هذا المبدأ أعلنه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، حيث أكد فيه تصميم الولايات المتحدة على مقاومة أي خطر يهدد الخليج بما في ذلك استخدام القوة العسكرية. وكانت جذور هذا المبدأ تعود إلى فكرة إنشاء “قوات التدخل السريع” للتدخل في المنطقة وحاثاً حلفائه على المشاركة في هذه القوة، وقد أنشئت قيادة عسكرية مستقلة لهذه القوة عرفت “بالسنتكوم”.
في العام 1979، ﺘﻡ ﺍﺴﺘﺩعاءﺀ ﺨﺒراء ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ الرئيس كارتر ﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ لـ “مبدأ كارتر”، والهدف من ذلك هو اﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ “ﻤﺒﺩﺃ ﻨﻴﻜﺴﻭن” ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻘﺩ ﺼﻼﺤﻴﺘﻪ؛ ﻓﻘﺩ ﺃﺩركت ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴكية ﺃﻥ ﺇﺩﺨﺎل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ، هو ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﻔﻌال ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ، وكما ﺃﻋﻠﻥ زبيغينيو ﺒﺭيجنيسكي – مستشار الأمن القومي الأسبق – ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ، ﻤﻌﻪ ﻗﺒل ﺃﺴﺒﻭﻉ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ كارتر، ﺃﻥ “ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭيكية ﻤﺴﺘﻌﺩﺓ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻭﺓ الحيوية”.
أحيط هذا المبدأ بمبررات جديدة سعت إليها واشنطن؛ فبالإضافة إلى الحديث عن استخدام القوة ضد الدول المنتجة للنفط في حال فرض حظر نفطي جديد كما كان يقال في منتصف السبعينات، فإن واشنطن ستكون مستعدة أيضاً لاستخدام التهديدات التي تتعرض لها دول الخليج، والتي تشمل العدوان الخارجي أو الداخلي، والمقصود هنا التهديدات السوفيتية، أو الاعتداء من قبل أية دولة من دول المنطقة على دولة أخرى.
بالتالي، إن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة – التي وضع أسسها “مبدأ كارتر” – تؤكد على حقها بالتدخل عسكرياً في أي مكان تتهدد فيه مصالحها ومصالح العالم الغربي الحيوية؛ ولما كان الخليج العربي بثروته النفطية يشكل مصلحة حيوية بالنسبة للمصالح الغربية، فإن الدفاع عن هذه المصالح يحتاج إلى آلية للتنفيذ.
وفي هذا الإطار، برزت فكرة “قوات التدخل السريع”، والحصول على قواعد عسكرية في المنطقة تحت ستار التسهيلات العسكرية. هذا الواقع نتلمسه اليوم في تقديم الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية كل الدعم لدولة الإمارات بعد الهجمات الحوثية الأخيرة عليها، لأن الغرب اعتبر ذلك التصعيد مضرّاً لمصالحه في كمنطقة الشرق الأوسط، عموماً، والخليج، على وجه الخصوص.
من هنا، إذا كان تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الخليج يشكل البُعد العسكري للاستراتيجية الأمريكية الجديدة، فإن البعد السياسي لهذه الاستراتيجية – حينها – هدف إلى ضمان استقرار الأنظمة الحليفة وإلى تحقيق السلام الأمريكي في المنطقة، وتحويل الصراع في الشرق الأوسط من صراع بين العرب والكيان الصهيوني إلى صراع بين العرب الموالين للولايات المتحدة والعرب الموالين للاتحاد السوفيتي السابق.
مصدر الصورة: المرسال.
موضوع ذا صلة: “مبدأ ترومان”.. سياسة أمريكا التوسعية عالمياً
مستشار قانوني – الكويت