وزير الخارجية الفرنسي، لا شيء لدينا نقدمه للبنان قبل الإصلاحات المطلوبة.
ثمة رسالة مهد من خلالها وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان زيارته إلى لبنان الأسبوع الجاري، تحمل بين سطورها الموقف الفرنسي من إمكانية مساعدة لبنان اقتصادياً بعد تصريحه الواضح أن فرنسا لن تتقدم خطوة بهذا الاتجاه قبل الحصول بالمقابل على ضمانات سياسية تتماهى مع شروط الإدارة الأمريكية وصندوق النقد.
وقبل أن يعلن عن زيارته لبيروت، قصد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن يضع لزيارته إطاراً واقعياً من خلال كلمته أمام مجلس الشيوخ، قاطعاً الطريق على آمال مغلوطة في بيروت، بأن فرنسا قد تساعد لبنان بمعزل عن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
فالكرة كانت ولا تزال في ملعب اللبنانيين، والإصلاحات وفي مقدمها قطاع الكهرباء حسب المصادر.
كلمة لورديان العلنية أمام مجلس الشيوخ، سبقتها رسائل باريسية قاسية وصريحة للحكومة اللبنانية عبر قنواتها الدبلوماسية، عبّرت خلالها فرنسا عن بالغ استيائها مما أسمته المماطلة الحكومية في تنفيذ الإصلاحات التي إلتزم رئيس الحكومة حسان دياب بتنفيذها خلال مئة يوم.
من هنا لا يحمل الوزير الفرنسي مبادرة محدّدة ليعرضها على المسؤولين في لبنان، بل سيقرع في بيروت على مسامع أهل الحل والربط ناقوس الخطر قبل تداعي الهيكل، والفوضى.
واللافت أنّ زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية التي أرجئت مرّات عدّة، لتسجيل موقف فرنسي ممتعض من أداء السلطة السياسية، ومتماهي مع الضغط الأمريكي، كان يبرره الفرنسيون انه بذلك قد تكون باريس شكل ضغطاً على الحكومة، وتعدّيل أدائها بإتجاه تنفيذ العديد من الملفات الإشكالية.
وتقول المصادر، ان هذه الزيارة تحصل اليوم على وقع حملة تقودها البطريركية المارونية في لبنان، برفع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي راية الحياد، وإلتزامه التمسّك بدعوته رغم الضغوط.
هذا التزامن بين الزيارة ونداء بكركي ليس وليد الصدفة، بحيث أرادت فرنسا أن تتلقّف هذا النداء المفصلي من قبل البطريركية المارونية في لبنان، في تلاق واضح بين موقفها وموقف الفاتيكان، الذي يتبنّى نداء بكركي، وقد حصلت محادثات بينهما في هذا الصدد.
من هنا يرى المراقبون أنّ الزيارة التي تحصل على وقع أجراس بكركي، تكتسب ابعاداً بإتجاه دعم فرنسي مشروط للبنان، وبالتالي أنّ الزيارة ليست لدعم الحكومة اللبنانية بعدما بلغ الإحباط الفرنسي مرحلة اليأس، وليست من أجل متابعة سير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، إنّما تحصل على خلفية القلق الفرنسي من الإنقلاب على الصيغة اللبنانية، لذلك قررت فرنسا التدخل لحماية هذه الصيغة، عبر تبنّي دعوة بكركي للحياد عن الإصطفافات الإقليمية.
وتختم المصادر، يبدو أن مفاعيل مؤتمر سيدر ستبقى في ثلّاجة الإنتظار، ولا إمكان لمنح لبنان قروض الجهات المانحة في”سيدر” قبل الإتفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج دعم، منطلقه المحوري في الظاهر الإصلاحات، وفي باطنه ما لا طاقة للبنان على تنفيذه.
المصدر: وكالة نيوز.
مصدر الصور: صحيفة النهار.
موضوع ذا صلة: الساحة اللبنانية في مرصد الفوضى الأمريكية