جاء في الإعلان المشترك الذي تم تبنيه عقب قمة عملية التعاون في جنوب شرق أوروبا باليونان، كجزء من عملية التعاون في جنوب شرق أوروبا – SEECP، أو ما تُعرف بمبادرة بلغاريا 1996، أن الاندماج الكامل لجنوب شرق أوروبا في الاتحاد الأوروبي يصب في مصلحة كل من دول المنطقة والاتحاد الأوروبي نفسه، إذا تم استيفاء جميع الشروط الموضوعة.
اتحاد من ورق
أوروبا التي تبحث عن مصادر بديلة وسط حالة تردي اقتصادها وأوضاعها المعيشية جراء الحرب الروسية – الأوكرانية واختلاف وجهات النظر ليس فقط حول قبول كييف في الاتحاد الأوروبي، بل حتى في وضع منح “مرشح” لها لم يتم التوصل إلى توافق وإجماع بخصوصه، أما صربيا التي تشترط الاعتراف بكوسوفو كشرط أساسي قبل الدخول في الاتحاد الأوروبي، فهمت أن إعادة فتح موضوع عضويتها مرتبط بإدانتها العملية الروسية وفرض عقوبات على روسيا، أسوةً بدول الاتحاد رغم أنها ليست عضو، وكان المستشار الألماني قد طالب بذلك علناً، لكن بلغراد رفضت ذلك ليس انطلاقاً من مصلحة أنها مستورد للغاز الروسي، بل لتجربتها المريرة مع الغرب الأوروبي والناتو في تسعينيات القرن الماضي.
بالتالي، تعتقد بروكسل أن الاندماج الكامل لجنوب شرق أوروبا في الاتحاد الأوروبي يصب في مصلحة كل من المنطقة والاتحاد الأوروبي نفسه، بشرط استيفاء الشروط اللازمة بالكامل وسيفعل أعضاء SEECP الذين هم بالفعل أعضاء في الاتحاد الأوروبي الاستمرار في دعم المنظور الأوروبي لأعضاء SEECP الراغبين في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
خيار استراتيجي
إن المنظور الأوروبي لجنوب شرق أوروبا يعد خياراً استراتيجياً مهماً للمشاركين في عملية التعاون في جنوب شرق أوروبا، بالتالي هناك حاجة إلى زيادة تعزيز الحوار السياسي بين شركاء الاتحاد الأوروبي وغير الأوروبيين من أجل تحقيق مستوى أعلى من التنسيق والتعاون في اتخاذ القرار- وصنع السياسة والمواقف التي اتخذها الاتحاد الأوروبي وأعضاء SEECP، بالإضافة إلى تعزيز تنسيق تشريعات الدول غير الأعضاء في SEECP مع تشريعات الاتحاد الأوروبي.
كما يتفق أعضاء SEECP على أن أمن الطاقة في جنوب شرق أوروبا يعتمد على تنويع مصادر الطاقة وطرق الإمداد، الأوروبيون يعيدون تأكيد التزامهم بتسريع انتقال الطاقة عن طريق زيادة إنتاج الطاقة من مصادر متجددة ونظيفة وتقليل استهلاك الطاقة من خلال كفاءة الطاقة، على اعتبار الغاز الطبيعي هو أهم مصدر للطاقة في المستقبل المنظور إلى أن تتيح التقنيات الجديدة التخلص التدريجي جميع أنواع الوقود الأحفوري “كل من محطات إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز طبيعي والموصلات البينية لخطوط الأنابيب لها أهمية قصوى، وتنويع مصادر الطاقة والطرق أمر بالغ الأهمية.
كما أن “ممر الغاز الجنوبي والاحتياطيات وطرق النقل المحتملة في شرق المتوسط والبحر الأسود تمثل حلاً لاحتياجات الطاقة في جنوب شرق أوروبا، جنباً إلى جنب مع الغاز الطبيعي المسال من مختلف الموردين الدوليين”.
الجدير بالذكر أن قمة عملية التعاون في جنوب شرق أوروبا انعقدت بشكل مغلق، وبالإضافة إلى اليونان، حضر المنتدى قادة ألبانيا ومقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك وبلغاريا وكوسوفو وكرواتيا والجبل الأسود ومولدوفا ورومانيا وصربيا وسلوفينيا وتركيا، كما حضر المنتدى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
مصدر الصورة: موقع وزارة الخارجية التركية.
موضوع ذا صلة: استعراض تركيا لقوتها في المتوسط لا يتعلق فقط بالغاز