سمر رضوان

يبدو إن إيصال الغاز الأذربيجاني، عبر الأراضي التركية إلى أوروبا من خلال مشروع “تاناب” الذي إفتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبحضور الرؤساء المشاركين فيه في مقدمتهم رئيس أذربيجان إلهام علييف، من شأنه التأثير على مصالح روسيا في أوروبا، وتحديداً إمدادات الغاز، على المديين القريب والبعيد.

لمعرفة أبرز تلك التأثيرات، سأل مركز “سيتا” الدكتور آصف ملحم، الكاتب والباحث السياسي السوري – موسكو، عن هذا الموضوع.

أرقام وإحصائيات

لفهم أثر خط الغاز الطبيعي العابر للأناضول، أو إختصاراً “تاناب” Trans Anatolian Natural Gas Pipeline (TANAP)، على توازنات الطاقة وسوق الغاز لا بد من إيراد بعض الإحصائيات المفيدة حول الموضوع.

يغطي الغاز الطبيعي المستورد من روسيا حوالي 30% من إحتياجات أوروبا حيث وصلت الكمية المصدرة من قبل شركة “غاز بروم” إلى حوالي 200 مليار متر مكعب، في العام 2018. أما النسب المئوية لكل دولة على حده، فهي كما يلي: ألمانيا 32%، إيطاليا 16%، المملكة المتحدة 12%، فرنسا 7.5%، بولونيا 7%. وتستورد دول شرق ووسط أوروبا 21% فقط من الغاز الروسي المصدر إلى أوروبا، في حين تستورد دول أوروبا الغربية الباقي، أي حوالي 79% منه.

بالنسبة لخط “تاناب”، تبلغ الإستطاعة السنوية للأنبوب حوالي 16 مليار متر مكعب، سيتم استهلاك حوالي 6 مليار متر مكعب منه في تركيا، أما الـ 10 مليار متر مكعب الباقية فسيتم تصديرها إلى أوروبا، وبالتحديد إلى جنوب إيطاليا. إلا أن هذه الكمية لن تغطي إحتياجات إيطاليا بالكامل، والتي وصلت في العام 2018 إلى حوالي 32 مليار متر مكعب.

لا تهديدات

على المدى القريب، لا يشكل مشروع “تاناب” أي تهديد للغاز الروسي وذلك نظراً إلى قدرة إستيعابه المحدودة مقارنة مع “السيل التركي”، الذي سينقل الغاز الروسي عبر البحر الأسود إلى تركيا وبحيث تصل قدرة إستعابه السنوية حوالي 31.5 مليار متر مكعب.

أما على المدى الطويل، فإن التهديد الحقيقي لسوق الغاز الروسية يمكن أن يحدث في حال انضمام تركمانستان إلى هذا المشروع، وذلك بنقل غازها الطبيعي عبر بحر قزوين إلى أذربيجان ومن ثم تركيا فأوروبا، فلديها قدرة على إنتاج أكثر من 60 مليار متر مكعب سنوياً. لكن إيران وروسيا تستطيعان الإعتراض على مثل هذا المشروع؛ فبناؤه يحتاج إلى توافق الدول المتشاطئة على بحر قزوين.

قيود وإتفاقيات

هناك مجموعة من القيود المفروضة من قبل الإتحاد الأوروبي على ما يُسمى “الممر الغازي الجنوبي” –  Southern Gas Corridor، إذ أنه لا يحق لمصدر واحد أن يشغل أكثر من نصف قدرات إستيعاب هذا الممر.

بالحقيقة، هناك إتفاقات موقعة بين روسيا وتركمانستان تتمثل في قيام الأخيرة بموجب بيع الغاز إلى شركة “غاز بروم” الروسية التي تقوم بدورها ببيعه إلى أوروبا. غير أن هذه الإتفاقيات تتعرض، بين الفينة والأخرى، إلى بعض الهزات لأسباب مختلفة، إلا أنه عادة ما تتم معالجة مثل هذه الخلافات وتجاوزها.

مصدر الصور: العربي الجديد.

موضوع ذو صلةالسياسات “الطاقوية” الروسية.. و”السيطرة” على ضفاف المتوسط