ألكسندر مورافيوف**
تم إرسال الوثائق التقنية لبناء المرحلة الثالثة من مصنع الغاز الطبيعي المسال في سخالين، مشروع “سخالين – 2″، لفحصها، وقد أعلنت عن ذلك دائرة الصحافة التابعة لحكومة منطقة ساخالين عقب إجتماع رئيس المنطقة، أوليغ كوزيمياكو، مع رئيس شركة “شل” في روسيا، سيديريك كريمرز.
وفقاً لصحيفة “تاس” الروسية، إن نقل الوثائق إلى خبراء في الدولة يعني أن المشروع بات جاهزاً للتنفيذ، خصوصاً وأن الوثائق تحوي على معلومات عن المرحلة الثالثة من مشروع “سخالين – 2” وطريقة تنفيذها.
ويبقى السؤال الأبرز هنا: ما هي فوائد هذا المشروع على روسيا؟
إن المرحلة الثالثة من محطة الغاز الطبيعي المسال على وشك الإنطلاق. ماذا يعني هذا؟ في رأيي، يحمل تنفيذ هذا المشروع العديد من الجوانب الإيجابية لمنطقة “فلادي فاستوك” الروسية والمناطق المجاورة لها، كما أنه سيساهم بتطوير البنية التحتية، إضافة إلى زيادة عدد الوظائف مما سيؤدي إلى أرتفاع عام في مستويات المعيشة لسكان سخالين عموماً.
وعلى الرغم من الخلاف حول جزر الكوريل، تعد اليابان أحد المساهمين في “سخالين- 2″، لكن الشيء الأكثر إثارة للإهتمام هو إمكانية قيام البنوك اليابانية بتمويل بناء مرافق جديدة تخص المشروع، حيث وعد “البنك الياباني للتعاون الدولي” شركة “غاز بروم” الروسية بمساعدتها في تمويله بالمشاركة مع شركة يابانية، على الرغم من الحالة السياسية المتوترة في العالم. علاوة على ذلك، هناك إمكانية لموسكو وطوكيو بالعودة أيضاً إلى مشروع “سخالين – هوكايدو”.
أما بالنسبة إلى اليابان، فإن بناء هذا الخط سيؤدي إلى تحسين استقرار إمدادات الغاز إليها. إلا أن اللافت في الأمر هو حصول طوكيو على الغاز بتكلفة أرخص من تكلفة الغاز المسال. وما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن اليابان تعد المشتري الرئيسي لنفط ساخالين، فهي تتفوق على الصين في شراء النفط الروسي.
فمنذ العام 2010، يمكن القول بأن مشروع “سخالين – 2” ساعد على إرسال قرابة الـ 47 مليون طن، من خلال ميناء بريغودنوي، في سخالين، إلى اليابان والعالم وفق نسب الترتيب التالية: اليابان (33.9%) – كوريا الجنوبية (33.6%) – الصين (24.8%) – تايوان (1.6%) – الفلبين (1.6 %) – الولايات المتحدة 1.5%.
ويستند تنفيذ المرحلة الثالثة من محطة “الغاز الطبيعي المسال”، في منطقة كورساكوفسكي، إلى دوافع سياسية أهمها:
1.حوار مستمر ومتبادل وإيجابي مع اليابان، على الرعم من العقوبات المفروضة.
2.تعزيز موقع شركة “غاز بروم” في السوقين المحلية والعالمية من خلال بيع الغاز الطبيعي المسال إلى البلدان الآسيوية.
في الختام، هناك أمر مهم تجدر الإشارة إليه. على الصعيد الروسي، لا يمكن تحول الغاز إلى منطقة سخالين لأن المنازل الموجودة فيها لا تفي بمتطلبات السلامة العامة لا سيما لجهة الحرائق. بالتالي، يجب على حكومة إقليم ساخالين التفكير في بناء مباني سكنية حديثة. من سخرية القدر أن واحدة من أغنى مناطق روسيا لا يمكنها إستخدام مواردها الطبيعية، وهذا سؤال ننتظر الإجابة عليه من قِبل القيادة العليا في روسيا.
*حق النشر باللغة العربية تم بإذن من المصدر: وكالة “رياليست” الروسية
**خبير في مجال الإقتصاد العالمي
مصدر الصورة: موقع شركة “غاز بروم”.
موضوع ذو صلة: جزر الكوريل بين “الأحلام” اليابانية و”الجغرافيا” الروسية