حوار: سمر رضوان

تشهد منطقة القرن الأفريقي تصعيداً خطيراً على خلفية النزاع الحدودي السوداني – الأثيوبي في منطقة الفشقة. فبعد شهر عسل دام لمدة عقدين من الزمن، إنفجرت الأوضاع مجدداً بين الجانبين، الأمر الذي قد يتطور إلى إندلاع حرب كبيرة إذا لم يتم إنهاء النزاع بأقرب وقت لما سيشكله ذلك من خطر على المنطقة ككل بشكل عام.

اليوم، أسئلة كثيرة تتردد حول هذا الموضوع، أهمها: هل سيؤدي هذا النزاع إلى زعزعة الأمن في القرن الأفريقي؟ كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع هذه القضية خصوصاً وأنها تقع على حدود إقليم تيغراي الذي شهد أحداثاً دامياً منذ فترة؟

عن هذه المحاور وتفاصيلها، سأل “مركز سيتاالأستاذ عباس محمد صالح، الكاتب السياسي والصحفي – السودان، عن أبعاد وتداعيات هذا النزاع.

مواقف خطيرة

بكل تأكيد، إن تطور التوتر الحدودي بين البلدين إلى مواجهات مسلحة سيؤدي قطعاً إلى زعزعة استقرار القرن الأفريقي، نظراً لترابط دوله وقضاياه بشكل كبير، لا سيما بعد صدور مواقف لبعض الدوائر الرسمية الإثيوبية مؤخراً والتي تُعتبر مؤشراً خطيراً سيقود حتماً إلى مواجهات مسلحة، سيما في ظل فرض الجيش السوداني سيطرته على جل مساحة منطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها.

من هنا، يمكن القول أن مصلحة الجانب الإثيوبي تكمن بالإبقاء على الوضع الراهن، أي عدم تحقق السيادة السودانية على المنطقة، إلى جانب المماطلة في تمكين اللجنة السياسية رفيعة المستوى، بشأن الحدود بين البلدين، من تحقيق تقدم يتماشى مع مواقف السودان المؤيَّدة بالإتفاقيات والتفاهم السابقة بينهما.

إقتناص “فرصة”

هذه التطورات الأخيرة بين البلدين جاءت عقب نتائج العملية العسكرية ضد إقليم تيغراي، حيث كان إغلاق الحدود مع السودان عاملاً حاسماً في دحر قوات هذا الإقليم. وفي نفس الوقت، أغرى استعادة مليشيات الأمهرا أربع مناطق متنازع عليها مع تيغراي للتحرك والسيطرة النهائية على أراضي الفشقة السودانية، لا سيما بعد الشعبية التي حصل عليها رئيس الوزراء، آبي أحمد، عقب إنتهاء أزمة الإقليم.

من هنا، إن الطرف الإثيوبي يدعو إلى تفاوض جديد ولكن من دون الإعلان الصريح عن ذلك، فهو لا يريد الإعتراف بالإتفاقيات والتفاهمات السابقة وتطبيقها. يأتي ذلك في وقت تمارس فيه ولاية أمهرا ضغوطاً كبيرة على الحكومة الفيدرالية في أديس ابابا لتبني مواقفهم بخصوص الحدود مع السودان.

طريق مسدود

أما فيما يتعلق بمفاوضات “سد النهضة” وتأثير النزاع السوداني – الأثيوبي، بشكلٍ عام وصلت عملية التفاوض حول سد النهضة إلى طريق مسدود قبل تصاعد التوترات الحدودية بين السودان وأثيوبيا، التي قطعاً ستنعكس على ملف السد، حيث من المتوقع أن يؤثر هذان الملفان على العلاقة المشتركة بين البلدين.

مصدر الصورة: جريدة النهار.

موضوع ذا صلة: شبح الحرب الأهلية يهدد إثيوبيا الفيدرالية*