حوار: سمر رضوان
شكلت زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى كل من دمشق وأنقرة محطتين هامتين، في توقيتٍ وتوتر كبيرين، حيث فرضت على المشهد الإقليمي واقعاً لشكل المرحلة القادمة في سوريا، خاصة في معارك الشمال وشمال شرق البلاد.
عن هذه الزيارة وأبعادها، سأل مركز “سيتا” الأستاذ آندريه أونتيكوف، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط – موسكو، حول هذا الموضوع.
تطور للأوضاع
بكل تأكيد التوقيت مهم جداً خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط تشهد توتراً كبيراً، نتيجة التصرفات الأمريكية، ومنها عملية إغتيال الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
لكن يجب ألا ننسى أن زيارة للرئيس الروسي إلى دمشق تلك أتت قبل زيارته لتركيا. لكن يلفت النظر في الزيارة هو مرافقة وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس أركان الحرب الروسي، فاليري غيراسيموف، للرئيس بوتين؛ لذلك، أعتقد أنه وفي ضوء كل تلك العوامل هناك، وبكل تأكيد، تركيز على تطورات الأوضاع على ساحة القتال في سوريا، وتحديداً في إدلب، إذ كان من المهم أن يقوم الرئيسان بتبادل الآراء بشكل شخصي.
وفي هذا السياق، قد نشاهد تنسيقاً أكبر من قبل الدول الفاعلة على خط المسألة السورية، كما شاهدنا لقاء الرئيسين الروسي والتركي، رجب طيب أردوغان، الذي تطرق إلى وجود بعض الصعوبات المتعلقة بإدلب ومن ثم تذليلها، حيث شاهدنا تقدماً ميدانياً للجيش السوري، في الأيام السابقة، على تلك الجبهات ولكن لم تتم السيطرة بعد على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية؛ بالتالي، لا بد من إستمرار النقاش حول هذا الموضوع بين القيادتين الروسية والسورية، وبالطبع التركية.
دعم واسع
إن اللقاء على هذا المستوى يشير إلى دعم واسع تقدمه روسيا للشعب والسلطات السورية الحالية في مكافحة الإرهاب في وقت، كما سبق وقلت، تعيش فيه المنطقة توترات بسبب عملية إغتيال الفريق سليماني من قبل الولايات المتحدة. في هذا السياق ونحن نستمع إلى التصريحات الإيرانية الكثيرة حول إنتقام طهران من واشنطن وهو موقف مفهوم ومنطقي ولإيران حق الرد، ولكن من المهم بالنسبة لروسيا في كل تلك الأحداث هو عدم تحول هذا الإنتقام أو تصفية الحسابات ما بين الطرفين إلى أزمة كبيرة يمكن لها أن تضرب منطقة الشرق الأوسط ككل.
لذلك، نحن بحاجة إلى تنسيق عميق بين الدول الفاعلة، بما فيها بالطبع سوريا، لحصر عملية تصفية الحسابات بينهما فقط وعدم توسعها إلى مناطق أخرى، فنحن لسنا بحاجة إلى توتر جديد وتأزيم للأوضاع في سوريا واليمن ودول الجوار، وبحاجة أيضاً للحفاظ على نوع من الإستقرار. ولكن كما ذكرت بطبيعة الحال، نحن نقف مع الشعب ومع القيادة الإيرانية، فالتصرفات الأمريكية غير مقبولة.
حلف متين
إن تحالف روسيا مع إيران وزيارة الرئيس بوتين إلى سوريا، تدلان على أن روسيا تقف مع إيران في ضوء التطورات الأخيرة، حيث أن موسكو تدين بشدة تصرف واشنطن تجاه طهران، والدليل على ذلك وقوف روسيا مع قرار إيران بتعليق بنود الإتفاق النووي بشكل كامل حيث صدر بيان تضامني من الخارجية لجهة السلطات الإيرانية، ويحمل المسؤولية كاملة للولايات المتحدة.
إن ما تقوم به واشنطن سيؤدي إلى تأزيم الأوضاع بشكل كبير لا سيما بعد إنسحابها من الإتفاق النووي، الأمر الذي أدى إلى تسارع التوتر في منطقة الخليج، وكذلك نرى أنها بدأت تؤيد الحركات الإنفصالية في سوريا، كدعم تحركات ما يسمى بالكيان الفيدرالي، والآن إغتيال الفريق سليماني.
ختاماً، تحتاج روسيا إلى نوع من الإستقرار في المنطقة خصوصاً وأنها مهتمة بها بشكل كبير، بدأ من الشرق الأوسط وصولاً إلى شمال أفريقيا.
مصدر الصورة: مونتي كارلو الدولية.
موضوع ذو صلة: الأهداف التركية في سوريا: تراجع في المصالح؟!