في تحقيق لها، أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى ضغوط تتعرض لها رئيسة الوزراء الدنماركية، ميه فريدريكسن، من أجل التخلي عن خطط للعمل مع إسرائيل بشأن إنتاج لقاحات لفيروس “كورونا”، حيث طالب حلفاؤها السياسيين بتقاسم الجرعات الفائضة مع الفلسطينيين. تأتي تلك الضفوط في وقت تعتزم فيه رئيسة الوزراء والمستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، زيارة إسرائيل والإجتماع برئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، لمناقشة مشروع المشترك لإنتاج اللقاحات بما فيها تلك التي تهدف إلى محاربة تطورات الفيروس مستقبلاً.
ليس هذا الضغط الوحيد عالمياً، بل أن هناك العديد من الدول والمنظمات العالمية ركزت على مسألة ضرورة إيصال اللقاح إلى الفلسطينيين، ومن بينهم منظمة “هيومان رايتس ووتش” التي طالبت إسرائيل بتوصيل اللقاح إلى الفلسطينيين المتواجدين ضمن سلطة إحتلالها، وقالت في تقرير لها أنه بينما لقّحت إسرائيل أكثر من 20% من مواطنيها، لم تلتزم بتطعيم الفلسطينيين الذين يعيشون في نفس الأراضي المحتلة الواقعة تحت حكمها العسكري.
بالعودة إلى الصحيفة، قالت رئيسة الوزراء، قبل مغادرتها إلى تل أبيب، إن الخيارات لا تزال “قيد المناقشة”، وهي تتراوح ما بين التمويل المشترك لإنشاء مصانع جديدة للإنتاج إلى شراء جرعات فائضة، حيث قالت “أنا لا أستبعد أية أفكار، ولا حتى بناء مصانع… يسعدنا شراء اللقاحات من البلدان التي لا تستطيع استخدامها؛ إما لأنه ليس لديها الوقت لطرحها بنفس المعدل الذي نطرحه عندنا، أو لأسباب أخرى.”
هذا وتشير الصحيفة إلى أن هذا الإعلان عن ارتباط محتمل مع إسرائيل يلقى شكوكاً من قِبل بعض الأوساط الداخلية، حيث نشرت صحيفة “بوليتيكن” مقالاً بعنوان “سياسة التطعيم العنصرية الإسرائيلية وصمة عار. يجب على ميه فريدريكسن إدانتها لا توسّل لقاحات إسرائيل”.
وفقاً لأحدث بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية، تم إعطاء 52% من السكان اللقاح، مما يجعلها رائدة على مستوى العالم. لكن حكومة نتنياهو وافقت على تطعيم عشرات الآلاف من الفلسطينيين الحاصلين على تصاريح للعمل داخل إسرائيل والمستوطنات فقط، وذلك بعد انتقادات شديدة بشأن قلة عدد اللقاحات لمن هم تحت الاحتلال في الضفة الغربية وغزة، حيث تذكّر منظمات حقوق الإنسان أن القانون الدولي يطالب إسرائيل بتزويد الفلسطينيين بإمكانية الحصول على اللقاحات مثل مواطنيها. جاء ذلك في وقت قالت السلطة الفلسطينية فيه إنها تلقت 2000 جرعة من إسرائيل فقط، و10 آلاف من روسيا.
قال النائب سورين سونديرغارد، وهو المتحدث بإسم الشؤون الخارجية لمجموعة التحالف الأحمر والأخضر اليسارية التي تدعم حكومة أقلية فريدريكسن الاشتراكية الديموقراطية، إنه “لا ينبغي للدنمارك أن تمنح سياسات الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلية الموافقة على إيصال اللقاحات إلى المواطنين الدنماركين”، مضيفاً “يجب علينا الإعتماد على إسرائيل، المحتلة منذ 54 عاماً، لإنتاج لقاحات لنا. إن الفصل العنصري والتضامن العالمي، في أوقات الوباء، لا يمكن لهما أن يسيران جنباَ إلى جنب. سيكون خطأ تاريخياً أن تتعاون الدنمارك مع إسرائيل طالما أنها لا تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. بدلاً من ذلك، يجب أن نطالب إسرائيل بتزويد الفلسطينيين باللقاحات التي لهم حق المطالبة بها.”
ويختم تقرير الصحيفة بالإشارة إلى كلام المستشار النمساوي الذي قال إن التطعيم في الاتحاد الأوروبي، والذي أفسدته مشكلات الإمداد، كان “بطيئاً للغاية”. وفقاً لأحدث البيانات، تلقى حوالي 7% من سكان الاتحاد الأوروبي اللقاح مقارنة بـ 31% من سكان المملكة المتحدة.
تعريب وتعليق: مركز سيتا.
مصدر الصورة: الحرة.
موضوع ذا صلة: الدنمارك ضد السويد: حصانة القطيع تعد إستجابة فاشلة لفيروس “كورونا”