تمكنت الجزائر من تحقيق عودتها المستحقة في جميع المجالات، وذلك بفضل عزيمة نسائها ورجالها الذين ضحوا من أجل تجسيد طموحات الأجيال المكافحة والمدافعة عن هيبة الدولة ومكانتها بين الأمم، بالتركيز على مصداقية المشاريع الوطنية وتوجهاتها الثابتة والقوية التي لا تهتز للحسابات الضيّقة ولا ترضخ للشعارات المريضة التي حيك أغلبها في “مخابر” أعداء انكشف اغلبهم وتراجع تأثيرهم، لتتحول مخططاتهم “الخبيثة” من الهجوم على المشاريع الوطنية وضد المخلصين في مختلف المواقع السيادية إلى وضعية التكشيك والتقليل من قيمة الانجازات المحققة بنفث أوهام الفشل بالاعتماد على ما تبقى من خيوط بيتهم الواهن المنهار أمام الجزائر الصامدة والثابتة بمواقفها وقيمها الانسانية ودعمها للقضايا التحررية وبمساندتها للشعوب المستضعفة وقضاياهم العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية.
إنها هيبة حقيقية نالتها الجزائر القويّة بشرف تضحياتها وعن جدارة نضالاتها، وبفضل التلاحم الجليّ بين شعبها ومؤسساته المنسجمة التي رسمت معالم عودتها في محيطها المتوسطي والعربي والإفريقي وفي العالم، وذلك بعد أن رتبت شؤون وضعها الداخلي بعد تخلصها من رواسب التعطيل والعرقلة، لجعل الدولة في خدمة الشعب بكل انسجام وبمستوى عالٍ من الثقة والتفاعل الايجابي.
إقرأ أيضاً: الجزائر تحتفي بستينية الاستقلال بكل شموخ وجاهزية لمكانتها المستحقة إقليمياً وعالمياً
بداية النجاح كانت بضمان استمرارية الدولة بالرغم من تزايد ضغوط الأعداء وعملائهم خاصة في المراحل السابقة، لكن ثباتها مكّنها من استكمال البناء المؤسساتي بكل دستورية لتجنيب البلاد مختلف المخططات العدائية التي تترصد بها، خاصة ما تعلق بالأفكار الهدّامة وأصحاب المراحل الانتقالية ومن يدعمهم في الخارج من “مصاصي” ثروات الشعوب الإفريقية، التي يجب عليها أن تستوعب المتغيرات الجديدة المعاشة في عالم اليوم، والتي فرضت توازنات لم يتوقعها أغلبية المحللين والمتابعيين للشؤون الدولية ولتطوراتها الاقليمية، والأخطر من كل ذلك هو عدم استيعاب بعضهم للمخاطر المحدقة بالشعوب وثرواتها، لينعكس كل ذلك على “أشباه” السياسيين المتعطشين للانتقاد خاصة ممن يعانون من عقدتي الدونية والانهزامية.
لكن الحق ظاهر ومنتصر مهما طال الزمن، والدليل هو نجاحات الجزائر على جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، حيث حجزت لها مكانة تليق بها وبحجمها الإقليمي والدولي وبقوتها الاقتصادية وبموقعها الاستراتيجي، وهي قادرة على حماية وجودها ومحيطها ولها كل عوامل الردع الميداني، لأنها قوة عسكرية يضرب لها ألف حساب في عالم يحترم جيداً القوة ويهاب أصحابها.
مصدر الصورة: سبوتنيك.
د. عمار براهمية
كاتب وباحث – الجزائر