سمر رضوان

باشرت الولايات المتحدة الأمريكية نشر منظومة صواريخ “باتريوت” للدفاع الجوي في عدد من القواعد العسكرية التي تستخدمها في العراق وسط مخاوف من تصعيد وشيك بين واشنطن وبين بعض قوات “الحشد الشعبي” الموالية لإيران. فهل تمهد واشنطن لعملية عسكرية واسعة في العراق بعد نشر الصواريخ وانسحابها من ثلاث قواعد عسكرية أم هناك أهداف أخرى من وراء هذا التدبير خصوصاً بعد أن تم قصف قاعدة “عين الأسد”، التي نشر فيها جزء من المنظومة، من قبل إيران في يناير/كانون الثاني 2020؟

حول هذا الموضوع وتداعياته وموقف العراق من طرفي الصراع على أرضه، سأل مركز “سيتا” الأستاذ واثق الجابري، المحلل السياسي العراقي، عن هذا الموضوع.

“النأي بالنفس”

في ظل الصراع الأمريكي – الإيراني ومحاولة الطرفين زج العراق في النزاع، تحاول بغداد إتباع سياسة النأي بالنفس، وترى أنه قبل تذرع الولايات المتحدة بوجود “أذرع” لإيران كان الأحرى بها التوجه الى الجسد بدل الأذرع سيما مع وجود القواعد الأمريكية في المنطقة. لكن هذا الإجراء يعتبر إقحاماً للعراق لإجباره على الإنضمام إلى المحور الأمريكي.

لقد إستخدمت الولايات المتحدة هذا ملف من أجل تضيق الخناق على إيران، بينما يرى العراق أن لا بدائل لديه سوى التعامل مع إيران لحاجته إلى مصادر الطاقة من غاز وكهرباء.

ضغط مزدوج

أما عن تتبع الولايات المتحدة لخيوط بشأن هجوم محتمل ستشنه إيران أو قوى تدعمها على أهداف أمريكية في العراق، أعتقد أن مثل هذا تصريح يأتي ضمن سياق الضغط على الحكومة العراقية، واستخدام الأمر كورقة إضافية للضغط على طهران من بغداد، في حين أنه من المفترض أن تكون المعلومات الإستخبارية سرية ولا أن تكون متاحة للإعلام.

أما مسألة نشر قواعد الصواريخ يمكن القول بأنها مقدمة لأهداف أكبر من قضية التوقعات بشن ضربات تقوم بها فصائل مسلحة سيما وأن معظم الضربات بصواريخ بسيطة لا تحتاج إلى صرف كل هذه التكاليف عليها. من هنا، ربما يكون نصب هذه المنصات هو لتغطية منطقة أوسع من التي تغطيها حالياً خصوصاً وأنها نشرت في مواقع قريبة من الحدود السورية.

لذلك، أعتقد بأن هناك، ومن المؤكد، أطراف من مصلحتها تفجير النزاع الثنائي بين واشنطن وطهران، وبينها إسرائيل وأطراف أخرى، لأنها لا تريد استقرار العراق، ومنهم بعض الأطراف العراقية، وذلك من أجل ديمومة الفوضى في البلاد، وهو ما يسمح بتحرك الفساد، ناهيك عن مسألة التبعية إلى الخارج الذي لا يريد للعراق أن يقف على قدميه ويعم فيه الإستقرار من جديد.

مصدر الصورة: العربية.

موضوع ذا صلة: المؤامرة الأمريكية على العراق وسوريا