حوار: سمر رضوان
تأتي القمة الثلاثية، بين كل من مصر والعراق والأردن، في وقت حسّاس جداً، لكنه قد يعكس محاولة مهمة لقلب الأوضاع وتذليل الصعاب، للبدء بتغيير الواقع الإقليمي على المستوى العربي؛ المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة. السؤال هنا: هل ستستطيع هذه القمة تقديم حلول، أو مقترحات على الأقل، من شأنها نهاية حقبة كانت سلبية على تلك الدول – والمنطقة ككل – وبداية أخرى أكثر انفتاحاً وأكثر تحرراً من كل النواحي، وبالأخص من الناحية الاقتصادية؟
عن هذه القمة وأهميتها وتوقيتها بما يحقق مصالح الأطراف المجتمعة إضافة إلى العقبات التي قد تعترضها، سأل “مركز سيتا” الدكتورة نيفين مُسعد، أستاذة العلوم السياسية – مصر، حول هذا الموضوع.
أهداف القمة
إن الأهداف الأساسية للقمة، بين كل من مصر والعراق والأردن، هي توثيق العلاقات بين البلدان الثلاثة اقتصادياً وتجارياً، إضافة إلى تنسيق المواقف السياسية في القضايا الأساسية. ومع أن هذه الأهداف مخطط لها منذ بداية التجمع الثنائي بين مصر والعراق، ومن ثم انضمام الأردن، إلا أن انعقاد الاجتماع على مستوى القمة لا شك أنه سيعطي مزيداً من الزخم لتنفيذ تلك الأهداف، كما أن توسيع التجمع وارد جداً لكن المهم في البداية تدعيم أركانه.
تداخل الملفات
لقد أصبحنا في عالم تتداخل فيه قضاياه بشكل أساسي؛ كمثال، إن جزءاً من تعقيدات الأوضاع في العراق مصدره التطورات على الحدود مع سوريا، وهذا يعني أن كل ضبط لتلك الحدود من شأنه سد أحد منافذ عدم الاستقرار في العراق، وهذا من جهة.
من جهة أخرى، يمك القول بأن أحد تفسيرات المحاولة الانقلابية، التي جرت بالأردن، يكمن في موقف الملك عبد الله بن الحسين من التطبيع المتسارع مع إسرائيل، وانعكاساته الخطيرة على القضية الفلسطينية في ظل مبدأ “السلام مقابل السلام”؛ وبالتالي، إن الداخل الأردني مرتبط بشدة بالخارج الإقليمي.
من هنا، إن مشروع “الشام الجديد” ما زال في بدايته، وثورة التوقعات منه من شأنها إفشاله تماماً كالانخفاض بسقف التوقعات، لكن المهم هو نضوج هذا المشروع على نار هادئة بما يضمن استدامته.
موضوع ذا صلة: رؤية عراقية لمبادرة “المشرق الجديد”