سمر رضوان

شهدت البادية السورية، وسط البلاد، عدة هجمات لتنظيم “داعش” تركزت معظمها في محيط آبار الغاز، حقلي التيم والشاعر، الأمر الذي إنعكس سلباً على الواقع الكهربائي جراء هذا الإستهداف، وسط إعادة هيكلة التنظيم مجدداَ بعد هروب عشرات السجناء من سجن “الصناعة” المركزي الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية – قسد المدعومة أمريكياً. فهل المقصود سوريا أم العراق؟ أم الدولتين معاً؟

حول إعادة هيكلة التنظيم عودة نشاطه وتجديد حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي ودور الإدارة الأمريكية في ذلك، سأل مركز “سيتا” الأستاذ سلمان شبيب، رئيس حزب سوريا أولاً المعارض، عن هذا الموضوع.

تحركات مشبوهة

منذ فترة تتواتر المؤشرات على شيء ما يجري الإعداد له يتعلق بتنظيم “داعش”، وتتكرر التصريحات الأمريكية وتقارير وسائل الإعلام عن عودة قوية له، وعن مخاطر مستقبلية سيشكلها، وأن المعركة لم تنته بعد، مما يعيد إلى الذاكرة، التقديرات الأمريكية السابقة والمبالغ فيها وغير البريئة، أي الزمن الذي تحتاجه معركة القضاء على التنظيم.

كل هذا ترافق مع تحركات أمريكية مشبوهة تمثلت بعشرات عمليات الإنزال الأمريكي لنقل قيادات وعناصر من التنظيم إلى جهات مجهولة، وهناك معلومات مؤكدة أنه تم إعادة تأهيلها حيث رسمت لها خطط وأهداف جديدة. أيضاً، تؤكد المعلومات أن المخابرات الأمريكية تتواصل بشكل دائم مع عناصر التنظيم المحتجزين لدى قوات “قسد” وتنسق معهم وتسهل هروب من تضمن انخراطه في مشاريعها كما كان هناك عشرات عمليات الهروب المفتعلة لقيادات كبيرة وعناصر فاعلة في التنظيم.

تمهيد الطريق

ومن الواضح أن القوات الأمريكية قد مهدت الطريق أمام عملية إحياء التنظيم وعودته، وخاصة في البادية الممتدة بين سوريا والعراق وعلى الحدود المشتركة بينهما، من خلال الإستهداف المتواصل لفصائل الحشد الشعبي العراقي، وحزب الله، وبقية الفصائل الداعمة للجيش السوري، وهذه القوى هي التي تحملت العبء الأكبر في مواجهة التنظيم والتي كانت تستمر في ملاحقة بقاياه في كل من سوريا والعراق قبل أن تربكها الإعتداءات الأمريكية، وإلى حد ما الإسرائيلية.

هذا الأمر، أعطى فرصة ذهبية لـ “داعش” ليقوم بعدد من التحركات، في العراق وسوريا،وخاصة تحركه الأخير منذ عدة أيام وهو الأكبر والأخطر، حيث أوقف العمل بعدد من آبار النفط والغاز مما يوحي بتكامل واضح مع جهود الأمريكية لتشديد الضغط والحصار على سوريا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.

أدوار جديدة

من المتوقع أن يزداد نشاط التنظيم خلال الأشهر القادمة بعد أن استكملت قيادته الجديدة، حسب كل التقارير، إعادة هيكلته واستئنافه لنشاطه الإعلامي والدعائي وعودة وكالة الأنباء الخاصة به، “أعماق”، لزخمها بالإضافة إلى معلومات غربية تشير إلى إستأنف عمليات التجنيد لعناصر متطرفة جديدة.

كل تلك الترتيبات لا يمكن أن تتم دون دعم كبير يتلقاه التنظيم بعد أن فقد مصادر موارده، وكل المؤشرات والمعلومات تؤكد أنه دعم أمريكي استعداداً لأدوار جديد سيقوم بها، في سوريا والعراق، وربما لأهداف تتجاوز هذين البلدين لإرباك المحور الذي يحارب الإرهاب ويتصدى للمشاريع الأمريكية في المنطقة.

مصدر الصورة: الحرة.

موضوع ذا صلة: أونتيكوف: واشنطن تنقل “داعش”.. والهدف آسيا الوسطى