شارك الخبر

وسمية المسلم*

إن إقليم حوض الخليج العربي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة فهو شريان الحياة خصوصاً مع اكتشاف النفط في بدايات القرن العشرين، فالخليج العربي يتوسط الخطوط البحرية الرئيسية ويحتوي على الموانئ ومحطات الوقود اللازمة لوسائل النقل كالطائرات والسفن والمركبات والقاطرات وغير ذلك.

وموقع الخليج العربي محور الإقتصاد العالمي ومصدر قوة الحياة الإقتصادية نظراً لمخزونها النفطي الكبير، جعلها هدفاً تسعى إليها القوى الكبرى، وذلك منذ القرن السادس عشر، كالبرتغال وهولندا وكذلك إنجلترا من خلال شركة الهند الشرقية وأصبحت بريطانيا هي المهيمنة على منطقة الخليج العربي ومركز ثقل عالمي لأهميتها في عالم الإقتصاد والمال والتجارة والممرات البحرية والجوية والتسهيلات العسكرية والأمنية.

والنفط يعتبر من أهم مصادر الطاقة ومورداً طبيعياً ذا طابع إستراتيجي نظراً لأهميته في المجالات الإقتصادية والتجارية والعسكرية وهناك الكثير من مصادر الطاقة كالفحم والغاز الطبيعي والكهرباء والطاقة النووية والطاقة الشمسية وغير ذلك. ظهرت أهمية الفحم كمصدر للطاقة في القرن الثامن عشر مع الثورة الصناعية في قارة أوروبا واستخدم الفحم لصهر الحديد وصناعة الحديد الصلب بعد اختراع الآلة البخارية، ومع اكتشاف النفط واستغلال الثروة النفطية في بداية القرن العشرين تضاءلت أهمية الفحم كمصدر للطاقة بسبب صعوبة نقله لوزنه الثقيل وبرزت أهمية البترول كمصدر للطاقة لسهولة نقله عبر الأنابيب واختراع المحرك الداخلي للسفن والطائرات والمركبات والقاطرات وغير ذلك.

وكذلك تبرز أهمية النفط في الحصول على الموارد النافعة الكثيرة من عمليات تكرير خام النفط واستخدامها في كثير من الصناعات، ويعتبر النفط مصدر طاقة نادر الوجود في الطبيعة ومادة غير متجددة أي قابلة للنفاد ويوجد في الطبيعة على شكل محابس ومكامن النفط في الصخور الرسوبية في باطن الأرض وليست منتشرة انتشاراً واسعاً في قارات العالم إلا في مناطق محدودة منها منطقة الشرق الأوسط وإقليم حوض الخليج العربي وبحر الشمال وتكساس ومناطق أخرى من العالم.

اكتشف النفط في الكويت عام 1932. وفي 30 يونيو/حزيران عام 1946، قام الشيخ أحمد الجابر الصباح، رحمه الله، بتدشين أول شحنة نفط خام كويتية إلى الخارج عبر البحر بواسطة الأنابيب وصولاً إلى ناقلة النفط للتصدير إلى العالم الخارجي، وازدادت أهمية النفط مع التطور والتقدم في صناعة وسائل النقل البري والبحري والجوي. فالقرن العشرون هو عصر النفط والطاقة المحركة للمراجل البخارية والمصانع. وصلت الصناعة إلى مرحلة متقدمة وترتب عليه تغييرات جذرية منها ارتفاع مستوى المعيشة وتوافر الخدمات وكذلك تغيير في موازين الدول وتقدمها.

وتطور إنتاج النفط وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، 1939 – 1945، وانتعشت صناعة تكرير النفط الخام، حيث تعمل على تكرير خام الزيت وتجزئته ومعالجته إلى كثير من المواد المتنوعة والقابلة للإستخدام والمتغيرة الخواص والذي يسر للإنسان استخدامها في أكثر من مجال منها الجازولين والبنزين والكيروسين والغاز الطبيعي وغيرها، وهذه الصناعة تضاعف من قيمة الثروة النفطية وتقدم أرباحاً تعود بالنفع والخير وتضاعف من القيمة الإقتصادية لهذه الثروة وصناعة تكرير النفط الخام لإنتاج البتروكيماويات وصناعة الغاز المسال وصناعة المواد البلاستيكية وصناعة الأنابيب والمواسير للبناء وللزراعة والأدوية والأصباغ والمبيدات الحشرية ورصف الطرق وغيرها.

صناعة تكرير النفط هي صناعة العصر وهي من رموز التنمية الإقتصادية ويرتبط التقدم الإقتصادي في الدولة بالتقدم في المجال الصناعي والتجاري، ويلعب النشاط الصناعي دوراً أساسياً في تشغيل الأيدي العاملة من الكوادر الوطنية وزيادة مستوى مهاراتهم. ومن أجل أهمية النفط في عالم الإقتصاد والتجارة والمال علينا زيادة الاهتمام بصناعة تكرير النفط الخام والصناعات البتروكيماوية محلياً داخل نطاق الدولة بوضع الخطط والبرامج من أجل الإنتاج للتسويق عالمياً والنهوض بالإقتصاد والتنوع في مصادر الدخل.

*كاتبة كويتية.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية.

مصدر الصورة: إندبندنت عربية.

موضوع ذا صلة: دول النفط ومستقبل الطاقات البديلة


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •