مركز سيتا

في زيارة هي الأولى منذ العام 2011، وصل وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، على رأس وفد رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق، عائداً من زيارة قصيرة قضاها في قبرص.

أهمية الزيارة

مما لا شك فيه أن للزيارة مدلولات مهمة جداً في هذا التوقيت بالذات، والذي يتزامن مع إطلاق تركيا لتهديدات تتعلق بشن عمليات عسكرية ضد التواجد الكردي في سوريا، إلى جانب دعوات عربية متعددة تطالب بعودة سوريا إلى مقعدها الدائم في جامعة الدول العربية. لكن وقبل الخوض في تفاصيل الزيارة، لا بد من التعريج على الزيارة التي قام بها بن زايد إلى قبرص والتي تتزامن بدورها مع وصول فرقاطة عسكرية فرنسية إلى مياه قبرص في شرق المتوسط، في محاولة فرنسية لإعادة فرض هيمنتها واستعادة دورها كقوة عظمى يُحسب لها حساب، خاصة وأن وصول الفرقاطة هو لحماية أعمال الحفر والتنقيب التي ستقوم بها فرنسا بالتعاون مع إيطاليا في المياه الدولية، لكن ما صلة بن زايد في هذا الملف؟

رغم أن العلاقات الإماراتية – التركية مستقرة مؤخراً، لكن أبو ظبي تريد تعويض خسائرها في ليبيا، بسبب الدور التركي فيها، وليس أفضل من سوريا لتعويض هذه “الخسارة”، فضلاً عن إيصال رسالة إلى أنقرة مفادها أنها في صف اليونان وقبرص وفرنسا وبالطبع مصر وإيطاليا في مسألة ملف شرق المتوسط، ما يعني إزاحة تركيا من ملفين شكلا لأعواوم عقدة كبيرة على المستوى الدولي، وكادا أن يحدثا حرباً واسعة في وقتٍ مضى، أي ملفي سوريا وشرق المتوسط.

الربع ساعة الأخيرة

إن زيارة بن زايد إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، ستكسر الجليد مع المملكة العربية السعودية، في ضوء ما يمكن ان تحمله هذه الزيارة من رسائل لدمشق ونقل الرسائل من الأخيرة؛ بالتالي، يبدو أن الأمور تسير وفق مخطط مدروس يزيح من فشل في تنفيذ المخطط المرسوم سابقاً لإسقاط سوريا، حيث لم يبقَ أية عقبة في سوريا سوى تركيا، ما يعني أن الخيارات أمامها ستكون قليلة كما في ليبيا، إذ أن هناك إجماع دولي على خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وهذا ما سيركز عليه مؤتمر باريس حول ليبيا.

بالتالي، من كانت تعول عليه أنقرة – أي الجيش الأمريكي – بدأ تدريجياً بسحب آلياته العسكرية من مناطق تواجده في الشرق السوري نحو العراق، ما يعني أنه إذا أقدمت أنقرة على شن عمليتها العسكرية ضد الكرد فستجد نفسها وحيدة، كما سيعني أيضاً أن سوريا ستحذو حذو ليبيا فيما يخص حصول إجماع دولي يطالب بخروج القوات الأجنبية من البلاد، في مشهد قد تتبناه الإمارات عربياً، وربما روسيا على الصعيد الدولي.

أخيراً، قد يبقى هذا السرد في خانة التحليلات إذ من الصعب التكهن بمدى تحقيقها على أرض الواقع، لكن طالما المواقف بدأت بالتغير، فهذا قد يعني أن الأمور باتت في خواتيمها، وغالباً ما ستكون على شكل حلول سياسية، لا عسكرية.

مصدر الصورة: سي.إن.إن عربية.

موضوع ذا صلة: خفايا إتصال ولي عهد الإماراتي بالرئيس الأسد