أن تتطور الأمور لتحدث أعمال شغب وقتل وتخريب حتى ينشغل الجيش وأبناء البلد بهذه الفتن، ليقوموا بتنفيذ ما يرمون إليه. لكن من الواضح بأن الشعب المصري واعٍ لما يحدث ويعتبرها حرباً زائفة ضد الوطن، وهو يقوم بمواجهتها بكل حزم وقوة.
مآخذ وعتب
بالنسبة لي، هناك لوم وعتب كبير تجاه الحكومة وبعض المسؤولين لأنهم لم يخرجوا، لحد الآن، إلى الشعب من أجل تقديم صورة واضحة لما يحدث على أرض الواقع وتعطي حلاً للشعب المصري بدل أن تترك الأمر للقنوات الإعلامية المأجورة، خاصة التركية والقطرية، لبث الصور التي تريد. والسؤال هنا: ماذا فعلت الحكومة المصرية لدرء هذه المشكلة؟
أعتقد أنها لم تفعل شيئاً حيث تركت الرئيس السيسي يواجه الأمر وحيداً. فبعض الوزارات، لم تقدم الجواب الكافي الذي يرضي الشعب، والحكومة لم تحتوِ هذه الأزمة حتى الآن. لذلك، أرى أن الرئيس السيسي يقف على مشارف تغيير الوزارة وتشكيل أخرى جديدة تعمل من أجل المواطن. إن إجراءات التغيير قادمة وضرورية من أجل النظرة بعين الرحمة وعين الأبوة والمسؤولية تجاه الشعب المصري لتخفيف العبء عنه لا سيما في المرحلة القادمة.
مصدر الصور: سي.إن.بي.سي عربية.