منذ عام 2014، أصبحت مجموعة “فاغنر” العسكرية، الذراع السرية التي تستخدمها موسكو للتدخل في بلاد العالم، وظهر دورها بشكل كبير في شبه جزيرة القرم وليبيا وإفريقيا، فهي تقدم لموسكو أداة سياسة خارجية ملائمة ومرنة تتوافق مع تفضيلها للعمليات السرية، وفقا لموقع بيزنس إنسايدر.
ومجموعة “فاغنر”، التي وصفها الموقع بـ “مرتزقة بوتين”، هي شركة عسكرية روسية خاصة لها علاقات وثيقة مع الحكومة الروسية، تأسست المجموعة شبه العسكرية، التي أسسها ضابط سابق في المخابرات العسكرية الروسية، على المسرح الدولي في أوكرانيا عام 2014.
تتألف مجموعة “فاغنر” من أفراد عسكريين سابقين، وتقدم المشورة القتالية والدفاع الداخلي الأجنبي – تدريب القوات المحلية – وخدمات العمل المباشر، وغالبًا ما تعمل بالاشتراك مع أجهزة المخابرات الروسية ووحدات العمليات الخاصة.
التدخل في ليبيا
فمع ازدياد الصراع في ليبيا بين قوات حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، وقوات المشير خليفة حفتر (الجيش الوطني الليبي) في 2018، بدأت موسكو تتدخل لدعم قوات حفتر على أمل إيجاد موضوع قدم لها في هذا البلد الغني بالنفط.
ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية، يتواجد في ليبيا حوالي 2500 مرتزق تابع لمجموعة “فاغنر” يقاتلون بجوار قوات حفتر، كما زادت روسيا من حصصها في الصراع من خلال نشر 14 طائرة مقاتلة من طراز MiG – 29 و SU – 24 في مايو/أيار الماضي (2020).
ويعتبر مرتزقة “فاغنر” همزة الوصل الرئيسية بين المساعدة التكنولوجية الروسية ومقاتلي حفتر، كما أنهم ينسقون بشكل أساسي الطلعات الجوية ونيران المدفعية، ويقدمون أيضاً المزيد من المساعدة العملية مثل دعم القناصة. وفي تقرير حديث، اتهمت القيادة الأميركية في إفريقيا – أفريكوم “فاغنر” بزرع ألغام وعبوات ناسفة عشوائية (IED)، وفي بعض الحالات حتى باستخدام ألعاب الأطفال لإخفائها.
أفريقيا
وتعتبر ليبيا ساحة من عدد من الساحات الأفريقية التي تنشط فيها مرتزقة “فاغنر”، فيمكن العثور عليهم في رواندا ومدغشقر والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق.
لقد فتح قرار الولايات المتحدة بتقليص وجودها في أفريقيا الباب أمام قوى أخرى، فتلعب الصين بالفعل دوراً كبيراً في أفريقيا، مع وجود عشرات المخططات الإقتصادية والبنية التحتية والعسكرية، كما تعمل روسيا على اللحاق بوجود مماثل في 20 دولة على الأقل، وفقاً للموقع.
وأكد أحمد حسن الرئيس التنفيذي لشركة Gray Dynamics، وهي شركة استشارات استخباراتية، أن التسابق في أفريقيا هذه المرة من أجل الموارد والنفوذ الدولي، وقال “تم نشر فاغنر من قبل روسيا كإمتداد لطموحاتها الخارجية والعسكرية، والأنظمة الإستبدادية تصادف أن تكون العملاء. بالطبع، غالباً ما تحاول هذه الأنواع من الأنظمة حل الإضطرابات المدنية بالقوة، وفاغنر أداة من هذا القبيل.” وأضاف “ومع ذلك، فإن مجموعة فاغنر لم تكن ناجحة حقاً أبداً بإستثناء شبه جزيرة القرم”.
وذكر أن طريقة عمل “فاغنر” تنسجم مع الفلسفة الإستراتيجية الأكبر للجنرال فاليري غيراسيموف، قائد الأركان العامة للجيش الروسي، ما يسمى بـ “عقيدة غيراسيموف”، وملء ذلك الفراغ بين الحرب والسلام أو “المنطقة الرمادية”.
بالنسبة لليبيا، من المحتمل أن يكون التكوين متعدد الجنسيات لمجموعات المرتزقة العاملة هناك مزعزعاً للإستقرار، ومع انتهاء هذا الصراع، سيتطلع هؤلاء المرتزقة الذين نجوا إلى تصدير خبراتهم إلى مناطق مضطربة أخرى في المنطقة. وغالباً ما يرتبط مرتزقة “فاغنر” بنشاط إجرامي أو انتهاكات لقواعد النزاع المسلح، وتتمتع بسجل حافل في جرائم الحرب.
المصدر: قناة الحرة.
مصدر الصورة: سويس أنفو.
موضوع ذا صلة: ليبيا.. تبادل الأدوار وكشف الأوراق