شارك الخبر

حوار: سمر رضوان

مع مغادرة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض ومجيء الرئيس جو بايدن، ووسط جو مشحون وضبابية في المشهد الأمريكي على خلفية السياسيات “الترامبية” التي تركت شرخاً داخلياً لم تُعرف تبعاته بعد، تظهر العديد من التساؤلات وأبرزها: هل تنجح إدارة الرئيس الجديد في استعادة الشعب الأمريكي إلى صفها خاصة ما بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول هيل؟ وإلى أي مدى سيتأثر الداخل بظهور الحركات المتطرفة؟ وهل سيتم إنتهاج سياسات مختلفة عن تلك التي إعتمدتها إدارة الرئيس السابق؟

حول هذه الملفات وطرق معالجتها، سأل “مركز سيتا“، الأستاذة روان الرجولة، المحللة والباحثة السياسية – الولايات المتحدة، عن هذه المواضيع.

الديمقراطيون والكابيتول

إن الحزب الديمقراطي منقسم بين خطين؛ الخط الأول، هو الخط التقليدي، والوسطي الممثل بنانسي بيلوسي والرئيس جو بايدن. أما الخط الثاني، فهو الخط التقدمي، الممثل ببيرني ساندرز واليزابيث وارن وعضوات مجلس النواب إلهام عمر ورشيدة طليب و ألكساندريا كورتيز.

لكن هذين الجناحين متحدان ضد الحزب الجمهوري، وبالتحديد ضد قسمه المحسوب على الرئيس السابق دونالد ترامب وأنصاره؛ لذلك، سيعمد الحزب الديمقراطي على تعميق الخلاف والإنقسام بين صفوف أعضاء في الحزب الجمهوري بهدف إضعافه وتشتيت قاعدته الشعبية، وذلك من خلال التركيز على محاكمة الرئيس ترامب ونزع الشرعية عنه وتحميله مسؤولية أحداث 6 يناير/كانون الثاني (2021)، أي إقتحام مبنى الكابيتول هيل التي أحدثت إنشقاقاً وتصدعاً عميقين داخل الحزب الجمهوري.

هذا الأمر، سيمهد الأرضية للحزب الديمقراطي للمحافظة على أغلبيته في مجلس النواب في الإنتخابات المقبلة.

الديمقراطية للجميع

في هذا الخصوص، أقول إن الوضع في أميركا والانقسامات ظهرت لم تكن بسبب الرئيس ترامب، فظهور كان هو نتيجة وليس المسبب؛ وعليه، فإن مهمة الرئيس بايدن صعبة فعلاً فهو لن يستطيع رأب صدعٍ عمره عشرات السنين.

حالياً، جميع مكونات المجتمع الأميركي، بما فيهم العنصر الأبيض، تشعر بالمظلومية بسبب سياسات كثيرة تم اتباعها خلال العقدين الماضيين منها العولمة وسياسات الهجرة، التي أثرت على الديمغرافيا الأمريكية والوضع الإقتصادي المحلي بشكل عام. لذلك، إن مهمة الرئيس بايدن في توحيد المجتمع تكمن في تفهّم المظلوميات لكل الأقليات الأميريكية، بما فيها العنصر الأبيض، والعمل على عدم تهميش أية فئة مجتمعية من خلال إعتماد مشاريع محلية وسياسات محلية تتميز بالوسطية بعيداً عن إطلاق الشعارات.

برأيي، إنها مهمة شاقة، وقد يكون من الصعب تحقيقها خلال ولاية وحدة، أي 4 أعوام من الحكم.

إنقسامات حزبية ومجتمعة؟

اليوم، يبرز التخوف من ظهور مجموعات متطرفة، ليست فقط يمينية بل أيضاً تنامي ظهور المجموعات المتطرفة اليسارية، كحركة “أنتيفا”. أيضاً، هذا الانقسام قد يظهر في الحزبين نفسيهما، فقد نشهد إنقسامات داخلية حيث تشير بعض التقارير لإحتمالية لجوء الرئيس ترامب إلى إنشاء حزب جديد.

برأيي، هذا أمر طبيعي وتطور متوقع خصوصاً أن النظام الحزبي الحالي لم يتطور منذ العام 1980؛ بالعادة، يجب أن يحدث تطور ما في النظام الحزبي بهدف عكس واقع القاعدة الشعبية. إن ازدياد الإنقسام الإيديولوجي ضمن كلا الحزبين قد ينذر بمشهد سياسي جديد على الساحة السياسية الأميركية، وقد نشهد اشتباكات بين جماعات متطرفة، على المدى المنظور، لكنها ستبقى ضمن إطار محاربة الإرهاب المحلي.

عود على بدء

بإعتقادي، ستتخذ إدارة الرئيس بايدن مواقف متشددة من كل من الصين وروسيا ولكن بطريقة تعتمد على مجابهة أقل من التي إتبعتها إدارة الرئس ترامب السابقة، حيث ستعتمد على الدبلوماسية والحوار أكثر.

أما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، إن الإدارة تتحدث عن أهمية العودة إلى الملف الإيراني من خلال عقد اتفاق نووي جديد، لكن التفاصيل ليست واضحة أو معلنة بعد. لكن خلال جلسة استماع لوزير الخارجية المحتمل أنطوني بلينكن في مجلس الشيوخ، فلقد صرح أن أي عودة للملف النووي سيكون بالتشاور مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

لذا، ستكون سياسة الرئيس بايدن الخارجية هي العودة إلى السياسة الأميركية التقليدية المتوازنة، حيث يرى البعض هنا إنها ستكون أقرب إلى سياسة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، الخارجية بالأخص إذا ما نظرنا للاشخاص الذين تم تعيينهم لمتابعة ملفات الشرق الأوسط.

مصدر الصورة: النهار.

موضوع ذا صلة: الجمهوريون في صراع مع مستقبل ما بعد ترامب


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •