من خلال الأحداث التي تعصف بفلسطين، يمكن القول بأنه إذا ما بقيت عملية “سيف القدس” – بسقوفها العالية في عدم الرضوخ للضغوط التي تُمارس عليها للقبول بتهدئة لا تُقارب تلك السقوف التي رفعتها – فإن ذلك يعني أن المعادلة التي تضعها أمام رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيكون عنوانها “الإرضاخ” وذلك ضمن معادلة “راضخ – راضخ” بقاعدة اشتباك ذهبية في تخييره بين المُرّ والأمرّ.. فكيف ذلك؟
1. الرضوخ الأول يكمن في عملية “الاستنزاف المديد” كون بنك الأهداف الكبرى المقرر مسبقاً من قِبل الكيان – كما يدعي – قد شارف على استنفاده، وذلك باعتراف كُثر من معلّقيه السياسيين وحتى العسكريين. هذه الإطالة الزمنية – غير المتوقعة – سيكون لها تداعيات كبرى غير محمودة على كافة الأصعدة لديه.
2. الرضوخ الثاني هو لقواعد اشتباك “سيف القدس”، وذلك في إصرارها على ربط الجغرافيا الفلسطينية بعضها ببعض ضمن معادلة القدس – غزة، وهذا الأمر سيُعَدُّ كارثياً على تراكم الوعي الصهيوني في ادعائه لفائض القوة وسياسة الفرض لديه.
3. الرضوخ الثالث هو للتهور أكثر فأكثر وذلك هرباً من الخيارين السابقين، من خلال الاندفاع نحو محاولة الحسم في القطاع، وما ينطوي عليه هذا الأمر من مخاطر قد تكون وجودية في أحد أبعادها وذلك مع توّقع فشل الحسم المنشود صهيونياً، وعدم اليقين المطلق في تغيير البيئة الاستراتيجية في قطاع غزة.
4. وأما الرضوخ الرابع والأخير فقد يكون متمثلاً بوقف العدوان من جانب واحد، وادعائه بأن هدفه منه كان محصوراً في إضعاف قدرات الفصائل داخل القطاع، متبجحاً بعدم تقديمه أية التزامات مباشرة أو ملتوية تحت سقف السقوف العالية لعملة “سيف القدس”. وهذا الأمر، سيُعتبر فشلاً ذريعاً في أية محطة لاحقة عندما ستُثبتُ الفصائل فيها زيف “أهداف ونجاحات” عملة “أسوار القدس” ومطلقيها على حد سواء.
مصدر الصورة: شبكة القدس الإخبارية.
موضوع ذا صلة: لماذا أكره إسرائيل وأدعم الفلسطينيين؟(1/2)
كاتب – لبنان