عبدالعزيز بدر القطان*

لا شك أن “إتفاق السلام” المزعوم بين كيان الإحتلال الصهيوني وبين أية دول مطبعة معه هو نسف لكل المعايير الأخلاقية والمجتمعية والإسلامية في شقها الذي يتحدث عن نصرة المظلوم وإغاثته، وعدم التحالف مع الشيطان.

اليوم، نشاهد بأم العين محاولات إنهيار وتفتيت كل الدول الإسلامية القوية، وهذا قطعاً لن ينجح بسبب قوة تلك الدول لناحية ما بنته من إقتصاد قوي كلٌ على حدى، فكيف وإن كانت هذه القوة موحدة كالحالة التركية – الإيرانية – الباكستانية – الماليزية؟ إنه من الصعب، لا بل من المستحيل، على المدى المنظور إضعاف هذه الدول لأنها أسست وبنت وثبتت أقدامها كقوى إقتصادية لها ثقلها على المستوى العالمي.

لننظر اليوم إلى ما يحدث بين المملكة العربية السعودية وباكستان، حول شيطنة الأخيرة بقرارٍ لا أعتقد أنه سعودي بقدر ما هو أمريكي، ولا علاقة له بأية أزمة حالية في ذلك. كل ما في الأمر أن باكستان إختارت أن تتحالف مع دول قوية، كتركيا والصين وماليزيا. تأتي مسألة “إبتزاز” الرياض لإسلام أباد في وقت لم تمتنع فيه بكين من مد يد الشراكة حيث أبرمت معها إتفاقيات تجارية وإقتصادية مهمة جداً، خاصة ما يتعلق بميناء غوادار. كل هذا يعني أن الخلاف إقتصادي بحت، لا علاقة بأية مسالة أخرى.

الأسئلة عديدة هنا، وأبرزها: ألم تكن باكستان الحاضن الأساس لـ “القنبلة النووية الإسلامية” التي كانت تمولها الرياض؟ فما الذي تغير؟ ألم تساعد إسلام أباد في الوصول إلى “إتفاق الدوحة” بين حركة طالبان وواشنطن؟ ألم تعمل على تقريب وجهات النظر العام الماضي، 2019، فكانت مكافئتها منعها من حضور “قمة كوالامبور” بحسب تصريحات شاه محمود قرشي، وزير الخارجية الباكستاني؟

إذاً، يدور اليوم في الأفق تحالف جديد، وهو تحالف إسلامي بدون العرب. تحالف حقيقي سيعتبر “صفعة” في وجه المطبعين ما إن يبصر النور. لذلك، من الآن وصاعداً سنسمع الكثير عن محاولات إضعاف هذه الدول التي أتمنى لها النجاح من كل قلبي نصرة للمسجد الأقصى وفلسطين.

*كاتب ومفكر – الكويت.

مصدر الصورة: تركيا بوست.

موضوع ذا صلة: ستة أسباب لـ “ضرب” باكستان