علوان أمين الدين*

يبدو أن “المعركة” الجيو -إقتصادية الحقيقية بين روسيا والولايات المتحدة قد انطلقت بالفعل، إذ أن الكثير من المعلومات، التي سنتطرّق لها فيما بعد، تشير بأن الولايات المتحدة ستتربع على “عرش” الطاقة النظيفة في العالم، أي الغاز.

إن بدء الولايات المتحدة تصديرها للغاز سيشكل عامل “استفزازياً” لروسيا ليس لكونه يصب أموالاً في خزائنها فحسب، بل لأنه “سلاح” جيو-إستراتيجي فمن خلاله تستطيع موسكو تأكيد نفوذها العالمي، وعبر شركاتها المتخصصة في هذا المجال تفرض سيطرتها على مناطق جغرافية واسعة، إضافة إلى إمسكاها بعصب الطاقة النظيف الجديد.

لذلك، أشارت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى “إنها تعتزم إضفاء العدالة والتوازن على أسواق الطاقة، عبر عرض غاز أميركي على أوروبا وآسيا، مشيرة إلى الحاجة لتقليص ما أطلقت عليه القوة المشوهة للسوق لجهات فاعلة مثل روسيا وأوبك.”(1)

التنقيب وتجهيز البنى التحتية

في تحدٍ لقرارات الرئيس السابق باراك أوباما حول قانون حماية البيئة، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن فتح مياه السواحل الأميركية في شكل كامل تقريباً للتنقيب عن النفط والغاز في البحر، بما في ذلك قبالة سواحل كاليفورنيا وفلوريدا والقطب الشمالي، حيث يطاول المشروع، الذي يبدأ تنفيذه عام 2019 في إطار برنامج خمسي جديد لإدارة الموارد البحرية من الطاقة، 90% من المياه الساحلية الأميركية التي تختزن 98% من الموارد غير المستغلة من النفط والغاز.(2)  من هنا، أوضح وزير الموارد الطبيعية الأمريكي، رايان زينك، أن “السلطات الأميركية تريد منح 47 رخصة تنقيب على مدى سنوات المشروع الخمس.. (فـ) الأحكام السارية حالياً تحصر التنقيب في 6% من المناطق البحرية المعنية.”(3)  ومن بين هذه الرخص، ستُخصص 19 لمياه سواحل ألاسكا، و7 للمحيط الهادئ و12 لخليج المكسيك و9 في المحيط الأطلسي.(4)  في تكملة لما سبق، تشير التقديرات إلى وجود كميات من الغاز الطبيعي المسال المنتجة في تكساس ولويزيانا “الأمر الذي يؤدي إلى وفرة موسعة في الإنتاج وانخفاض أسعار الطاقة عالمياً.”(5)

إضافة إلى ذلك، تشير الكثير من المصادر الاقتصادية بأن غالبية “عقود الغاز الطبيعى طويلة الأجل كانت تصل إلى 20 عاماً، وسينتهي أغلبها بين (العامين) 2018 و2020، لذا تسعى أمريكا لإعادة تشكيل نمط التجارة الراسخ منذ زمن طويل”(6) ، سيما وأن السوق العالمية للغاز الطبيعى سيعاد تشكيلها من جديد في العام 2018.(7)  في هذا السياق، يشير كاثلين إيسبرنر، الرئيس التنفيذي لشركة “نكست ديكاد” التي تسعى لبناء محطة تصدير في تكساس ومنشأة استيراد في ايرلندا، أن “إنهاء عقود الغاز الطبيعي المسال فرصة هائلة”(8) ، مضيفاً “إن العام المقبل (2018) سيكون محورياً.”(9)

واستعداداً لهذا الوضع الجديد، تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة العمل في البنى التحتية لقطاع الغاز حيث يرى العديد من الباحثين بأن كمية الصادرات الأمريكية الحالية يمكن أن تشكل نسبة أكبر مما هي عليه لولا قيود البنية التحتية، فلا يوجد ميناء في الولايات المتحدة يستطيع مناولة ناقلات النفط العملاقة وهي أكبر السفن الناقلة في العالم(10)، كون الولايات المتحدة تمتلك حالياً “ميناء نشطاً لتصدير الغاز الطبيعي المسال، ولديها 6 موانئ قيد التشييد، ومشاريع لبناء 30 ميناء آخر في المستقبل.”(11)

أوروبا.. والرسائل الأمريكية

بدأت الولايات المتحدة بالفعل توريد الغاز إلى أوروبا، فكانت بولندا من أوائل الدول التي تلقت شحنات الغاز الأمريكي، إذ قال وزير الخارجية البولندي، فيتولد فاشيكوفسكي، أن بلاده تسلمت ناقلة أو اثنتين من الغاز المسال الأمريكي، وذلك لدراسة جدوى استيراد الغاز من الولايات المتحدة، مؤكدا أن بلاده لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن شراء الغاز الأمريكي، حيث تنتظر بولندا من الجانب الأمريكي شروطها لتوريد الغاز على أساس دائم.(12)

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أن بلاده “ستدعم جهود بولندا لتنويع مصادر إمدادات الطاقة، بما في ذلك إمدادات الغاز المسال من الولايات المتحدة.”(13) وفي إشارة إلى مشروع “السيل الشمالي 2″، قال وزير الخارجية البولندي، جاسيك تشابوتوفيتش، إن “بولندا قدمت براهين ملموسة للولايات المتحدة بشأن هذا المشروع، على أنه يعزز التوترات الجيو-سياسية في المنطقة.”(14)

كذلك، أفادت الولايات المتحدة إنها ورَّدت للمرة الأولى غازاً مسالاً إلى ليتوانيا بحسب ما أفادت المتحدثة باسم الخارجية، هيذر نويرت، التي قالت “إن توريد الغاز الأمريكي المسال لليتوانيا هو خطوة أخرى باتجاه السيطرة على السوق الأوروبية بالخام الذي أصبح متوفراً في أمريكا بفضل طرق استخراج جديدة.”(15)  ومن الجدير بالذكر هنا أن ليتوانيا أصبحت “أول جمهورية سوفياتية سابقة تستورد شحنات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأميركية في أغسطس/آب 2017″(16) ، وجاءت شحنة ليتوانيا “بعد شهر واحد فقط بعدما أصبحت بولندا هي الدولة الأولى في أوروبا الشرقية التي تستورد الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة.”(17)

إلى ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى إمداد دول أوروبا الشرقية بالغاز، وذلك ما يفسر على أنه رسالة “سياسية” واضحة بإتجاه موسكو كونها المورد المهيمن على هذه الأسواق.(18)

من هنا، تعارض الولايات المتحدة مشروعي “السيل الأزرق”، عبر تركيا، وخط “السيل الشمالي 2″، عبر ألمانيا، حيث تعتبرهما أمرين خطرين وغير مرغوب بهما، حيث قامت واشنطن بممارسة ضغوط دبلوماسية، على دول البلقان عامة واليونان خاصة، لضمان عدم تحقق مشاريع التصدير الروسية(19) ، في محاولة لتزويد بعض الدول الأوروبية، مثل إيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة، بالغاز الطبيعي المسال في حين يتفق الخبراء على أن الخط الأول، أي “السيل الأزرق”، لم يعد قابلاً للتأثير، فيما يدور الصراع الآن حول استكمال هذا الخط الذي سيعبر تركيا إلى أوروبا.(20)

أما بالنسبة إلى “السيل الشمالي 2″، فتحاول الولايات المتحدة، مع الاتحاد الأوروبي وبمعارضة ألمانية، وقف هذا المشروع كونه سيضع القارة، مجدداً، تحت “رحمة” موسكو التي تحاول الحصول على جميع التراخيص اللازمة وبدء مد الأنبوب عبر قاع بحر البلطيق، حيث قال المدير التنفيذي للشركة المنفذة، ماتياس وارنيغ، إن هدفه الأساسي هو “ضمان مد (الأنبوب) في 2018، لا سيما أننا نفذنا جميع المتطلبات الفنية، وسنقوم بحشد شركائنا لإطلاق المشروع.. (لقد) حصلنا للتو على الإذن من ألمانيا، وقريباً سنحصل على التراخيص من السويد، بالمجمل نتوقع الانتهاء من التراخيص في الأشهر المقبلة”(21)، مشيراً إلى أن “واشنطن تنظر للمشروع بسلبية، وفي الوقت الذي هي بالكاد تفهم سوق الطاقة الأوروبية، وتعمل على تسليط الضوء على تهديد قادم من روسيا.”(22)

في هذا الخصوص أيضاً، تحاول الولايات المتحدة استمالة الجزائر، المقربة من روسيا، حيث أبدت رغبتها في إبرام اتفاق شراكة معها لـ “تزويد دول أوروبية بالغاز، خاصة دول أوروبا الشرقية، في محاولة لكسر الاحتكار الذي تفرضه شركات الطاقة الروسية.. (فـ) الجزائر مزود كبير بالطاقة لأوروبا ونحن نهنئها على كونها شريكاً موثوقاً يساعد القارة (الأوروبية) على تنويع تمويناتها.”(23) إلى ذلك، قال عبد المؤمن ولد قدور، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الوطنية الجزائرية “سوناطراك”، إن الجزائر ستحصل على المزيد من السفن لنقل الغاز إلى آسيا مع تطلعها لزيادة المبيعات إلى تلك المنطقة مشيراً إلى أن “المنافسة محتدمة في الغاز مع روسيا والولايات المتحدة.. أوروبا عملاؤنا التقليديون لكننا بحاجة إلى الفوز بالأسواق الآسيوية لكي نبيع غازنا.”(24)

الشرق الأوسط

قال وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، إن الغاز المسال الأمريكي قد يجد سوقاً واعدة في الإمارات ودول الخليج في ظل امتلاك الولايات المتحدة كميات غاز ضخمة وبدء الشركات الأمريكية الترويج له في الإمارات ودول الخليج، مشيراً إلى وجود فرصة كبيرة للتعاون مع الولايات المتحدة بهذا المجال في حال قدموا أسعارا تنافسية. وأكد الوزير المزروعي أن بلاده على رأس الدول السباقة في الاهتمام بتقنيات حجز واستخدام الكربون التي تتوافق مع استراتيجية الطاقة 2050 وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70% والتي تسهم في تحقيق مؤشرات الأجندة الوطنية المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون بصورة ابتكارية ورائدة لتحويل التحديات إلى فرص والمحافظة على جودة الهواء(25)، وبالتالي فاستخدام الغاز كمصدر للطاقة يصب في هذا المجال خصوصاً مع تطورات الأزمة السياسة المتفاقمة مع قطر والخوف المستقبلي المتزايد على إمدادات خط غاز “دولفين”.

الصين والشرق الأقصى.. هدف إستراتيجي

تشير بعض التقارير إلى أن صادرات الولايات المتحدة تبلغ 330 ألف طن سنوياً، تذهب جميع تلك الصادرات إلى اليابان وتايوان حصراً(26) في إشارة إلى زيادة نفوذها، عبر الاقتصاد، في منطقة شرق آسيا.

كما تحاول الولايات المتحدة الدخول إلى الأسواق الصينية من خلال الغاز، حيث “ارتفعت شحنات النفط الأمريكية إلى الصين لتخلق تجارة بين أكبر قوتين في العالم لم تكن موجودة حتى 2016، وتساعد واشنطن في جهودها لتقليص العجز التجاري الضخم مع بكين.. (فـ) شحنات الخام الأمريكي إلى الصين بدأت من الصفر قبل 2016 لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 400 ألف برميل يوميا في يناير/كانون الثاني (2018)، بقيمة نحو مليار دولار. وبالإضافة إلى ذلك، تسلمت الصين نصف مليون طن من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي بقيمة نحو 300 مليون دولار في يناير/كانون الثاني (2018).”(27)

من هنا، يمكن ملاحظة عدد من الأمور، تتلخص في الآتي:

– تحاول واشنطن استغلال التاريخ بين روسيا واليابان، حيث أنه ولغاية تاريخه لا يوجد اتفاقية تنهي حالة الحرب منذ العام 1945، وهو ما تسعى إليه طوكيو جاهدة مع موسكو لما لها فيها من مصالح اقتصادية على الكثير من الصعد.

– لا تزال الولايات المتحدة تزيد من قوة تايوان في وجه الصين لمواجهة أية احتمالات سلبية مستقبلاً كون الجزيرة تعتبر حليفاً طبيعياً لواشنطن في مواجهة بكين، وإبعادها عن محور روسيا – الصين، والغاز الروسي بالتحديد، هو أمر مهم يصب ويخدم مصالحها الاستراتيجية.

– إن الهدف المعلن من سياسة تصدير الغاز إلى بكين هو تقليص الخلل في الميزن التجاري بين البلدين، لا سيما بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم، إذ أشارات أرقام صينية رسمية عن تقليص في نسبة العجز بين البلدين في يناير/كانون الثاني، 2018، إلى 21.895 مليار دولار من 25.55 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول، 2017، وبناء على متوسط الكميات، التي تم توريدها في الأشهر المذكورة سابقاً، يمكن تقدير مبيعات الولايات المتحدة من النفط والغاز إلى الصين بنحو عشرة مليارات دولار سنويا.(28)

– يبدو أن واشنطن تريد الاستحواذ على “مصنع العالم”، أي الصين، قبل بدء تنفيذ مشروع “قوة سيبيريا” الذي سيمد بكين، ونيودلهي، بالغاز خصوصاً بعد التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة لخفض الانبعاثات السامة. في هذا الخصوص، سبق لشركة “غازبروم” أن أكدت، في بداية مارس/آذار 2016، على أن تشغيل الخط سيجري اعتباراً من مايو/ أيار، عام 2019، وحتى مايو/ أيار، عام 2021.(29)  إلى ذلك، شكَّل تصريح أحد مدير مصفاة لدى شركة “سينوبك” الصينية الكبيرة للنفط حدثاً مهماً إذ قال “نرى الخام الأمريكي مكملاً لقاعدتنا الكبيرة من الخام من الشرق الأوسط وروسيا”(30) ، مضيفاً “أن سينوبك تتطلع إلى طلب شراء مزيد من الخام الأمريكي هذا العام (2018).”(31)

– هناك خوف أمريكي من امتداد مشاريع الغاز الروسية إلى دول أخرى في المنطقة، مما يجعل تلك الدول، إقتصادياً، تحت “رحمة” الطاقة الروسية. فعلى سبيل المثال، تم التباحث بين موسكو وطوكيو على مشروع مد أنابيب غاز الى اليابان عبر جزيرة سخالين، إذ قال ناوكادزو تاكيموتو، النائب عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، بأنه يريد “لفت الانتباه إلى الأهمية الحكومية لهذا المشروع الذي يجري إعداده منذ سنوات طويلة. سيسهم بناء خط أنابيب الغاز من حقول سخالين بشكل فعال في استراتيجية النمو الاقتصادي التي يجري تطبيقها حالياً في اليابان، وخطط إعادة بناء منظومة الطاقة في البلاد، وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية.”(32)  هذا الخط يصل إلى 1350 كيلومتراً ليمد اليابان بالغاز عبر خط أنابيب الغاز الممتد حتى فلاديفوستوك بروسيا، لتصديره لمقاطعة إيباراكي، شمال شرق طوكيو العاصمة.(33)  ولقد بدأت اليابان بالفعل، في العام 2016، تلقي شحنات الغاز الروسية عبر مشورعي “سخالين 1” و”سخالين 2″، حيث أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن 70% من الغاز الطبيعي المسال، الذي يتم إنتاجه في جزيرة سخالين الروسية، يذهب إلى السوق اليابانية عبر هذين الخطين.(34)

إستخدام الحلفاء في وجه الخصوم

يرى بعض الخبراء بأن الولايات المتحدة تخطط لاحتلال “عرش” الغاز بحلول العام 2024، عبر تصدير 300 مليون طن من الغاز المسال سنوياً(35) ، وهي تعد أقرب منافس لقطر في هذا القطاع.(36)  إلى ذلك، قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” السعودية النفطية الحكومية العملاقة، إنه “ليس لدينا أي قلق على الإطلاق من زيادة الصادرات الأمريكية. مصداقيتنا كمورد لا تضاهى، ولدينا أكبر قاعدة من العملاء بإتفاقيات مبيعات طويلة الأجل.”(37)

بالنظر إلى ما سبق، يمكن الإشارة إلى التالي:

– تعتبر الولايات المتحدة من أهم المخططين الاستراتيجيين، فالحديث عن إنتهاء العقود الطاقوية في أجل قريب نسبياً، سيجعلها “مهاجماً” شرساً يسعى إلى احتلال الأسواق العالمية.

– من خلال حلفائها، تستطيع الدخول إلى الكثير من الأسواق العالمية، كشركة أرامكو مثلاً. وبعد احتلالها للسوق، يمكن للولايات المتحدة الضغط على حلفائها من أجل إفراغه لها بحيث تستطيع ملؤه بصادراتها فيما بعد.

– يشير بعض الكتّاب إلى أن الولايات المتحدة ضغطت على كل من قطر، من أجل زيادة إنتاج الغاز المسال والتي زادت انتاجها من 77 مليون طن إلى 100 مليون طن سنوياً كبديل لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، وتركيا من أجل منع روسيا من استخدام الأراضي التركية للوصول الى القارة الأوروبية.(38)  وبالتالي، عند تجهز البنى التحتية الأمريكية وإيجاد القدرة على إمداد القارة “العجوز” بمتطلباتها، لن يكون هناك من مانع بأن تقوم واشنطن بالضغط إلى الدوحة من أجل تخفيض الإنتاج مجدداً.

– ان استقدام الطاقة إلى دول شرق أوروبا، الدول الشيوعية سابقاً، سيكون له أثرا مهم على وقف تممد روسيا في شرق أوروبا، بحسب المفهوم الأمريكي. فالحاجة إلى الغاز، في الصناعة والتدفئة، سيعجل من الولايات المتحدة حاجة استراتيجية.

– إن مد دول “الناتو” بالطاقة سيساعد على وقف “مهادنة” روسيا، بل حتى مواجهتها إذا اقتضى الأمر، لا سيما وأن التمدد العسكري للحلف في ازياد، خصوصاً مع طرح مبادرة “شينغن” عسكرية تساعد على سرعة نقل القوات العسكرية بين دول الحلف.(39)

“إفتعال” الأزمات

لا شك بأن الولايات المتحدة “بارعة” في خلق الأزمات لا سيما وأنها تمتلك وسائل إعلام فعالة وقوة عسكرية ونفوذ سياسي. ومع مراقبة بعض الأحداث العالمية وربطها بموضوع الغاز، يمكن ملاحظة ما يلي:

– لا شك أن العقوبات الأمريكية على روسيا تصب أيضاً في هذا الإطار ولو بطريق غير مباشر، إذ يرى وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن “المحاولات لتعطيل خط أنابيب نورد ستريم 2 (السيل الشالي 2) هي جزء من ممارسات منافسة غير عادلة من قبل الموردين المحتملين للغاز الطبيعي المسال، الذي هو أكثر تكلفة مقارنة بالغاز الطبيعي الذي يمر عبر خطوط الأنابيب.. هذه القيود الاقتصادية ذات الدوافع السياسية تجعل موارد الطاقة في السوق في نهاية المطاف أكثر تكلفة.”(40)

– إن التصعيد المستجد بين السويد وروسيا لا يمكن أن يحدث بطريق الصدفة. فعندما تعلن السويد عن وجود “خطر” روسي عليها وتبدأ بتوزيع كتيبات على مواطنيها تتضمن إرشادات يجب القيام بها وقت الحروب، لا يمكن النظر إليه على أنه أمر عابر. ومن خلال “حرب” الغاز هذه، نرى بأن روسيا تحاول أن تحصل على تراخيص من السويد لمد أنبوب “السيل الشمالي 2” في بحر البلطيق، وقد يكون هذا التوتر المستجد وراء وقف مثل هذا المشروع.

– لا زالت الأوضاع موترة في أوكرانيا بل هي في حالة ازدياد، خصوصاً مع الإجراءات الأوكرانية التي تهدف إلى الدخول في صراع عسكري مع روسيا. إن ما يهمنا هنا، الحديث عن خطوط الغاز التي تمر في تلك الدولة، وإمكانية قطعها للضغط على أوروبا باستيراد الغاز الأمريكي.

– إن العقوبات الأمريكية على روسيا، قد ساهمت أيضاً في وقوع ضرر كبير على بعض الدول الأوروبية. في مجال الغاز، قامت روسيا بوقف مد خط أنابيب “السيل الجنوبي” واستبداله بـ “السيل الأزرق”، عبر تركيا، مما حرم المجر من عائدات مالية سنوية تقدر بـ 400 مليون دولار، إضافة إلى الاستفادة من الغاز.

– إن التصعيدا لأمريكي في سوريا، والوجود العسكري في الشمال ودعم الكرد لإقامة دولة، يأتي في الخصوص أيضاً إذ أن واشنطن تريد نصيبها من “كعكة” الغاز السورية(41)، خصوصاً وأن الرئيس ترامب قد أشار إلى “الغلطة الكبرى” التي اقترفتها إدارة الرئيس أوباما المتمثلة في الانسحاب من العراق.

– بالنسبة إلى إيران، فالموضوع أعمق من الغاز، فقطع أنابيبه يصب في وقف إيرادات الخزينة الإيرانية. إضافة إلى ذلك، إن هذا المنتج قد يكون منافساً للولايات المتحدة حتى بين حلفائها لا سيما باكستان، حيث تستفيد من أنابيب الغاز ومرورها فيها.(42)

– يرى العديد من الباحثين أن قضية ميانمار لا تخرج عن هذا الموضوع كلياً. فعلى الرغم من كونها أزمة “تخنق” الصين طاقوياً، إلا أنها قد تكون أيضاً باباً للدخول إلى السوق الصينية بشكل أكبر وأفعل.(43)

تحديات كبرى أمام واشنطن

هناك العديد من التحديات، بالإضافة إلى البنى التحتية، التي تقف أمام الولايات المتحدة في هذا القطاع، يتمثل أبرزها في:

  1. الأسعار

ذكرت بعض المعلومات بأن واشنطن قد تستفيد من بعض الأمور منها “انتهاء أغلب العقود طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال، وارتفاع الإمدادت الأمريكية من الغاز، وزيادة الطلب في أوروبا وآسيا، والتوتر الجيوسياسي المحيط بقطر وروسيا، وهما أكبر موردين للغاز في العالم، حيث يعد عاملا الأمن والاستقرار مهمين لسوق الغاز.”(44)

إن العوامل السابقة تؤيدها بعض المعطيات التي تشير إلى أن روسيا قد اضطرت إلى “تخفيض أسعار الغاز المصدر إلى أوروبا في محاولة للحد من التعطش الأوروبي للغاز الأميركي. وكان من نتيجة هذه الجهود فقدان الشركات الروسية للكثير من العائدات وجعلت من جهود توسع مرافق الغاز الطبيعي المسال الروسي في القطب الشمالي مسألة غير ذات جدوى من الناحية الاقتصادية.”(45)  من هنا، يرى جايسون بوردوف، الذي شغل منصب كبير مستشاري الطاقة في إدارة الرئيس الأسبق أوباما والمدير الحالي لمركز سياسات الطاقة العالمية التابع لجامعة كولومبيا، أن “إجبار روسيا على المنافسة في أسواق الغاز الأوروبية الأكثر تنافسية ومنح المستهلك الأوروبي المصادر البديلة لإمدادات الطاقة يوهن من النفوذ الجيو-سياسي الروسي داخل أوروبا. وتحول الولايات المتحدة إلى واحدة من أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي في العالم يرجع بآثار اقتصادية وبيئية وجيوسياسية هائلة للغاية على واشنطن.”(46)

ويرى بوردوف أن أمام “غازبروم” خيارين؛ الأول، المنافسة على السعر والدفاع عن الحصة السوقية. أما الخيار الثاني، فيكون في تخفيض الإمدادات للحفاظ على الأسعار مرتفعة(47)، فإذا قررت “غازبروم” الحل الأول “عندها ستكون بحاجة إلى قبول الدخول في حرب أسعار قد تلحق الضرر بإيراداتها حتى وإن كان بإمكانها الحفاظ على زيادة المبيعات في منطقة متعطشة للطاقة.”(48) أما في حال انتهجت الخيار الثاني، فإن ذلك سيصب في مصلحة منافسي روسيا أيضاً إذ أن الأسعار المرتفعة ستجلب لهم المنفعة خصوصاً وأنهم مستجدين على هذ السوق.

في المقلب الآخر وعلى سبيل المثال، قال وزير الخارجية البولندي، فيتولد فاشيكوفسكي، إن بلاده تدرس جدوى استيراد الغاز من الولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن شراء الغاز الأمريكي، كما أكد فاشيكوفسكي عزم بلاده على شراء الغاز الأمريكي في حال كان منافساً لأسعار الموردين الآخرين أي قطر وروسيا، مشيراً إلى أن سعر الغاز الأمريكي مرتفع كثيراً حالياً من دون أن يحدد مقدار الزيادة في الأسعار.(49)

ما يعزز هذا الأمر، أنه وبالمقارنة مع الغاز الروسي أو القطري، يعد الغاز الأمريكي “عالي الكلفة كونه غاز صخري عميق المنشأ. كما أن معالجة هذا الغاز وتسييله ثم نقله بسفن خاصة عبر البحار يزيد التكلفة.. ومن هنا ليس أمام الولايات المتحدة في الوقت الحالي سوى وسائل الضغط السياسي والعقوبات المخالفة للقانون الدولي من أجل خلق شروط أفضل لشركاتها في الأسواق الأوروبية على حساب الغاز الروسي، لاسيما وأن المنافسة القطرية في هذه الأسواق تواجه بدورها تأثير العقوبات العربية على قطر.. ومن هنا يمكن وصف ما تقوم بها الولايات المتحدة بأنه نوع من الاستبداد الاقتصادي الذي يطال مصالح أقرب الحلفاء بشكل مخالف لقواعد التجارة العالمية.”(50)

إلى ذلك، من الواضح بأن نقل الغاز عبر الأنابيب يبقى الأقل سعراً إضافة إلى أمرين مهمين وهما أنه الأسهل والأسرع، بحيث يضمن المورد صول الغاز إليه بشكل سلس مع ضمان عدم التأخير، كحال نقله بالبواخر على سبيل المثال.

  1. كميات الغاز

بالرغم من الحديث عن مخزون ضخم لدى الولايات المتحدة إلا أنها هي نفسها بحاجة الى الغاز الروسي. فلقد ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن التحضيرات تجري “في أوروبا بالوقت الراهن لإرسال ثاني شحنة غاز مسال روسي المنشأ من أحد موانئها إلى الولايات المتحدة، التي تحاول منافسة روسيا في سوق الغاز الأوروبية.”(51) إلى ذلك، أشارت الوكالة إلى “أن الناقلة “Provalys”، التي ستنقل الغاز الروسي المسال، ستنطلق من ميناء دونكيرك الفرنسي إلى منطقة شمال شرق الولايات المتحدة، التي تواجه عجزاً في إمدادات الغاز الصخري في فترة ذروة الطلب. وتعد هذه ثاني شحنة غاز من منشأ روسي تتوجه إلى الولايات المتحدة، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي (2017) انطلقت الناقلة “Gaselys” من ميناء بريطاني إلى الولايات المتحدة.. وعزت وسائل إعلام توجه الولايات المتحدة لشراء الغاز الروسي لسعره الجذاب، إذا ما قورن بسعر الغاز الأمريكي في الوقت الحالي بشرق الولايات المتحدة، والذي ارتفع مؤخراً بسبب سوء الطقس.”(52)

بالإضافة إلى ما سبق، أشارت العديد من التقديرات إلى انخفاض مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بأكثر من توقعات المحللين، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2018، حيث أظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة تتراجع سواء شهرياً أم سنوياً.(53)  وبذلك، يمكن أن نرى أن المخزونات في تراجع، فكيف ستستطيع الولايات المتحدة المنافسة في سوق تعاني هي أصلاً من نقصٍ في مواده أو في طرق استخراجه؟!

  1. أمن النقل

من أكبر المشكلات التي تحيط بهذا القطاع هو أمن نقل الطاقة نفسه. فالأنابيب تعتبر من الوسائل الآمنة إلى حد ما، كون التوترات الأمنية، لا سيما في المضائق والقنوات المائية، قد يعرض الناقلات إلى خطر بيئي كبير.

من هنا، هل ستقبل روسيا بأن تقوم الناقلات الأمريكية، أو حلفائها في الطاقة، بمنافستها في “عقر” سوقها وأن تمر بمحاذاة حدودوها، إذا ما تم فتح ممر “الدرب الشمالي” في المحيط المتجد الشمالي، أو مناطق أخرى، مضيق هرمز، خصوصاً بأن روسيا تقوم بنوع من التوزيع لقواتها العسكرية في تلك المناطق لو بالقرب منها؟

  1. مواقف الدول الأوروبية والصين

إن التباين الكبير بين مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة في كثير من المسائل الدولية، مثل الملف النووي الإيراني على سبيل المثال، قد يكون عاملاً في اختلاف وجهات النظر بينهما. فالعقوبات الأمريكية على روسيا، ترى فيها أغلبية الدول الأوروبية بأنها ضرر لمصالحها، بينما تصب في مصلحة واشنطن بالكامل.

إن المعارضة الألمانية لمساعي واشنطن وقف “السيل الشمالي 2” يشكل موقف واضح في معارضها لسياسة واشنطن الطاقوية، لا سيما وأن العقوبات الأمريكية على موسكو قد طالت الشركات الأوروبية التي تتعامل معها، حيث اتهم وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابريل، واشنطن بالعمل على تحقيق “مصالحها الاقتصادية من خلال الضغط المتعمد على الشركات الأوروبية وتهديدها.. التهديد بفرض هذه العقوبات يمثل نقلة جديدة سلبية في العلاقات الأمريكية الأوروبية.”(54)

هنا تبرز بعض الاسئلة المهمة. هل ستستطيع واشنطن الضغط على الحلفاء الأوروبيين لشراء غازها الأعلى سعراً؟ هل خوف الحكومات الأوروبية من شعوبها، في حال الرضوخ، سيجبر الولايات المتحدة لافتعال أزمة ما يمكن من خلالها اقناعهم بالاستغناء عن الغاز غير الأمريكي؟ إن الاجابة على هذه الأسئلة مرهون بالوقت وما سينتج عنه من أحداث لكنه من الصعب جداً، حالياً على الأقل، أن تتخلى أوروبا بسهولة عن الغاز الروسي حيث يقول ألكسندر ميدفيديف، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “غازبروم”، إنه “يمكننا ضخ غاز بقدر ما تحتاجه أوروبا، حتى إذا كنا ندخل سوقاً جديدة في الصين. لكن من الضروري أن تقرر أوروبا الآن؛ إنهم بحاجة للتفكير بشكل سليم الآن بشأن من سيغطي الطلب الإضافي بعد 2025. ومن سوء الحظ أنه لا يوجد حوار بشأن الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.”(55)

بالنسبة للصين، من الصعب جداً أن تعتمد على الغاز الأمريكي لا سيما في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يستغل أية فرصة من أجل مهاجمة الصين. إضافة إلى ذلك، ان التفاهمات الروسية – الصينية تعتبر أعمق بكثير مما هي عليه، كون البلدين يواجهان “العدو” نفسه.

*مؤسس ومدير مركز “سيتا”

المصادر:

(1) موسكو تحذّر أوروبا من الاعتماد على الغاز الأميركي. 10/2/2018. الشرق الأوسط. العدد رقم 14319. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2EiRA3Q

(2) إدارة ترامب تبيح التنقيب عن البترول والغاز في السواحل. 6/1/2018. الحياة. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2EN4cQ2

(3) المرجع السابق.

(4) المرجع السابق نفسه.

(5) كليفورد كراوس. 31/10/2017. الازدهار الأميركي في الغاز الطبيعي المسال يهدد عالم الطاقة. الشرق الأوسط. العدد رقم 14217. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2H2GY6N

(6) بلومبرج: أمريكا توجه ضربة قوية لقطر وروسيا عن طريق الغاز 2/11/2017. المصري اليوم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2nZB6T7

(7) المرجع السابق.

(8) المرجع السابق نفسه.

(9) المرجع السابق نفسه.

(10) هيننج جلوستين. 11/2/2018. ارتفاع صادرات أمريكا النفطية للصين يغير قواعد اللعبة العالمية. رويترز. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2EiO1uu

(11) أمريكا تخطط لاحتلال عرش قطر في الغاز المسال بحلول 2024. 10/6/2017. تي آر تي عربية. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2H5CjRv

(12) فريد غايرلي. 7/8/2017. حرب الغاز.. بولندا تضع شرطا لشراء الوقود الأزرق من الولايات المتحدة. روسيا اليوم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2Eg9yzT

(13) واشنطن تحرض أوروبا على مشروع غاز روسي. 27/1/2018. الوطن. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2G11xPN

(14) المرجع السابق.

(15) واشنطن: ليتوانيا تحصل لأول مرة على الغاز الأمريكي المسال. 24/8/2017. مصراوي. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2EBgefc

(16) كليفورد كراوس. الازدهار الأميركي في الغاز الطبيعي المسال يهدد عالم الطاقة. مرجع سبق ذكره.

(17) المرجع السابق.

(18) واشنطن: ليتوانيا تحصل لأول مرة على الغاز الأمريكي المسال. مرجع سبق ذكره.

(19) الولايات المتحدة تحاول قطع خطوط الغاز الروسي إلى أوروبا. 6/12/2017. روسيا اليوم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2EVvjpV

(20) المرجع السابق.

(21) فريد غايرلي. 9/2/2018. “السيل الشمالي -2” يرى النور في 2018. روسيا اليوم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2G5aBTZ

(22) المرجع السابق.

(23) مسؤولة أمريكية تحث الجزائر على زيادة صادراتها نحو دول أوروبا الشرقية. 30/1/2018. النصر اونلاين. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2snbHID

(24) حاسي مسعود. 12/2/2018. سوناطراك الجزائرية تريد مزيدا من السفن لتعزيز مبيعات الغاز إلى آسيا. رويترز. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2Cfjacn

(25) الغاز الأمريكي قد يجد سوقا واعدة في الإمارات ودول الخليج. 6/12/2017. أرابيان بزنس. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2G3FJD3

(26) أمريكا تخطط لاحتلال عرش قطر في الغاز المسال بحلول 2024. مرجع سبق ذكره.

(27) هيننج جلوستين. ارتفاع صادرات أمريكا النفطية للصين يغير قواعد اللعبة العالمية. مرجع سبق ذكره.

(28) المرجع السابق.

(29) علي يوسف. 14/5/2017. الغاز الروسي إلى الصين عبر “قوة سيبيريا”. روسيا اليوم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2HgQcMR

(30) هيننج جلوستين. ارتفاع صادرات أمريكا النفطية للصين يغير قواعد اللعبة العالمية.  مرجع سبق ذكره.

(31) المرجع السابق.

(32) نواب يابانيون يدعون لمد خط أنابيب الغاز من جزيرة سخالين الروسية إلى طوكيو. 9/6/2014. العهد. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2BxgHNO

(33) خبراء: اليابان تتجه لاستيراد الغاز الروسي قريباً. 2/6/2014. مصر العربية. على الرباط التالي:

http://bit.ly/2GhBMLa

(34) بوتين يبحث سبل إمداد الغاز الطبيعي الروسي لليابان. 2/9/2016. صوت الامة. على الرباط التالي:

http://bit.ly/2EuU8bg

(35) أمريكا تخطط لاحتلال عرش قطر في الغاز المسال بحلول 2024. مرجع سبق ذكره.

(36) المرجع السابق.

(37) هيننج جلوستين. ارتفاع صادرات أمريكا النفطية للصين يغير قواعد اللعبة العالمية. مرجع سبق ذكره.

(38) معتز علي. 5/8/2017. الغاز كلمة السر.. حصار قطر سلاح أمريكا لهزيمة أردوغان وبوتين. ساسة بوست. الى الرابط التالي:

http://bit.ly/2nSwzmp

(39) اسيا العتروس. 7/12/2017. حلف الناتو والإرهاب والبحث عن “شنغن عسكرية” عندما يختار تيلرسون الهروب على المواجهة. رأي اليوم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2Ez1crq

(40) ديفيد شيبارد وهنري فوي. 5/8/2017. سوق الغاز .. معركة روسية – أمريكية الفائز فيها أوروبا. الاقتصادية. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2BojrNt

(41) سوريا الثالثة عالميا بإنتاج الغاز.. ترامب يريد حصة من الغاز السوري. 10/5/2017. قناة العالم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2EN9Str

(42) علوان أمين الدين. 14/1/2018. ستة أسباب لـ “ضرب”باكستان. مركز سيتا. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2obubX4

(43) علوان امين الدين. 29/11/2017. الصراع البوذي – الاسلامي: استراتيجية جديدة لقطع “طريق الحرير”. مركز سيتا. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2ENr4yU

(44) بلومبرج: أمريكا توجه ضربة قوية لقطر وروسيا عن طريق الغاز. مرجع سبق ذكره.

(45) كليفورد كراوس. الازدهار الأميركي في الغاز الطبيعي المسال يهدد عالم الطاقة. مرجع سبق ذكره.

(46) المرجع السابق.

(47) ديفيد شيبارد وهنري فوي. سوق الغاز .. معركة روسية – أمريكية الفائز فيها أوروبا. مرجع سبق ذكره.

(48) المرجع السابق.

(49) فريد غايرلي. حرب الغاز.. بولندا تضع شرطا لشراء الوقود الأزرق من الولايات المتحدة. مرجع سبق ذكره.

(50) ابراهيم محمد. 17/6/2017. العقوبات الأمريكية… سلاح للمنافسة في سوق الطاقة الأوروبية! دي دبليو. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2G6ABhM

(51) فريد غايرلي. 28/1/2018. الولايات المتحدة تشتري الغاز الروسي “مكرهة”. روسيا اليوم. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2EgS8Y1

(52) المرجع السابق.

(53) تراجع مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية خلال الأسبوع الماضي. 8/2/2018. الدستور المصرية. على الرابط التالي:

http://bit.ly/2Ev563J

(54) ابراهيم محمد. العقوبات الأمريكية… سلاح للمنافسة في سوق الطاقة الأوروبية! مرجع سبق ذكره.

(55) موسكو تحذّر أوروبا من الاعتماد على الغاز الأميركي. مرجع سبق ذكره.

مصدر الصور: lngexports – سبوتنيك.