خاص “سيتا”

محمد نبيل الغريب البنداري*

يحفل العالم العربي منذ مطلع عام 2017 بتحولات كبرى على الصعيد الداخلي والخارجي فالوطن العربي قبل هذا العام ليس كقبله، كثيرة هي الأحداث التي مرت بها منطقتنا العربية، فعندما يقرأ المواطن العربي تلك الأحداث والتي سيتم سرد البعض منها في مقدمة هذا المقال سيلاحظ أن ثمة جديداً هنا “خلق أزمات عربية عربية بفعل خارجي، ودولية عربية”، وازدياد العنف والإرهاب وهزيمته مع نهاية العام.

مما سبق يتبين ان الإرادة العربية حاضرة وبقوة تجاه بعض الملفات الإقليمية وغائبة في بعض القضايا العربية الأخرى، فعندما نفترض أن ايران تهدد الامن القومي لبعض الدول العربية بعينها في (ليبيا) فهل كنّا سنجد هذه الدول تبحث عن دافع سياسي قوي لهم داخل ليبيا بخلاف مصر ودولة الامارات العربية المتحدة فاليوم الإرادة العربية منقسمة الى جزئين:

الجزء الأول: متفرغ لمجابهة ايران في اليمن وسوريا والعراق

الجزء الثاني: ساعي إلي وجود حلول في ملفات أخرى، وهي الملفات الغائبة فيها الدور الإيراني كما اوضحت مثالا (ليبيا)

فالدور المصري حتما موجود في اكثر من ملف عربي وساعٍ إلى إيجاد حلول مرضيه لكافة الأطراف المتنازعة ففي ليبيا بحسب ما يقتضيه الأمن القومي المصري تارة والمصير الواحد تارة اخرى، تدخلت مصر علي مصير هذه الأزمة سياسيا وإنسانيا، فالدور المصري يسعي لإيجاد تسوية حقيقية بين الأطراف المتنازعة هناك خاصة بين حكومة شرق ليبيا بقيادة المشير (خليفة حفتر) وحكومة غرب ليبيا بقيادة (فايز السراج) وبالفعل أصبحت مصر هي الوسيط السياسي بين الحكومتان

وتم استضافة اجتماعات للأطراف المتنازعة في الأزمة الليبية في القاهرة لبحث المصير السياسي المشترك، ومن ثم يبحث الأن تعديل اتفاق الصخيرات السياسي الموقع في المغرب وللعمل تحت برلمان واحد. (1)

كذلك نجد الإرادة المصرية الرامية لايجاد حل سياسي في الازمة السورية، والبحث مع الأطراف المتنازعة سبل وقف إطلاق النار بين القوى المتقاتلة، وبالفعل وجدت مصر لنفسها موطئ قدم في الأزمة السورية، وشاركت مصر في مناطق تخفيف التوتر وخاصة في منطقة الغوطة الشرقية حيث تم استضافة مجموعة من المعارضة السورية مع مسؤولين روس في القاهرة وتم إقرار ذلك في مؤتمر “استانا 2” أيار/مايو 2017.(2)

وعلى الجانب الآخر، حيث قضيتنا الأولى فالموقف المصري تاريخياً وحاضراً موجود وبقوة، وكان آخرها المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، اكتوبر/تشرين الأول 2017 وبعد عشر سنوات من المواجهات.

بحثت المصالحة تحت رعاية الدولة المصرية والمخابرات العامة المصرية سبل ايقاف النزاع السياسي والانشقاق الفلسطيني – الفلسطيني بين منظمتي فتح وحماس، حيث تم بمقتضاها تنازل حركة حماس عن قطاع غزة، والتنازل عن اللجنة الإدارية لإدارة المدينة، وتم تسليم الوزارات وكافة الهيئات الحكومية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بحسب اتفاقية مدريد والمتمِّم أوسلو وهي حكومة رامي الحمد الله وبهذا أصبحت حكومة واحدة هي من تسيطر على أرض فلسطين.(3)

كان هذا العرض للإيضاح فقط أن الارادة السياسية لدولة واحدة تستطيع أن تفعل الكثير فكيف لو تم الاتحاد تحت اسم “الإرادة العربية الموحدة” لمواجهة وحل ما يمر به وطننا العربي، وهنا عندما يتحدث الفرد عن أن الإرادة السياسية العربية لا تستطيع أن تلتئم الآن فهذه هي شماعة لتبرير الفشل العربي المدوي في حل بعض القضايا العربية. فمصر هي أبرز مثال لهذه الإرادة، ولا يخفى على أحد الصعاب التي تواجهها مصر الآن من اقتصاد متعثر إلى وضع معيشي غير جيد ورغم ذلك وجدت لنفسها مكاناً لمحاولة حل ملفات سياسية بارزة في منطقتنا العربية.

الإرادة العربية في حاجة الى الاعتدال من بعد تشتت فمنذ ثورات الربيع العربي 2011 والدولة الوطنية العربية غائبه عن المشهد السياسي وكان ابرز هذه النتائج هو “اعلان الأربعاء ” يوم 11 ديسمبر / كانون الاول 2017 القدس عاصمة للكيان الصهيوني (4)

أعراض الهشاشة في الوطن العربي ومشروطية التعافي

مثال: سوريا والعراق واليمن

1. سوريا

كرست روسيا وإيران وجودهما كلاعبين دوليين في هذه الأزمة ،وحسم الصراع السوري لصالح الدولة السورية ميدانياً وعسكرياً، ولعل أبرز ملامح هذا الحسم، مؤخراً، هو كسب المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، ففي شهر ديسمبر/كانون الاول 2017، أعلن رئيس أركان القيادة العامة الروسية “سيرغي رودسكوي” تحرير كافة الاراضي السورية من تنظيم داعش الإرهابي.(6)

ولكن على الجانب الآخر سياسياً هناك تغير واضح على شرعة اتفاقيات جنيف الثامنة، وهناك نية روسية أخرى لاستبداله بمسار سوتشي “التصالحي” وكان أبرز معالم هذه الخطوة في يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، عندما زار كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس السوري بشار الأسد (7)، وتم الاتفاق على استمرار اتفاق مناطق خفض التصعيد في الشمال والشمال الغربي السوري كمخرجات لـ “استانا 7 “. وبالإضافة الى ذلك، بحث مصير الأسد وبالتالي كانت هناك رغبه لعدم سريان “جنيف 8″، ومن ثم يتعرض مسار جنيف السياسي إلى الهشاشة والإبقاء على استانا العسكري فيما كان الرد من بعض الفصائل المعارضة عدم الالتزام بهذه الخطوة اذ صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف(8) ان سوتشي فرصة لجميع الأطراف لبحث مسألة الدستور والانتخابات في سوريا.

فاليوم الانقسام السياسي بات واضحاً بين الأطراف السورية المؤيدة والمعارضة، فمنها من يريد الاستكمال على مسار جنيف ومنها من يؤيد سوتشي. وفي النهاية تبقى الكلمة الاخيرة لروسيا في سوريا بجانب النظام السوري وتبقي “الإرادة العربية” غائبة.

2. العراق

على الضفة الأخرى عراقياً، فقد احاطت بها اجواء مشابهة لجارتها العربية السورية من تنظيم ارهابي مزق البلاد منذ عام 2013 حتى العام 2017. وفي يوليو/تموز 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير المعقل الاول، الموصل، لتنظيم داعش الإرهابي في العراق(9). وفي ديسمبر/كانون الاول 2017، أعلن مرة اخرى تحرير العراق كاملاً من هذا التنظيم المجرم، وهذا فوق الممتاز ولكن تبقى هنا المعضلة والخطر الأكبر المحدق بالعراق وهو سبل التحرك العراقي – العراقي او العربي – العراقي لإنهاء الانقسام الداخلي من قضايا فساد الى التناحر المذهبي بين المذاهب المختلفة وخاصة السنة والشيعة، حيث كان النصيب الأكبر لمن نادى بتوحيد العراق وتطهيره من الفساد رجل الدين الشيعي السيد مقتدى الصدر والى جانبه السيد عمار الحكيم، بل وحركا الجماهير داخل العراق لذلك. ففي اغسطس/آب 2017، دعا مقتدى الصدر والى جانبه الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي الى مظاهرات مليونية احتجاجاً على قضايا فساد داخلية وضد قوانين داخلية(10)، وكان لهذا الرجل تصريحات اخرى حول إيران ومصير بشار الأسد مما جعله يصطف مع المحور السعودي – الخليجي. ففي يوليو/تموز 2017، زار مقتدى الصدر ومعه السيد عمار الحكيم للمملكة العربية السعودية، ومن ثم دولة الإمارات لمساندته سياسياً، وبالتالي استخدامه كأداه لمواجهة إيران في الداخل العراقي.

فيما كان أكراد شمال العراق متفرغين لانتهاز هذا التفتت السياسي وغياب الإرادة العربية لتحديد مصير العراق لإعلان انفصال دولتهم بإستفتاء يوم 27 سبتمبر/ايلول 2017 وإعلان دولتهم المستقلة مقطعين بذلك اجزاءاً من أراضي العراق، وسط استنكار دولي وتأييد إسرائيلي ورفض أمريكي “شكلي” وتأييد “جوهري”.

كل هذا السباق السياسي في العراق لن يجلب في النهاية الاستقرار للعراق، ولن يخلق إرادة سياسية عربية حقيقية لمعالجة الأمور. لذا، كان يجب التدخل من قبل رؤساء الدول العربية على الأقل لوقف هذا الاستفتاء وليس الاكتفاء بإرسال الأمين العام للجامعة العربية السيد احمد ابو الغيط الى بغداد.

3. اليمن

وفِي الجنوب، يستمر التحالف العربي العسكري في تدمير معاقل الحوثيين وبالمقابل زاد استوحاش واستغوال هذه المليشيات ضد الشعب اليمني بل وبالانقلاب على شركائها(11) فقتلوا شريكم التاريخي الرئيس الراحل علي عبد الله رمياً بالرصاص، في 4 ديسمبر/كانون الاول 2017، مما جعل بعض أعضاء المؤتمر الشعبي العام ينقض ضدهم مع التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وبقيادة احمد عبد الله صالح والذي تعهد بتخليص اليمن من هذه المليشيات، وتبقى الحرب مفتوحة وسط وساطات سياسية اممية حتي اليوم لن تغير من واقع الدولة اليمنية.

كل هذا كان يوضح الشرخ الكبير الذي لحق ببعض الدول العربية وسط غياب تام لإيجاد حل عربي وارادة عربية شاملة وموحدة.

مبادرة تصالح عربية ايرانية لإنهاء الانقسام

كما نلاحظ في بعض دولنا العربية ان ايران حاضرة وبقوة عبر وكلائها في سوريا وفِي لبنان وفِي اليمن والعراق والملاحقة العربية ورائهم أينما وجدوا والخراب والدمار في كل مكان في الوطن العربي وسط تغطرس صهيوني في أراضي فلسطين يسرق ويقتل وينهب ويشرد فيها كيف يشاء فلابد من إيجاد مصالحة إيرانية عربية لتفادي الوقوع في فلك الممنوع مستقبلا (مواجهات عسكرية سعودية إيرانية)، لذ يجب علي الساسة في منطقتنا العربية وطهران غلق باب ايران وفتح باب جديد للقضية الفلسطينية وتوجيه كافة الجهود السياسية العربية والإسلامية لتلك القضية وذلك لتأسيس ارضية مشتركة للعمل معا في القضية الفلسطينية.

وذلك عبر الخطوات التالية:

لابد من التفاهم اولا بين وزارة الخارجية الإيرانية والسعودية من اجل:
– التأسيس لمصالحة عربية – ايرانية تشمل اولاً تفاهم إيراني على عدم التدخل في شؤون الدول العربية والمنطقة وعدم تدخل السعودية بالشأن الإيراني.
– إيقاف كل أشكال التسليح القوات الموالية لإيران في المنطقة وذلك بإيجاد نوايا حقيقية من قبل إيران.
– التوافق مع إيران حول جمع سلاح حزب الله ووضعه بيد الدولة اللبنانية منعاً لجر الدولة لحرب غير متكافئة مع إسرائيل.
– التوقف عن خلق القلاقل السياسية والمذهبية في العراق.
– فك الخناق النفطي السعودي منظمة “أوبك” حول طهران من خلال الالتزام بالرفع تدريجي في أسعار النفط، ومن المعروف أساساً ان الحرب السورية والمشاكل الداخلية في إيران كلفت خزينة الدولة الكثير.
– احترام كل دولة للاخرى لجهة الحق في تقرير مصيرها، وتحالفتها السياسية بشرط عدم تأثير بشكل مباشر على غيرها من الدول.

فيما سبق، أوجز مطالب كلا الجانبان، وإذا تم هذا بين الوزراء المعنيين فليس هناك مانع من عقد قمة خليجية برئاسة الملك عبد العزيز ال سعود والرئيس حسن روحاني كبداية للتوقيع على الالتزام ومن ثم بحث العلاقات والقضايا العالقة بين الجانبان.

هذا جزء من الارادة السياسية العربية التي ستؤدي بالعالم العربي الى محور آخر من الهدوء النسبي، ومن ثم التفرغ للعدو الأكبر والذي تم الاعتراف بالقدس عاصمة له حتى يتم التفرغ الى محاسبة اسرائيل سياسياً وعسكرياً ان أمكن على اجرامها بحق الفلسطينيين. وحتى “تجئ اللحظة التي يولون فيها الأدبار وتعلو صرخاتهم تشق العنان”. المحور العربي والارادة العربية، الآن، مشتتان في جميع أنحاء الوطن العربي كما نلاحظ، فمن سيواجه هذا العدو؟

وعلى هذا، يمكن للدول العربية احداث انفراج في الصراع العربي – الاسرائيلي والذي بات في مهب الرياح وبين فكي كماشة الاحتلال وغاراتهم عبر أوراق ضغط كثيرة منها ما يلي:

1. أوراق ضغط على إسرائيل والولايات المتحدة

– عدم الاعتماد على دول خارج الوطن العربي لبحث مصير القدس بجانب العرب، مثل روسيا، اذ لابد ان يكون القرار عربي – عربي لان، ووفق الافتراضات النظرية الواقعية في العلاقات الدولية، المصلحة الوطنية إطار للعلاقات بين الدول وخاصة في ظل الفوضى الدولية وعدم وجود حكومة عالمية. لذلك، تفرض الواقعية المحرك الأساسي للسياسة الخارجية اي ان كل دولة تتصرف خارج قضيتها بما يتوافق مع مصالحها الخاصة ووفقاً لهذا لا يصح ان نقول ان روسيا ام غيرها ستتدخل في قضية القدس من اجل العرب، بل وفق ما يخدم سياستها الخارجية من مصالح.
– بعد “قرار الأربعاء” العشوائي والخاطئ، يتطلب من الدول العربية الوقوف وقفة رجل واحد ضد هذا القرار وإغلاق السفارات الرسمية ومكاتب القنصليات للاحتلال الصهيوني في جميع الدول العربية التي يوجد بها سفارات خاصة بهم.
– تخفيف التبادل التجاري تصاعدياً بين الدول العربية والولايات المتحدة حيث يبلغ التعاون التجاري بين المملكة العربية السعودية 142 مليار ريال سعودي ويبلغ التبادل التجاري بين الإمارات والولايات المتحدة الامريكية 50 مليار درهم اماراتي.
– قطع كافة العلاقات التجارية مع الكيان الصهيوني وقطع كل شكل من أشكال المنفعة المتبادلة ولهذه الخطوة تأثير رجعي على الادارة الامريكية التي تبحث الان عن الصفقات المالية الكبرى وبالتالي سيؤثر هذا على “قرار الأربعاء” فتتراجع عنه.
– الخفض التدريجي للتعاون العسكري ما بين الدول العربية والولايات المتحدة.
– عمل المثقفين العرب والمؤرخين على إقامة مؤتمر مراجعة لـ “التاريخ الصهيوني”، اظهار الوجه الصهيوني عبر التاريخ، وابرازها امام المحافل الدولية.

2. سيناريو الرد العربي علي قرار ترامب في القمة العربية القادمة في الأردن

– الاستمرار في حشد وتوظيف كافة أشكال الضغط الدولي لوقف قرار ترامب في مجلس الامن والامم المتحدة.
– نقل بعض الدول العربية سفارتها الى القدس.
– قطع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة (خيار ضعيف نسبياً).
– التأكيد على الوضع القانوني والجغرافي للقدس.

اخيراً، وليس آخراً، على ساسة الدول العربية الخروج من فلك الصراع الايراني الى فلك الصراع العربي – الاسرائيلي دون التردد او الخوف على مصالحهم، فالمصير واحد والهوية واحدة، ومصيرنا وهويتنا تحددهما أراضي فلسطين التي لم يبقَ منها شيء. ومن ثم يجب وضع حجر اساس للخروج من وصاية الولايات المتحدة الى حضن القرار العربي – العربي وبذلك تكون “الارادة العربية” قد اكتملت ومصير القدس بات معرفاً بأنه لنا.

*كاتب وباحث سياسي

المصادر:

(1) اجتماع القاهرة للفرقاء الليبيين
http://bit.ly/2BJm3Wv
(2) الدور المصري في الازمة السورية
http://bit.ly/2kkYUjn
(3) المصالحة الفلسطينية تحت رعاية مصر
http://bit.ly/2BffdZI
(4) ترامب يعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني
http://bit.ly/2CFRKgv
(5) القيادة العامة للقوات الروسية تعلن دحر داعش في سوريا
http://bit.ly/2B0EqCN
(6) بوتين يجتمع باردوغان وروحاني في سوتشي
http://bit.ly/2oLmbj5
(7) تصريح سيرغي لافروف عن مؤتمر سوتشي
http://bit.ly/2D5m5G3
(8) رئيس الوزراء العراقي يعلن تحرير الموصل
http://bit.ly/2BzuHV8
(9) مقتدى الصدر يدعوا لمظاهرات مليونية على خلفية قضايا فساد
http://bit.ly/2kLVXaU
(10) مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح
http://bit.ly/2nofhzA

مصدر الصور: Daily Sabah – اليمن العربي – هاف بوست عربي