مركز ثقل دولي متجدد على الساحة الدولية.. أين ستكون سورية منه!

المركز الحكومي الدولي “المركز الحكومي الدولي للعلوم والمعلومات التقنية” يعقد مؤتمره السنوي العام في العاصمة المنغولية أولانباتار”.

تنظم المنظمة الحكومية الدولية “المركز الدولي للعلوم والمعلومات التقنية” (ICSTI) بالتعاون الأكاديمية المنغولية للعلوم على هامش الاجتماع الخامس والسبعين للجنة المفوضين للدول الأعضاء في الـ ICSTI الذي سيعقد في 7-8 يونيو 2023 (MAS) المؤتمر العلمي الدولي:

“البيئة الرقمية والاقتصاد: دور المعلومات العلمية والتكنولوجية”

يركز المؤتمر على دور المعلومات العلمية والتكنولوجية، وتأثير البيئة الرقمية على اقتصاد الدول وحياة الناس، ومناقشة التعاون الدولي الحالي والمستقبلي لتحقيق التنمية المستدامة والآمنة للمجتمع البشري.

يعقد المؤتمر في الـ 7-8 من شهر يونيو/حزيران القادم مؤتمراً دوليا عالي المستوى تشارك فيه جميع الحكومات المنتسبة لعضوية المركز بالإضافة إلى عدد كبير من الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية والأعضاء المنتسبين كأفراد ومؤسسات غير حكومية، ومن منطقة الشرق الأوسط وروسيا.

الموضوعات الرئيسية للمناقشة:

– البيئة الرقمية – تحدٍ أو ضرورة للتنمية الاقتصادية؛
– المعلومات العلمية والتكنولوجية: الجوانب الرئيسية للنمو والتأثير؛
– مراكز العلوم والتكنولوجيا الدولية والوطنية: تكامل البيانات وإمكانية التشغيل البيني وتوافر قواعد البيانات
– التحولات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات تحت تأثير المعلومات العلمية والتقنية والرقمنة؛
– الأمن ومخاطر التنمية الاقتصادية في البيئة الرقمية؛
– المبادرات والتعاون الدولي في مجال المعلومات العلمية والتقنية والرقمنة.
– المشاركة في الرقمنة العالمية والوصول إلى المعلومات العلمية والتقنية؛
– بناء مجتمع رقمي سلمي ومنفتح لصالح التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي والوطني
لغتا العمل في المؤتمر هي الإنجليزية والروسية (الترجمة الفورية).

المركز الدولي للعلوم والمعلومات التقنية ICSTI، هو منظمة حكومية دولية تدخل في عضويتها 22 دولة عضو، هدفها تقديم الدعم في مجالات التنمية الاقتصادية والإنسانية والمساعدة في حل النزاعات عبر النشر الشامل والواسع للمعلومات العلمية والتقنية وتأمين الظروف الملائمة للتعامل معها واستلامها واستثمارها واستخدامها ، وللمشاركة في المؤتمر وجهت لجنة التنظيم الدعوة لنخبة رفيعة المستوى من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية من بلدان الشرق الأوسط .

من الجدير بالذكر أنه في إطار المركز الدولي للمعلومات العلمية والتقنية ICSTI وفي عام 2019 تم استحداث مركز موارد ICSTI للتنمية المستدامة في الشرق الأوسط. أتت هذه الخطوة التزاماً بالسير قدماً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لجميع المجتمعات بما فيها منطقة الشرق الأوسط، كما يعد ICSTI من بين المنظمات الحكومية الدولية الرئيسية التي تكافح وتواجه عواقب الأحداث والجوائح والأزمات الاقتصادية. يقدم مركز الموارد ICSTI للتنمية المستدامة في الشرق الأوسط برامج مختلفة ويتبع سياسات تهدف إلى مواجهة التحديات الراهنة والمنتظرة سعياً لتحقيق التطور والتنمية المستدامة والتطلعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للشعوب العربية.

حاليا وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة بات من الصعوبة التكهن بمستقبل منطقة الشرق الأوسط ،التي تعيش مرحلة انتقالية جديدة في شتى المجالات وعلى كافة الصعد, كون الوضع الناشئ مثير للغاية بعد أن مرت دول المنطقة بمرحلة كانت تبحث كل منها عن مكانها الذي تراه مناسباً لوجوديتها في الإقليم وفي العالم ككل، بينما نرى الآن أن هناك حالة من التوجه العام للتعاضد الجماعي لأجل تحقيق الاستقرار والأمن الاجتماعي والغذائي والصحي بعد كل الأحداث والكوارث والحروب التي أصابت الإقليم وتمددت في بعض مناطق العالم ما جعل أخطار نتائجها كبيرة ومخيفة على مستقبل البشرية فيما لو استمر الحال على هذا المنوال، بطبيعة الحال الاستقرار المنشود للمنطقة يحتاج إلى داعم دولي سواء على مستوى دول عظمى ، كروسيا والصين ، أو تكتلات وأحلاف دولية صاعدة مثل “منظمة شنغهاي للتعاون” أو “بريكس” وغيرهما…هنا يطرح تساؤل نفسه بقوة ، من هو أقوى المرشحين وأقربهم كدولة عظمى للعب الدور الرئيسي في التحولات العالمية بعد الاهتزازات التي أصابت الغرب الجماعي مؤخراً؟.

يتضح أن روسيا هي المرشح الأول بالتعاون مع الصين لتشكيل المعادلة الدولية الجديدة الخارجة عن سيطرة القطب الأوحد ـ فهي رغم ما تتعرض له حالياً من ضغوط وحصار إثر العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا عادت إلى الساحة الدولية كأحد أهم اللاعبين في العالم، واللاعب الأكثر صدقاً ويعلق عليه الأمل في منع ذهاب العالم إلى ما هو أسوء ، وهي الآن باتت حاضرة باحترام و موجودة بقوة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتعزز مكانتها في آسيا ،وتساهم بتدعيم الاستقرار والتوازنات و حمايتها من سيطرة الإرهاب العالمي بأشكاله العسكرية والاقتصادية والثقافية والحضارية .

الشرق الأوسط على مدى السنوات ال 12 الماضية ابان ما سمى بـ “الربيع العربي” مرّ بحالة صعبة جداً وخطيرة، تسببت في تكدير عيش شعوب المنطقة بأكملها وجعلتهم خائفين من المستقبل ومن المجهول المنتظر، هذا جعل قادة دول المنطقة يبحثون عن حلول وبلا شك دفع بالجميع نحو التفكير في خلق استراتيجية مغايرة في المستقبل عن ما كانت عليه من ذي قبل تسهم في دعم مواجهة التحديات الخطيرة التي تحدق بالعالم كله هذه الأيام ، مرحلة أن يحاول كل طرف أن يواجه بمفرده أو على طريقته الخاصة، ولت إلى غير رجعة وفق المنظور والسلوك الظاهر رغم بعض الضبابية في الاصطفافات لحسابات معروفة وهي حق لكل دولة في أن توزنها وتقيمها قبل الانسجام فيها رغم أن الوقت بات بالفعل ضيقاً ويحتاج إلى قرارات ثابتة ومتسارعة وليست متسرعة، مع ذلك هذا غير كفيل بالنجاح وتحقيق الاستقرار في الوقت الضائع لذا لابد من التعاضد والتكاتف والتعاون والتصالح مع النفس ومع المحيط ومع دول العالم الخارجي الصديقة لتحقيق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لشعوب المنطقة والعالم ككل، من هنا، نحن في مركز الموارد والتنمية المستدامة أردنا أن نعمل بتشاركية مع من يرغب بالسلام وبمثابة منصة لنشاط عربي واسع في الشرق الأوسط يساعد في حل الكثير من المسائل الملحة والقضايا بما فيها الاقتصادية.

من المخطط أن يتم تشكيل لجان خاصة بهذا المجال، وفي مقدمتها الاقتصادية وتفعيلها عبر المركز الأم “المركز الدولي للعلوم المعلومات التقنية ICSTI بما يخدم مصلحة تنشيط التعاون مع الدول الأعضاء وغيرها من الدول الأخرى، بما يكفل نتائج إيجابية تعود بالنفع والخير والمصلحة على الجميع في شتى مجالات الحياة عبر التعاون و تبادل الآراء والأفكار والمشاريع المشتركة، والمؤتمر الذي سيعقد في العاصمة المنغولية أولانباتر “كونها رئيس الدورة الحالية قبل أن تنتقل رئاسة الدورة في العام القادم إلى روسيا ” سيطرح أهم القضايا التي يجب التركيز عليها في هذه الأيام الصعبة ما يجعله نواة مهمة لتحقيق هذه الأهداف ومنطلقاً جاداً لتفعيلها.

الجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون هذا المؤتمر دور محوري وفاعلية كبرى لتحسين التعاون والشراكة الاستراتيجية بين دول العالم وخاصة روسيا ودول الشرق الأوسط في ظل الظروف التي يعيشها العالم بما يعود على الدول الشعوب بالمنفعة والمصالح المتبادلة، سورية ستكون حاضرة كالعادة في جميع المحافل الدولية وقد نسمع أخباراً طيبة.

المركز الدولي للمعلومات العلمية والتقنية ICSTI يعتبر أحد أهم المراكز الدولية المعنية بالتعاون بين الدول التي تم تأسيسها في عام 1969 وهو مسجل رسمياً لدى الأمم المتحدة ويحظى العاملين فيه بحصانة دبلوماسية، ويتعاون مع عدد من منظماتها وله ممثليات في عدد كبير من دول العالم ويمارس جميع أنواع النشاطات والأعمال التي تخص مناحي الحياة بكافة أشكالها وأنواعها السياسية والعلمية البحثية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والتنمية المستدامة والمشاريع الإنسانية الاجتماعية وقطاعات أخرى وفق برنامج الأمم المتحدة لعام 2030.

يدير المركز دكتور العلوم التقنية، رجل الفضاء الروسي، بطل روسيا، وسابقاً مدير مركز تحضير رواد الفضاء في مدينة النجوم يوري لونتشاكوف

مصدر الصورة: المركز الدولي للمعلومات العلمية والتقنية ICSTI