عبد الرحمن النجار*

قال كريس أوزبورن، في تقرير على موقع “ناشيونال إنترست” إن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران قد إنتهى في أكتوبر/تشرين الأول (2020)، وتتصدر منظومة إس – 400 الروسية، التي يمكن أن تشكل تهديداً خطيراً للطائرات الأمريكية والإسرائيلية، قائمة مشتريات إيران المستقبلية.

يتساءل أوزبورن “فهل قاذفات إف – 22 وبي – 2 وحتى طائرات إف – 35 معرضة للخطر أثناء الطيران فوق إيران ومناطق معادية أخرى في الشرق الأوسط؟” في حين أن مثل هذا السيناريو لم يكن هو الحال في السنوات الأخيرة، إلا أن الوضع الراهن قد لا يبقى بالكامل.

روسيا لا تمانع بيع المنظومة إلى طهران

قال سفير روسيا في إيران، ليفان جاجاريان، لصحيفة إيرانية “إن بلاده قد تبيع أنظمة الدفاع الجوي إس -400 لإيران، على الرغم من مخاوف الولايات المتحدة.” ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن جاجاريان قوله “لسنا خائفين من التهديدات الأمريكية، وسنفي بإلتزاماتنا”.

أدى فشل إدارة الرئيس الأمريكي المنتهة ولايته، دونالد ترامب، بالدفع لتجديد “خطة العمل الشاملة المشتركة” لعام 2015، في العام 2018، إلى إدخال ديناميكية جديدة في النقاش بشأن المخاوف من أن إيران قد تبيع أسلحة لبعض وكلائها. وكانت إدارة الرئيس ترامب قد أشارت في السابق إلى أن الأسلحة الإيرانية ستتدفق، إلى العراق واليمن ولبنان ومناطق أخرى، لتسليح الجماعات التابعة لطهران، حسبما كتبت الصحيفة الإيرانية.

يتساءل أوزبورن مجدداً “فماذا يعني أن تمتلك إيران صواريخ إس – 400 المتطورة؟” يبدو أن الإجابة تعتمد بشكل كبير على مدى تطور منظومة الدفاعات الروسية الصنع. تستخدم أحدث إصدارات “إس – 400” جيلاً جديداً من المعالجات الرقمية وشبكات الكمبيوتر وإكتشاف ترددات الرادار، مما دفع البعض في وسائل الإعلام الروسية إلى الإدعاء بأنها قادرة على تدمير مقاتلات الشبح من الجيل الخامس وقاذفات “بي – 2”.

عندما يتعلق الأمر بالدفاعات الجوية الروسية القديمة أو الحالية، والتي من المعروف أن إيران تمتلكها، فإن الإدعاء بأن قدرة التخفي ستكون ضعيفة مشكوك فيه للغاية. ومع ذلك، قد تقدم “إس – 400” المحدثة، وبالطبع “إس – 500″، سيناريو مختلفاً قليلاً، ولكن لم يتم التحقق من ذلك بعد.

قلق أمريكي – إسرائيلي

بالإضافة إلى ذلك، يشير أوزبورن أن وجود المزيد من صواريخ “إس – 400” في المنطقة يمثل تهديداً إضافياً للطائرات الإسرائيلية العاملة في المنطقة، وقد يساعد في تحصين الجماعات الإرهابية شبه العسكرية، أو أنواع أخرى من التنظيمات التي تخوض حرب عصابات هجينة معادية للولايات المتحدة وإسرائيل.

يبدو أن الخطر الحقيقي من أنظمة “إس – 400” المحدقة يتعلق على الأرجح بسرعات معالجة الكمبيوتر ومدى إرتباطها ببعضها البعض. إذا تحسنت القدرة على الحفاظ على “مسار” تتبع طائرة بسرعات أعلى وعلى نطاقات أكبر بسبب القدرة على دمج معلومات الشبكة بشكل أسرع من الطائرات، فستصبح الأخيرة أكثر عرضة للخطر حتى لو لم تتغير المعدات أو الذخائر كثيراً.

على سبيل المثال، تعمل تقنية ربط البيانات عالية السرعة الخاصة بالمنظومة على تحسين قدرة موقع دفاع جوي في العثور على التفاصيل ومشاركتها مع “عقدة” أخرى داخل نظام أوسع، ومن ثم يمكن أن تصبح المناطق الأوسع ضعيفة، وستتضاءل ميزة تجنب الرادار العادية.

*كاتب ومترجم – مصر

المصدر: ساسه بوست.

مصدر الصورة: العربية.

موضوع ذا صلة: التداعيات المستقبلية لصفقة “إس – 400” على العلاقات الأمريكية – التركية