حسين عز الدين*

خطة الرئيس الأمريكي اتجاه لبنان، تصعيد وتوتير وضغوطات اقتصادية، والهدف سلاح المقاومة وتحصين أوراق ترامب الانتخابية.

ثمة إشارة بدأ يتلمسها المعنيون في لبنان حول عناوين المرحلة وما ستحمل من تطورات مختلفة الأشكال والأهداف، تدفع بها الإدارة الأمريكية بقوة عبر أدواتها في الشارع تارة، وقوانين الهيمنة والاستئثار طوراً آخر.

وترى الأوساط المتابعة أن ما يجري في كواليس الغرف السوداء الأمريكية وأروقة الملحقين بها من بعض الأنظمة العربية لا يبشر بالخير للبنان، سيما وأن ما بات معلن من تدابير وإجراءات تضع البلاد أمام مفترق طرق خطير لن يسمح الللبنانيون من أن يدفع بهم نحو هاوية المصالحة الصهيو – أمريكية على حساب السيادة والأمن والاستقرار.

ويقول الباحث والكاتب اللبناني ناجي البستاني: “صحيح أنّ لبنان يشكّل تفصيلاً صغيراً وثانويّاً في المعادلة الإقليميّة بالنسبة إلى الإدارة الأميركيّة، لكن الأصح أن إرتدادات معركة الإنتخابات الأميركيّة المقبلة على الوضع الداخلي اللبناني ليست مَعدومة، بل أنّها ستكون واضحة نسبياً، وذلك نتيجة تأثّر لبنان بشكل غير مباشر بأكثر من ملفّ إقليمي حسّاس، إضافة إلى تأثّره بشكل مباشر بملفّات تعنيه وتخصّ أوضاعه الداخليّة”.

من هنا يطرح السؤال حول ما الذي ينوي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يفعله قبل نهاية ولايته؟

قول البستاني: “يجهد فريق عمل الرئيس الأميركي على تعويض الخسائر المَعنوية التي مُني بها ترامب داخل الولايات المتحدة الأميركيّة، نتيجة سوء مواجهة وباء كورونا، وتراجع الإقتصاد وإرتفاع نسب البطالة، وتفجّر المشاكل العنصريّة الطابع، وذلك من خلال تسجيل نقاط لصالحه على مستوى بعض الملفّات الدَوليّة، وفي هذا السياق، تنوي الإدارة الأميركيّة وقبل إنتهاء ولاية الرئيس ترامب، القيام بأكثر من خطوة مثيرة للجدل، ومنها مثلاً تأمين الضوء الأخضر للإسرائيليّين لضمّ الضفّة الغربيّة، وهكذا قرار لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، لأنّه يهدف إلى تغيير وقائع جيوسياسيّة، مع كلّ ما لهذا الأمر من مفاعيل على أيّ تسويات محتملة في المستقبل، ومن المتوقّع أن تجلب هذه الخطوة الأميركيّة، إعتراضات فلسطينيّة وعربيّة وايرانية واسعة، وأن تُفجّر الأوضاع عسكرياً بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيّين”.

ومن بين الخطوات المُرتقبة لإدارة ترامب، في الفترة الفاصلة عن نهاية ولاية هذا الأخير، المزيد من الضُغوط السياسيّة والإقتصاديّة على إيران، والمزيد من لوائح العُقوبات التي ستطال شخصيّات تدور في الفلك الإيراني، وتلعب أدواراً مفصليّة في مساعي الإلتفاف على هذه العقوبات، من لبنان إلى فنزويلا.

والمشكلة أنّ لبنان الذي ينأى بنفسه نظرياً عن كلّ مشاكل المنطقة، سيتعرّض لموجة من الإرتدادات السلبيّة على مختلف الصعد، نتيجة هذه الصراعات الإقليميّة المَفتوحة، فلبنان لن يستطيع التفرّج على ضمّ الضفّة الغربيّة، مع ما يعنيه هذا الأمر من طيّ لأيّ أمل بالعودة، وهو الذي يعاني مباشرة من وجود مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيّين على أرضه، ولبنان لن يتمكّن من التفلّت من إرتدادات قانون قيصر.

ولبنان لن يستطيع عزل نفسه عن العقوبات الأميركيّة على إيران، باعتبار أنّ هذه العقوبات تستهدف أيضاً وبشكل مباشر “حزب الله”، وشريحة واسعة من اللبنانيّين، وليس بسرّ أنّه إضافة إلى القُيود على الحركة الماليّة والتحويلات المصرفيّة من لبنان وإليه، وإضافة إلى الضغوط على الدول الداعمة وعلى صُندوق النقد الدَولي لربط أيّ مساعدات ماليّة مستقبليّة بشروط بخلفيّة سياسيّة، وإضافة إلى إستخدام ورقة التجديد لقوّات “اليونيفيل” في بازار المساومات السياسيّة، تختم المصادر.

المصدر: وكالة نيوز.

مصدر الصور: دالاتي – نهرا.

موضوع ذا صلة: الإستراتيجية الأمريكية وإشعال المنطقة