شارك الخبر

عقيل جبر علي*

في سياق التحديات الروسية الجيو – سياسية والمحلية الجديدة، تكتسب قضايا الإقتصاد السياسي والأمن اللغوي والصحافة في روسيا أهمية خاصة. إن البحث عن حلول مبتكرة وجديدة وبناء نماذج تضمن الأمن اللغوي وتطوير العلاقات الثقافية المتبادلة والإعلامية والصحفية وتحقيق مزايا اقتصادية لروسيا والبلدان الصديقة، يتطلب مسؤولية مشتركة بين سلطات وبلدان المنطقة ومنها رؤية الإقتصاد الروسي من منظور الصحافة في العراق.

يعد العراق دولة مهمة بالنسبة لروسيا لعدة أسباب منها قربه من سوريا وإيران، وموقعه الجغرافي الملائم في الشرق الأوسط، ودوره في منظمة “أوبك”، وطموحاته المتزايدة في الساحة السياسية العربية. كما يعتبر العراق من الدول التي تسعى روسيا إلى تطوير العلاقات الدولية معها، فهناك تاريخ طويل من التعاون والعلاقات الدولية المتبادلة بموجب معاهدة الصداقة والتعاون الدولي بين الإتحاد السوفيتي السابق وجمهورية العراق، الموقعة في بغداد بتاريخ 9 أبريل/نيسان العام 1972.

إن تصور مشكلة ما محددة لدى دراسة موضوع الإقتصاد الروسي من منظور الصحافة في العراق، تكمن في أن الأخيرة غير مهتمة بالإقتصاد الروسي؛ وبالمقابل، هل تستطيع موسكو زيادة الإهتمام بوسائل الإعلام المتعلقة بالإقتصاد العالمي، عموماً، والروسي، خصوصاً؟

لدى البحث، حصلنا على عدد من النتائج، بناء على مقارنة بين التنافسية الإقتصادية العالمية ومؤشرات الإقتصاد الروسي من خلال الصحف العراقية، من أهمها الإصلاحات الهيكلية التي تضمن نمواً اقتصادياً مستقراً، وتحفز الصناعات الوطنية، وتطور العلاقات الإقتصادية الدولية، وتخلق تحالفات واتفاقات إستراتيجية بين الشركات الروسية والأجنبية وخاصة العراقية.

لقد إعتمدنا في التطبيق العملي للدراسة على التحليل القياسي في تحليل مادة البحث، فضلاً عن صياغة إثنى عشر محوراً من خلال الإعتماد على قدرة مؤشرات التنافسية الإقتصادية العالمية الصادرة عن المنتدى الإقتصادي العالمي في جنيف – سويسرا، وتم عرضها على ثلاثة خبراء للتحكيم. وعند قياس مؤشرات الإقتصاد الروسي، طبقاً لمؤشرات التنافسية الإقتصادية العالمية، يتضح أن مؤشر استقرار الإقتصاد الكلي في الترتيب الأول لحصوله على الإهتمام الأكبر في الصحف العراقية (مثل: الصباح، الصباح الجديد، الزمان، العدالة، صحف الكترونية اخرى)، بينما يحتل مؤشر سوق العمل الترتيب الثاني لإهتمامها (الصباح، البناء، العدالة، البنية)، كما جاءت مؤشرات التكنولوجيا والمعلومات والبنية التحتية وحجم السوق وديناميكية العمل في الترتيب الثالث (الصباح، المشرق، الزمان). أما مؤشرات سوق العمل والمؤسسات والنظام المالي والقدرة الإبتكارية، فقد احتلت المرتبة الرابعة، وجاء في الترتيب الخامس مؤشر التعليم العالي والتدريب، أما الترتيب الأخير فكان لمؤشر الصحة والتعليم والأساس.

إن أبرز النتائج التي توصلنا إليها هي تلك التي تؤشر على عدم تركيز الإقتصاد الروسي والعلاقات الدولية على دور مصادر الصحافة العراقية، وقلة الدعم لبعضها من أجل تحسين صورة الإقتصاد الروسي، إضافة إلى قلة اهتمام الصحافة الروسية بإيجاد وخلق آلية تعاون واتفاقيات دولية صحفية وإعلامية وروابط لتحسين واقع الصحافة بين البلدين، وهذا مما لا شك فيه يفسر طبيعة العلاقات الدولية والإستراتيجية بين روسيا والعراق.

هذا الأمر، يقتضي إعادة النظر في طبيعة العلاقات الدولية بين المؤسسات الثقافية والإعلامية والصحفية الثنائية على أسس متينة واستراتيجية. لذلك، لا بد من زيادة الإهتمام من خلال آليات تعاون وروابط واتصالات وبرامج  واتفاقيات دولية وتنظيم دعوات سفر خاصة للصحفيين والإعلاميين العراقيين ليتعرفوا على الإقتصاد الروسي وطبيعة الحياة الإجتماعية والإقتصادية والواقع الصحفي والإعلامي فيها، وتطوير واقع الترجمة الصحفية بما ينعكس ايجاباً لدعم الصحافة عموماً في العراق، والعمل على تأسيس صحيفة روسية ــ عراقية تهتم وتعنى بالواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي، وتحسين صورة الإقتصاد الروسي عبر ترجمة المقالات والأوراق البحثية والبرامج الإعلامية الخصة بذها الشأن.

*باحث عراقي

مصدر الصور: العربي الجديد – روداو.

موضوع ذا صلةرؤية في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •