شارك الخبر

حوار: سمر رضوان

تحاول أنقرة، وفق نظرتها لدورها كـ “قوة إقليمية”، فرض هيمنتها السياسية على الرُقع الجغرافية المشتعلة سياسياً والتي تستطيع لعب دور فيها يخدم مصالحها وشركائها. من هنا، يأتي دعم حكومة الوفاق الليبية، بقيادة فائز السراج، لتوافقه مع دورها في ليبيا.

حول تطورات الدور التركي في الدعم المقدّم لحكومة الوفاق والموقفين الإقليمي والدولي، سأل مركز “سيتا” الأستاذ محمد نبيل الغريب البنداري، الكاتب السياسي المصري، عن هذا الموضوع.

دعم ومعارك

ليس هذا بجديد على النظام التركي، فمنذ تدهور الأوضاع في الداخل الليبي وظهور السراج كطرف سياسي في الأزمة وهو يحاول دعمه؛ ولكن ذلك لم يكن معلناً، بل كان مخفياً دلت عليه بعض المؤشرات منها إحتجاز ليبيا لشحنات أسلحة عبر الشهور الماضية كانت توجد داخل حاويات ومصدرهما تركيا. هنا، ظهر الدعم جلياً عندما صرحت وزارة الدفاع التركية أنها سترسل أسلحة وجنود إلى الداخل الليبي بعدما تم توقيع مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية بين أنقرة وغرب ليبيا.

وفي هذا السياق، من المتوقع أن تحتدم المعركة السياسية بين تركيا من جانب، ومصر والإمارات والسعودية من جانب أخر، ليس فقط في التصريحات السياسية الرسمية بل من كل جانب، ومنها أن تصل ذروة الإحتدام إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة والمؤشرات كثيرة منها وصول الأمر إلى التدريبات العسكرية البحرية في المتوسط سواء من قبل مصر أو من قبل تركيا، ولكن ذلك لا يعني الذهاب إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين هذه الأطراف.

تداخل إقليمي

بطبيعة الحال، إن التدخل التركي في الأزمة الليبية، والذي زاد حدته في الفترة الأخيرة، لم يكن هدفه فقط الحد من العملية العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر تجاه طرابلس، ولكن أيضاً ضد الوجود المصري والسعودي والإماراتي الداعم له، أضف أيضاً أن التحالف 3+1، وأقصد هنا مصر والسعودية والإمارات بالإضافة لليبيا، يشكل خطراً من وجهة نظر تركيا على مصالحها من جانب وكذلك مصالح قطر الداعمة للسراج وهو بالطبع ضد المصالح القومية لتحالف 3+1.

بالتالي، وجدت أنقرة الأزمة الليبية فرصة سانحة لزيادة ثقلها فيها، وذلك بعد خروج السودان من الحسابات التركية، عقب الإحتجاجات الأخيرة هناك، وإنحراف الخرطوم عن مصالح أنقرة وإصطفافها مع تطلعات الشعب والتي بالتأكيد تصطف مع التطلعات المصرية – السعودية – الإماراتية.

من خلال ما سبق، أؤكد هنا على أن أنقرة تحاول كسب المزيد من الوقت لصالحها لتعطيل أية خطوة تكون في صالح الثلاثي على الأراضي الليبية، وليس فقط الوقوف ضد المشير حفتر في سعيه لتحرير طرابلس.

طبيعة الرد

لا أعتقد أن تركيا لديها نية التدخل العسكري المباشر في ليبيا، بل ستكتفي بإرسال المرتزقة وحاويات الأسلحة فقط وهذا يرجع لأسباب كثيرة:

أولاً، الخسائر الكبيرة التي تلاحقها في الشمال السوري الأن، وبالتالي هنا الأزمة السورية تعتبر درساً قاسياً لأنقرة، اقتصادياً أو عسكرياً.

ثانياً، لن تستطيع أنقرة مواجهة أية دولة من الدول المذكورة في ليبيا لأنها لا تريد ذلك، وتبقى المناوشات السياسية هي الأداة الأوحد التي تلعب عليها لصالحها في ليبيا. وهنا لا بد من الإشارة إلى حديث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أو “رجل التصريحات”، عن نيته إرسال قوات تركية إلى ليبيا ثم تراجعه عن ذلك.

في المقابل، لا تريد مصر والإمارات والسعودية الدخول في مناوشات عسكرية في ليبيا مع أي طرف، ولكن سيكون على الحلف مواجهة الإرهاب والطريقة التي يُدعم بها في ليبيا؛ بالتالي وفي إعتقادي، إذا ما تطور الأمر على الأرض فإن الدول الثلاث ستتوجه إلى المنظمات الدولية ولن تذهب إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع تركيا.

مصدر الصور: وكالة الصحافة الفرنسية.

موضوع ذو صلة: نقل “الجهاديين” إلى ليبيا… رسالة تركية لأطراف متعددة


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •