ترافق تطور العلاقات الدولية الواقعية مع تطور سلسلة من أشكال النقد للسياسة الدولية؛ فمع أن المدرسة الواقعية تعتمد نظرة للسياسة الدولية – أي أن الدولة هي اللاعب الرئيس، لكن الواقع بدا أكثر فوضوية.
تتفاعل مجموعة متنوعة من اللاعبين عابري الحدود مع الدول، مع بعضها بعضاً، بطرق معقدة إلى جانب أن التفكير بدور اللاعبين عابري الحدود هو مجرد طريقة واحدة من عدة طرق؛ من خلالها، نستنبط بدائل حول طريقة الفهم عند المدرسة الواقعية للسياسة الدولية.
وما نجده في هذا المضمار أن هناك تنوعاً في الآراء النظرية المختلفة خلال عملية الدراسة الأكاديمية للعلاقات الدولية، التي رسمت صوراً مختلفة للسياسة الدولية، حيث أن كل صورة تتحدث عن منظور مختلف عن الآخر، كالواقعية والمثالية والمدرسة الانكليزية المتخصصة بفهم طبيعة السياسة الدولية لكنها تأتي بتفسيرات مختلفة تماماً.
المدرسة الواقعية
إن الدول ذات السيادة حول العالم تعمل ضمن بيئة تنافسية تعتمد فيها على مقدرتها الذاتية لحماية نفسها ومكتسباتها وتتصرف بعقلانية تجاه صالحها العام، كي تزيد قوتها؛ وبالتالي، فهي تحافظ على بقائها. هذه القوة تشكّلل المصالح السياسية للدول التي تجعلها في المقدمة أو مع المتقدمين، خاصة من الناحية العسكرية في حال احتاجت هذه الدول لخوض حرب مع دول أخرى.
المدرسة المثالية
في هذه المدرسة، يظهر دور الفرد لا الدولة، وذلك بأن يكون في قلب نظرية السياسة الدولية؛ وبالتالي، إن كل دولة غير ديمقراطية لا تفسح دوراً ومجالاً للأفراد هي عرضة للحروب أكثر من غيرها. أما الدول الديمقراطية المبنية على المؤسسات، فهي تُشرك أفرادها ضمن المنظومة الدولية وعلى رأسها الحريات الفردية وحقوق الإنسان وفرص التجارة الخارجية الحرة. لذا، يبدو أنه ومن غير الوارد أن يخوض هذا النوع من الدول حروباً لأنها ستضر حتماً بمواطنيها ومصالحهم؛ وبالتالي، تضر بالدول ذاتها.
المدرسة الانكليزية
يقترح مؤيدو هذه المدرسة أن الدول لاعب هام في السياسة الدولية، يعمل وفق شروط لا تخلو من الفوضى لكنها توجد جنباً إلى جنب ضمن سياق مجتمع الدول الذي تطور تاريخياً وعبر عن المعايير المتنوعة للسلوك الدولي وقوانين الدول والعلاقات المتضاربة، إضافة إلى تنظيم السياسة الدولية.
في خلاصة عامة، تؤكد النظرة الواقعية على أهمية دور الدولة في القضايا الدولية، كما أنها تبحث عن القوة لأجل الصالح الوطني من وجهة نظرها. أما المثاليون فيهتمون بالفرد من خلال كيفية تطور العلاقات الدولية لضمان سيادة العلاقات الدولية السلمية، في حين أن المدرسة الانكليزية قد حاولت تطوير الموقف بين الواقعية والمثالية، حيث توضح الطبيعة السيادية للدولة وكذلك الحاجة للتفكير بهذه الدول على أنها تتصرف ضمن سياق المجتمع الدولي.
هذه الاختلافات بين النظريات المختلفة، لا تقتصر على نوع المدرسة وشكلها في السياسة الدولية، لأن لكل منها أدواته ووسائله للوصول إلى التفسيرات المنطقية والتحليلات السياسة العالمية.
مصدر الصورة: الأمم المتحدة.
موضوع ذا صلة: مبادئ الأمن وتطورها
مستشار قانوني – الكويت