سوف تثبت الأيام أن يوم 20 أغسطس 1897 وهو تاريخ المؤتمر الصهيوني الأول الذي أقر المشروع الصهيوني بعد أن بلوره الصحفي النمساوي اليهودي هرتزل في كتابه دولة اليهود أو الدولة اليهودية هو تاريخ ميلاد إسرائيل وليس 15/5/1948 وسوف يثبت التاريخ أن يوم 7 أكتوبر 2023 وهو يوم عمليات حماس في غلاف غزة أعقبه جنون إسرائيل والغرب بل والحكام العرب وصمود المقاومة هو يوم وفاة إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل استغرقت من 1897 حتى 1948 مرحلة تحضيرية، فإن تفاعل العوامل المتعلقة بفناء إسرائيل قد تستغرق خمس سنوات أي كما تقول النبوءة 2028 عاماً لزوال إسرائيل عن طريق الهجرة المعاكسة وعطب صفقة القرن لأن اليهودي المهاجر إلى إسرائيل، كان يجري وراء سراب وهو الجنة الموعودة، وأن الجيش الإسرائيلي هو صمام الأمان لليهود. ومادامت إسرائيل مجتمعاً مهاجراً فإن إسرائيل سترحل خلال خمس سنوات على أحسن تقدير ويومئذ تتغير الخريطة السياسية للمنطقة تغيراً جوهرياً.
وخلال المرحلة من 7 أكتوبر وحتى كتابة هذه السطور (خمسة أشهر) سقطت أوهام وأساطير أهمها ما يلي:
الأسطورة الأولى: أن الجيش الإسرائيلي جيش دفاع وأنه أكثر الجيوش أخلاقية وأنه الجيش الذي لا يهزم.
الأسطورة الثانية: أن الصهاينة لديهم مشروع حضاري وأن إسرائيل امتداد لرسالة أوروبا الحضارية.
الأسطورة الثالثة: أن الزعماء العرب يعتبرون قضية فلسطين قضيتهم الأولى وأنها تجمعهم ولا تفرقهم فإذا بالحكام العرب يمالئون العدو ويتفرجون على أحسن الفروض على إبادة غزة وأنهم جميعاً بأقدار متفاوتة يتمنون زوال المقاومة بسبب وحدة المصير بينهم وبين إسرائيل.
الأسطورة الرابعة: أن الفلسطينيين هم المستفيدون من كرم العرب فإذا بالمقاومة تنهي الوصاية العربية والتآمر على القضية ولذلك لا يجوز لأى طرف عربي أن يقرر مصير فلسطين بعد كل التضحيات وصمود المقاومة.
الأسطورة الخامسة: هي أن السلطة هي المتحدث الرسمي باسم الشعب الفلسطيني وقد ثبت أن موقف السلطة مشوب بالشكوك في إخلاصها للعرق الفلسطيني وأن المقاومة هي التي تمثل الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى اكتساح حماس انتخابات 2006.
الأسطورة السادسة: أن إسرائيل تريد التعايش مع الفلسطينيين فقد ظهر سلوك اليهود الذي يعبر فعلاً عن نيتهم في الاستئثار بفلسطين.
الأسطورة السابعة: أن إسرائيل لها الحق في كل فلسطين وأن الحياة لا تتسع إلا لليهود، وظهر أن اللص اليهودي يعرف أنه لص ولذلك لا يصمد أمام صاحب الأرض مهما كان تسليحه.
الأسطورة الثامنة: أن الجيش الإسرائيلي يضمن أمن اليهود وأدى انكساره إلى انكشاف يهود إسرائيل.
الأسطورة التاسعة: أن إسرائيل تحارب الإرهاب ممثلاً في المقاومة وأنها لا ترتكب جرائم الإبادة وإنما تمارس حق الدفاع الشرعي عن النفس.
الأسطورة العاشرة: أن إسرائيل لن تأمن في فلسطين إلا إذا أبادت الشعب وقهرته وطردته إلى خارج فلسطين إلى مصر والأردن.
الأسطورة الحادية عشرة: أن الغرب ثري بالمبادئ وحقوق الإنسان وظهر أن الغرب لايزال صليبياً صهيونياً.
الأسطورة الثانية عشرة: أن فلسطين جزء من الأمة العربية ولذلك لابد أن تنصاع لما يقرره حكام العرب. وأن المجتمع الدولي يمكن أن يحمي الفلسطينيين.
الأسطورة الثالثة عشرة: هي أن قضية فلسطين قد نسيت وأن إسرائيل تدخل مرحلة إسرائيل الكبرى بعد أن أخضعت إسرائيل البيئة العربية وهزمت كل الجيوش العربية واستأنست الحكام العرب عن طريق واشنطن.
الأسطورة الرابعة عشرة: أن إسرائيل وجدت لتبقى وأنها تدخل العرق الفلسطيني والعربي متحف التاريخ.
الأسطورة الخامسة عشرة: أن إسرائيل سيطرت على الشعوب طالما سيطرت على الحكام الذين ساعدتهم إسرائيل على قهر شعوبهم.
الأسطورة السادسة عشرة: أن المقاومة وإسرائيل لا يمكنهما الصراع العسكري لمدة طويلة وأن تجفيف منابع الدعم للمقاومة يمكن أن تنهي المقاومة.
الأسطورة السابعة عشرة: هي أن إسرائيل لا يمكن أن تحارب على جبهات متعددة.
الأسطورة الثامنة عشرة: أن معاهدات السلام تمنع الشعوب العربية من التضامن مع غزة ضد الإبادة.
الأسطورة التاسعة عشرة: هي أن واشنطن لديها قدرات غير محدودة لزرع إسرائيل وتمكينها.
الأسطورة العشرون: أن الصراع حضاري وليس وجودياً وأن الصراع بين الحضارة والإرهاب وقد ظهر من هو المتحضر ومن الإرهابي.
الأسطورة الحادية والعشرون: أن المقاومة لا علاقة لها بالدعم الإلهي وأنها مسألة وقت وتنتهي المقاومة وتسود إسرائيل.
مصدر الصورة: أرشيف سيتا.
إقرأ أيضاً: أكاذيب الصهاينة وسقطات الأبرياء السذج عن المقاومة
السفير د. عبدالله الأشعل
سفير سابق ومساعد وزير الخارجية الأسبق / أستاذ محاضر في القانون الدولي والعلاقات الدولية – مصر