في قراءتي لكتاب “رحلة كفاح” لأدولف هتلر، عشت مع ما كتبه. لا يعنيني هنا نهجه أو مساره أو إستبداده، لكن عرفت المراحل الأولى لهذه الشخصية التي رغم كل جبروتها الذي سمعنا به، إلا أنها كانت تمتلك جانباً إنسانياً شكَّل نقطة الأساس فيما وصل إليه هتلر.
عندما نآثر الوطن على كل شيء آخر، نبني حضارة. عندما نعمل لأجل الوطن، نصنع حضارة. عندما نكافح لأجل قوميتنا وقضايانا، نصنع أمة وننهض بها. هذا بالضبط ما فعله هتلر، الذي عانى الجوع، لكن لم يمنعه أي شيء من التقدم؛ فالإحساس بالوطن وأفراد الوطن وسماع همومهم، كان جزءاً من الحل وليس المشكلة على الإطلاق.
من هنا، على الأمة العربية أن تضع خططها الإستراتيجية، وتعمل بثبات كي تصبح أمة منتجة؛ فالشعب القارئ، هو الشعب المنفتح الذي يؤثر ولا يتأثر إلا بإيجابيات الحياة. كل شخص منّا في داخله قائد وزعيم، وكل شخص منّا يستطيع العمل والبناء إن وضع خطته الخاصة. أما التخاذل والتجاهل فهما الإحباط والتأخر بعينه في مواكبة أية حضارة.
إذا ما نظرنا اليوم إلى قوة الدول، نلاحظ بأن هتلر حورب لأنه أعلى من شأن ألمانيا. ولنسقط ذاك الواقع على اليوم، نرى بأن قوة كل من روسيا وإيران كوريا الشمالية العسكرية وقوة الصين الإقتصادية شكلت السبب الرئيس في “شن” الحرب عليها لأن القوة هي سلاح فتّاك. فلو لم تكن الإرادة موجودة لإستسلمت هذه الدول، لكنها تعلم جيداً قدرتها وقوتها ولذلك هي في مأمن، على عكس العديد من بلدان الأمة العربية التي تستجير بالغرب لحمايتها من أعداءٍ إفتراضيين موجودون فقط في الذهنية الأمريكية.
لو وضع كل إنسان تقديره ورفعته لهويته وقوميته العربية وجعلها الأولى لإحترمه الجميع، لكن ماذا نقول عن تقديس الآخرين الذي هو نوع من أنواع الخنوع؟ إذا أردنا البناء لنبني ونعمل، فالوقت ما زال معنا وما زلنا نستطيع التغيير. لنبدأ بوضع الإستراتيجية، ونحدد الخطوط العريضة لنهضة أمتنا. ليكن كل واحد منا هو التغيير الذي يبني الأمة ويشيَّد الحضارة.
*كاتب ومفكر كويتي.
مصدر الصورة: المركز الديمقراطي العربي.
موضوع ذا صلة: إختراق الوعي لدى المتلقي العربي