الحلف الأطلسي آلة عسكرية عدوانية تقوده أميركا، صنعته في 4 نيسان 1949 لتبرير احتلال اوروبا وإدماج العسكرتاريا الألمانية في أوروبا. هدف أميركا زعزعة دول العالم غير المنضوية تحت عبائتها. استراتيجية أميركا في القرن الحادي والعشرين الاستيلاء على الخصم عبر العمالة المدنية المتمثلة في الـ NGOS.
أميركا هي القوة الحاضنة لـ 92 حرباً بالمواجهة أو بالنيابة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991. إنها تستغرق في معادلة الـ Incubus- Incubator: المحضن والحضون، أي استيلاد الحروب وويلاتها وصناعة الكوابيس لتضليل وخداع العالم. وبلغة العلاقات الدولية، أميركا تتأرجح بين الهيمنة والقوة المفرطة، ممّا يعني القوة الكلية والشمولية في جميع مجالات الحياة وتنوعاتها ومنع الغير من التطور والتحوّل.
ظنّ الاستراتيجي السوفياتي أرباتشوف أن انهيار الاتحاد السوفياتي سيحرم أميركا من عدو دائم، لكنها وجدت أو اخترعت عدو أبدي في الكنيسة الارثوذوكسية (المستقيمة الرأي).
والاسلام السياسي في قيادة الـ CIA الذي استخدمته للانعتاق من الاتحاد السوفياتي وصناعة الحروب لمنع قيام أي وحدة عربية، أولاً في القرن العشرين، وثانياً لتدمير الدولة الوطنية في القرن الحادي والعشرين ومنها العراق وسوريا وليبيا وغيرها. وثالثاً وهذا الأهم، كلف بول وولفويتز اليهودي الصهيوني، بإعداد استراتيجية تعلن بحزم: لا لولادة قوة عظمى منافسة للولايات المتحدة عام 1992. ومنذ تلك الفترة حتى الساعة تعمل أميركا بموجب تلك الاستراتيجية: البارحة في أفغانستان والعراق، واليوم في أوكرانيا وغداً في تايوان وبعد غد في كل أرجاء المعمورة حتى يجرؤ فريق بوتين جي بينغ ويتصدى لجبروت أميركا ويرجعها الى قارتها كدولة اقليمية!
إن امتلاك الوصفة السحرية التي تتجلّى باختبار القنبلة النووية الميدانية في بعض المدن الأميركية حيث يصنع السلاح وأحابيل الحرب. هكذا قنبلة تهدف لإذاقة أميركا الحرب وويلاتها وردع نزعتها العدوانية التي تشكلت بدون وازع في حروب الإبادة والاستعباد التي شنتها أميركا على الشعوب المستضعفة في قارتها.
بعض التقويمات
تتسم الحضارة الغربية بشهية بدون قيود للهيمنة، وبافتتان مرضي بالسلاح والتقنية والقوة العسكرية، وأيضاً بتبلُد الشعور بالثقافة المغايرة، وبشوفينية مروعة في أخلاقياتها وتصرفاتها. وأخيراً لديها الانهماك في ثقافة عقلانية لا تميز بين الحدود في سعيها للسلطة. نعوم تشومسكي.
أميركا مهيمن رؤوف
أميركا مجتمع ليبرالي تقدمي يؤمن بكمالية الانسان، المبدأ الذي ورثناه وغرسه في ثقافتنا الغربية عصر الأنوار. لذلك تعتنق أميركا حضارة ليبرالية عالمية وتدافع عنها، بما تملك من قدرة وكفاءة وإرادة. لكن أميركا الراهنة بيهيموث رؤوف (Behemoth) تهيمن بضمير إنساني لا بوعي أخلاقي كوني. وبالتالي يمكن تصنيف أميركا بالمثال التالي: أميركا كالمريخ آلة حرب، والعالم كوكب الزهرة الحب والجمال، العالم الشديد القطبية بحاجة الى حكم وتحكيم، أميركا تلعب هذا الدور. ونحن نعيش في عالم يحتوي حكام يحلمون بعالم تتحكم فيه مأثرة Raison d; etat وآخرون يطالبون بيوتيبيا المدينة الفاضلة. وثالث وهو أميركا يريد فرض الهيمنة على الآخرين، ورابع يتطلع لقيام الدولة الأوراسية وخامس يحاول تطبيق الحزام والطريق. وفي هذا الصدد يجب مجاراة الإقليمية المتصاعدة المتمثلة في تعدد المراكز Polycentrism روبرت كايغن.
التوسع المفرط وعواقبه Imperial overstretch
كلما زادت التزامات الدولة العظمى واتسع مجال نفوذها، كلما ازدادت احتمالات اضمحلالها مقابل القوى العظمى، كما الحال مع الامبراطورية البريطانية. بول كيندي.
الموارد الطبيعية كالنفط والغاز
إن لهذا النفط خطيباً، وهذا الخطيب هو الدولار الأميركي، والخطيب ساهر على كنزه بكل قوة وحزم ويحارب للحفاظ على السيطرة عليه. جان بيار شوفنمان.
وأنا أضيف، اختزال العالم بالدولار والنفط وتسويق الغاز الأميركي بأربعة أضعاف ثمنه.
تفكيك لا توسع الحلف الأطلسي
في نهاية اجتماع لمسؤولي الأحزاب التقدمية في 16 بلداً أوروبياً (20 حزب يساري) صدرت الدعوة لانعقاد مؤتمر تحت شعار: “أوروبا العمل والسلام والتضامن”. وقد نظمت قمة اليسار الراديكالي الأوروبي هذه القمة بناء على مبادرة من تجمع حزبي أسباني يشكل الشيوعيون الغالبية فيه.النهار 7/7/1997
عالم الأحادية القطبية
في العشرية الأخيرة للقرن العشرين كان مفكرو واستراتيجيو أميركا يخافون على مستقبل أميركا فيما قد يصيبها في عشرينات القرن الحادي والعشرين من السقوط الى مؤخرة الدول الكبرى، وبالتالي الى احتمال اضمحلالها كدولة كبرى. لذلك جاء توسع الأطلسي وتمدّده الى شرق اوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
ووفق هذه الرؤية قاموا بتبرير التوسع وبشروا بـ “القرن الثاني الأميركي” وادعوا بأن العالم يتوق الى القيادة الأميركية. وعليه اعتبر المفكرون بأن قيادة أميركا للعالم هي واجب أخلاقي، وأن أميركا جديرة بالبقاء والسؤدد لفرادتها، ولأنها الأمة اللازبة Indispesable Nation فلا مفر من قيادتها من أجل استقرار وسلمه. جورج حجار
الاستراتيجية للانتصارات
الخلق للعمل النيّر يقرأ في الحرب، تصميم وثبات، في الهزيمة تحد. في النصر الشهامة، وفي السلام الشعور الودي يأتي لـ الاخر المهزوم، وللسلام لا نستطيع استثناء المهزوم من المشاركة اذا أردنا تشييد صرحاً عالمياً لنظام الأمن. ونستون تشرشل.
البديل المنظومة القطبية ثنكاسيا
الصين العظمى: الأمة المحطة المركز تحت السماء
Grater China: the Easteren Hemisphere
الصين تحمل راية نصف الكرة الأرضية الشرقية عوضاً عن الغرب الذي انطلق من نصف الكرة الغربية للاستبداد بالعالم وإخضاعه ونهبه.
الصين في تعاملها مع العالم تطرح الحزام والطريق، عالم قيمه: لا صراع، لا مواجهة والاحترام المتبادل.
وعليه تطمح الصين لقيام: رابطة المصير المشترك للبشرية ثنكاسيا All under Heaven
مصدر الصورة: العين الإماراتية.
اقرأ أيضاً: أوروبا: الجزيرة الكونية وحروبها القارية الأربعة (5/1)
د. جورج حجار
رئيس منتدى العروبة للدراسات الاشتراكية – لبنان