سمر رضوان
في إتصالٍ هاتفي أجراه الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، مع الرئيس السوري، بشار الأسد، بحث فيه تداعيات انتشار فيروس “كورونا” المستجد، مؤكداً دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائي إذ أن التضامن الإنساني، في أوقات المحن، يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة، وكان أول القطاف، إغلاق قناة “أورينت” المعارضة التي تبث من الإمارات.
عن توقيت الإتصال والرسائل غير المعلنة التي حملها من الناحيتين السياسية والإستراتيجية ربطاً مع الحالة الإنسانية، سأل مركز “سيتا” الأستاذ نبيل المقدم، الكاتب السياسي اللبناني، حول هذا الموضوع.
تحول إستراتيجي
إن إتصال ولي عهد أبو ظبي بالرئيس الأسد مع التأكيد على “أن سوريا لن تكون وحدها في هذه الظروف” لا يمكن قرأته إلا من باب التحول الإستراتيجي في الموقف الخليجي، عامة، من الأزمة السورية خصوصاً وأنه يأتي بعد إعادة دولة الإمارات العربية فتح سفارتها في دمشق، والزيارات التي قام بها اللواء علي مملوك، رئيس جهاز الأمن الوطني السوري، إليها.
إتصال ولي العهد يحمل مؤشراً واضحاً على قرب عودة سوريا إلى الجامعة العربية ما يعني تحولاً جذرياً، ليس في مسار الأزمة السورية فقط بل في أزمات عربية متعددة على رأسها حربي اليمن وليبيا، والأزمة العراقية. فكما يحتاج السوريون إلى موقف عربي موحد بوجه الأطماع التركية، على زجه الخصوص، يحتاج العرب إلى سوريا في إطفاء عدد من أزمات المنطقة.
أول الغيث
إن الأهم من هذا كل ذلك هو وجود شعور عربي عام بضرورة التصدي للأطماع التركية في المنطقة، وهذا لن يتم من دون سوريا، فالاتصال الإماراتي الذي جاء على أعلى المستويات هذه المرة على أنه لا بد من أن تتبعه مبادرات من دول خليجية أخرى.
الخليج ولبنان
بالنسبة إلى لبنان، إن هذا التحول لا بد أن ينعكس إيجاباً عليه سياسياً واقتصادياً خاصة بعد أن وصلت أزمته الإقتصادية إلى الذروة؛ فالتحول بالموقف الخليجي قد لا تكون آثاره ظهرت منذ اليوم، بل هي بدأت مع استبعاد ارئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة ضمن تخلٍ سعودي واضح عن التمسك به، تمهيداً لوصول شخصية أخرى تستطيع التواصل مع سوريا.
هذا الدور مطلوب خليجياً في إطار تأكيد حسن النوايا مع سوريا، فالعلاقة المتداخلة بين سوريا ولبنان لا تتحمل هذا النوع من العلاقات التي قاده فريق “14 آذار”، منذ العام 2005 حتى اليوم، والذي أثبت عقمه وخلوه من أية مصلحة لبنانية عليا وإنما أتى تلبية لرغبات خارجية.
مصدر الصور: موقع أورينت 21.
موضوع ذا صلة: العلاقات الصينية – الإماراتية: شراكة إستراتيجية شاملة