إن الواقع العملي للعلاقات الدولية، لا يعني أن جميع الجهود والمراجع التي بُني عليها هي صحيحة 100% وذلك مرده للفهم الخاطئ لأشخاص ولمادة العمل التنظيمية لمنظومة القانون الدولي، ارتكازاً على مفهوم الأهلية الدولية للأفراد.
وبالتالي هذا المفهوم ومن خلال مراقبته ومشاهدة بعض أشكال العلاقات الشرعية الدولية، من هنا جاءت دعوة الكثير من الاختصاصيين وبمختلف أنحاء العالم إلى ضرورة إجراء تغيير على اسم القانون الدولي إلى مصطلحات أخرى مثل: (القانون العالمي – القانون الأممي – القانون الهام)، وعلى النقيض الآخر، نجد بعض وجهات النظر ذهبت إلى أن الفرد ليس بمقدوره أن يكون إلى جانب الدولة، مشاركاً إياها في سلطة العلاقات الدولية ومؤثراً، كما لا يستطيع أن يكون مشاركاً في عملية بناء وتنفيذ قواعد القانون الدولي.
إن محاولة دمج القواعد الخاصة بعملية بناء واستخدام وتنفيذ القانون الدولي من جهة، مع القواعد الخاصة الأخرى، وذلك بهدف إنجاز العمليات الخاصة بقيادة العلاقات الدولية، وعلى الرغم من الاختلاف الجوهري في آليات التنفيذ والعمل والاستخدام، فإن عملية تنظيم مختلف أشكال الارتباط الدولي العملي تعتبر نشاطاً يتم إنجازه عبر وسائل مختلفة المستوى بين الوظيفتين الأساسيتين للقانون الدولي والعلاقات الدولية، وهذا هو الدمج الذي من شأنه أن يقلل من فعالية النشاط التنظيمي الشرعي الدولي.
من هنا، إن الصفات العامة لمختلف النظريات تهمل أبعاد المادة الأساسية لعملية التنظيم الشرعي لأجل مجموعة من المواصفات الخاصة والمحددة، وتهمل الطرق الخاصة باستخدام المنظومة الشرعية المطلوبة وعملها. هذه النظريات تعني أن مختلف العلاقات الاجتماعية تتوحد بشكل آلي، وهذا يعني أيضاً أن جميع القواعد المرتبطة بمثل هذه العلاقات تتوحد هي أيضاً معها، ولذلك على الرغم من أنها تنتمي إلى منظومات شرعية مختلفة.
وعلى هذا، فإن النظريات لم تستطع أن تجد نجاحاً أو اعترافاً بها في الواقع العملي للحياة الدولية، وبالأخص في الواقع العملي لمحكمة العدل الدولية، ورغم ذلك هذه النظريات لم تفقد معناها النظري، حيث تتضمن أفكاراً يمكنها أن تتطور لتصبح عنصراً هاماً من هذا الشكل من الفنون. وذلك أن البعض من أصحاب هذه النظريات يذهب إلى التشكيك في حقيقة تسمية القانون الدولي، هذه التسمية جاءت كتسمية تاريخية في فترة القرون الوسطى، ففكرن القانون الدولي كانت غايتها تنظيم العلاقة البينية فيما بين الدول، فهي القانون بين الشعوب قديماً، والقانون الدولي حديثاً.
مصدر الصورة: UN NEWS.
موضوع ذا صلة: التجديد الدائم لمنظومة القانون الدولي
مستشار قانوني – الكويت