قد تصبح إيران عضواً في لجنة الطيران المشتركة بين الدول، خاصة وأن سلطات الطيران في البلاد مهتمة بمثل هذه الخطوة، على الرغم من أن المنظمة قد تم تشكيلها في عام 1991، إلا أنه لم تكن هناك سوابق لانضمام أعضاء جدد إلى المنظمة، لكن تظل المهام الرئيسية للمنظمة هي التحقيق في حوادث الطائرات، فضلاً عن التصديق على الطائرات، بالتالي ما الذي ستكسبه إيران من انضمامها إلى اللجنة؟
إن الاتفاقية مفتوحة لانضمام الدول الأخرى، ومن الممكن أن تكون مشاركة إيران أساساً جيداً لتوسيع التعاون الإقليمي في مجال الطيران المدني وضمان سلامة الطيران.
كما أن استخدام الأساليب المشتركة والإطار التنظيمي في مجال صلاحية الطيران وإصدار الشهادات لمعدات الطيران وتبادل الخبرات في مجال التحقيق في حوادث الطيران يمكن أن يعطي تأثيراً تآزرياً وسيضمن تقاسماً أكثر فعالية لموارد إيران والدول الأعضاء الأخرى في المنظمة لتطوير صناعة الطيران والبنية التحتية وصناعة الطائرات.
واليوم، إن صناعة الطيران في إيران تتطور بشكل مكثف للغاية، وأن تفاعل هذا البلد مع الدول الحليفة آخذ في التوسع.
ومنذ تأسيس المنظمة لم تكن هناك سوابق عندما كانت دولة جديدة ستنضم إلى المنظمة، فقد تأسست اللجنة باعتبارها الهيئة التنفيذية للاتفاقية في عام 1991، ثم تم التوقيع عليها من قبل 12 دولة من بين جمهوريات اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابقة وظهرت المنظمة كخليفة قانوني للعديد من إدارات اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق في القضايا المتعلقة بالطيران المدني.
الآن تضم اللجنة الاستشارية الدولية، بالإضافة إلى روسيا، أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان ومولدوفا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، لكن انسحبت جورجيا من الاتفاقية بالتزامن مع إنهاء العضوية في رابطة الدول المستقلة في عام 2009، وأوكرانيا – في عام 2021.
بالنسبة لصلاحيات المنظمة، هي منظمة فوق وطنية في مجال الطيران المدني، لكن كل دولة مشاركة تحدد صلاحياتها بشكل مستقل، على سبيل المثال، في روسيا، شاركت لجنة الطيران المشتركة بين الولايات تاريخياً في التحقيق في حوادث وكوارث الطائرات.
لكن في عام 2022، بعد فرض عقوبات على صناعة الطيران الروسية، وإعادة تسجيل الطائرات من المؤجرين الغربيين على عجل في السجل الروسي والحفاظ على تسجيلها في برمودا وأيرلندا، أعطت منظمة الطيران المدني الدولي روسيا ما يسمى بالعلم الأحمر لسلامة الطيران، ويشير ذلك إلى مخاوف الهيئة بشأن قدرة السلطات على مراقبة الطائرات بشكل صحيح ضمن ولايتها القضائية، بالإضافة إلى روسيا، لدى بوتان مثل هذه العلامة من منظمة الطيران المدني الدولي، وقال الرئيس السابق للوكالة ألكسندر نيرادكو إن وكالة الطيران الروسية تعتبر هذه التصرفات ذات دوافع سياسية.
ولكن الشراكة مع إيران سوف تكون مفيدة للطرفين: فقد تمكنت هذه الدولة، في ظروف العزلة الدولية، من تعلم كيفية إصلاح وصيانة الطائرات الغربية بشكل مستقل؛ ويتعين على روسيا أن تتعلم هذا، من ناحية أخرى، لا تتمتع إيران بالكفاءة اللازمة لإنشاء طائرات مدنية خاصة بها، بل على العكس من ذلك، يمكن لروسيا أن تساعد في ذلك.
في الوقت نفسه، من المهم الآن بالنسبة لروسيا أن تحافظ على التفاعل مع منظمات وهيئات الطيران العالمية، وفي المقام الأول منظمة الطيران المدني الدولي، حيث أن اللجنة الاستشارية الدولية، باعتبارها هيكلا فوق وطني لم يقع في وصمة عار لدى منظمة الطيران المدني الدولي، مثالية لهذا الدور.
بالنتيجة، إن إيران نفسها تحتاج إلى مزيد من الوصول إلى المنظمة، فالدور الرئيسي للجنة، بعد كل شيء، هو التحقيق في حوادث الطائرات، خاصة وأن بعض دول العالم ليس لديها متخصصون خاصون بها للتحقيق في حالات مثل تلك التي تتعلق بطائرات إيرباص وبوينغ، ثم يقومون ببساطة بإشراك خبراء من الهيئات التنظيمية الأوروبية أو الأمريكية (EASA وFAA)، وبالمثل، يُسمح للمعدات المعتمدة من هذه السلطات بالطيران في بلدان مختلفة، لكن إيران ربما لا تريد الوقوع تحت النفوذ السياسي لهذه الهيئات.
مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.
مصدر الصور: getty.
إقرأ أيضاً: ما علاقة إسرائيل بشركة الخطوط الجوية الأوكرانية؟