نظرية “الدومينو” هي نظرية جيو – سياسية برزت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسينيات حتى ثمانينيات القرن العشرين. افترضت النظرية أنه إذا وقعت دولة واحدة في منطقة ما تحت تأثير الشيوعية، فإن الدول المجاورة ستقع مثلها وفقاً لتأثير لعبة الدومينو.

ولقد استخدمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة هذه النظرية – تحديداً – خلال الحرب الباردة لتبرير الحاجة إلى تدخلها العسكري حول العالم.

الحجج المؤيدة للنظرية

يتمثل الدليل الأساسي لنظرية الدومينو بإنتشار الحكم الشيوعي في 3 دول في جنوب شرق آسيا العام 1975، وذلك بعد الاستيلاء الشيوعي على فيتنام، جنوب فيتنام (من قبل فيت كونغ)، لاوس (من قبل الباثيت لاو)، وكمبوديا (من قبل الخمير الحمر). كما يمكن الحديث أيضاً عن عدم نجاح الحملات الشيوعية في منطقة جنوب شرق آسيا، وذلك قبل الانتهاء من الاستيلاء على فيتنام قبل خمسينيات القرن الماضي، ذُكِرت أيضاً الطوارئ المالايوية (حرب عصابات)، وتمرد هوكبالاهاب في الفلبين، وتعاون أحمد سوكارنو الإندونيسي المتزايد مع الشيوعيين منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين حتى الإطاحة به العام 1967. فشلت كل هذه المحاولات الشيوعية للسيطرة على دول جنوب شرق آسيا، والتي انتهت بعد استمرار تركيز الشيوعيين في فيتنام.

إقرأ أيضاً: السور الأحمر العظيم: نظرية “فصل إفريقيا”

وللتحديد الدقيق، كتب المفكر الأمريكي، نعوم تشومسكي، أنه يعتقد أن نظرية الدومينو دقيقة تقريباً، وذلك على الرغم من إضافته مزيداً من الإيجابية على التهديد، إذ كتب أن الحركات الشيوعية والاشتراكية أصبحت شائعة في البلدان الفقيرة لأنها أدخلت تحسينات اقتصادية على تلك البلدان التي استولوا فيها على السلطة.

انطلق تشومسكي من ذلك، وكتب بأن الولايات المتحدة بذلت الكثير من الجهد لقمع ما يُطلق عليه إسم “الحركات الشعبية” في كل من تشيلي وفيتنام ونيكاراغوا ولاوس وغرينادا والسلفادور وغواتيمالا وبعض البلدان الأخرى.

كما قال المفكر الأمريكي أيضاً إنه “كلما كان البلد أضعف وأفقر، كلما كان أكثر خطورة كمثال، سيسأل أي بلد لديه موارد أكثر: ما الذي يمنعنا من ذلك؟ إذا تمكنت دولة فقيرة صغيرة مثل غرينادا من النجاح في تحقيق حياة أفضل لشعبها”، يشير تشومسكي إلى هذا على أنه “تهديد مثال جيد”.

مصدر الصورة: Getty.

عبد العزيز بدر القطان

مستشار قانوني – الكويت