بدأت الأزمة الشرقية الكبرى في 1875-1878 في أراضي الدولة العثمانية في شبه جزيرة البلقان في عام 1875 إثر اندلاع عدة انتفاضات وحروب أسفرت عن تدخل القوى الدولية، وانتهت مع معاهدة برلين في يوليو/ تموز 1878.

أسباب الأزمة

تدهورت حالة الإدارة العثمانية في البلقان طوال القرن التاسع عشر، حيث فقدت الحكومة المركزية في بعض الأحيان السيطرة على مقاطعات بأكملها، كما أن الإصلاحات التي فرضتها القوى الأوروبية لم تفعل سوى القليل لتحسين أوضاع السكان المسيحيين، وفي الوقت نفسه تسببت في استياء جزء كبير من السكان المسلمين، حيث عانت البوسنة من موجتي تمرد من قبل السكان المسلمين المحليين، وآخرهم في عام 1850.

كذلك، توحدت النمسا بعد الاضطرابات في النصف الأول من القرن وسعت إلى تنشيط سياستها المتمثلة في التوسع على حساب الدولة العثمانية، وفي الوقت نفسه، سعت إمارات صربيا ومونتيغيرو المتمتعة بالحكم الذاتي من الناحية الاسمية إلى التوسع في المناطق التي يسكنها مواطنوها، لقد كانت المشاعر القومية والوحدوية قوية وتشجعها روسيا وحلفائها.

في 24 أغسطس/ آب 1854، خلال حرب القرم، حصلت الدولة العثمانية على قروضها الخارجية الأولى، لقد دخلت الدولة حيز القروض اللاحقة، وذلك من أجل تمويل بناء السكك الحديدية وخطوط التلغراف، وجزئياً لتمويل العجز بين الإيرادات والنفقات الفخمة من البلاط العثماني، مثل بناء قصور جديدة على مضيق البوسفور في القسطنطينية، لاحظ بعض المعلقين الماليين أن شروط هذه القروض كانت مواتية بشكل استثنائي للبنوك البريطانية والفرنسية (التي تملكها عائلة روتشيلد) والتي سهلتها، في حين أشار آخرون إلى أن الشروط تعكس رغبة الإدارة الإمبراطورية في إعادة تمويل ديونها باستمرار.

هذه الظروف، والتي تبعها فرض زيادة في الضرائب لسداد ديون الدولة العثمانية للدائنين الأجانب غضباً في مقاطعات البلقان، والذي توج بالأزمة الشرقية الكبرى وفي النهاية الحرب الروسية – التركية (1877-1878) التي وفرت الاستقلال أو الحكم الذاتي للأمم المسيحية في أراضي البلقان في الإمبراطورية مع معاهدة برلين اللاحقة في عام 1878.

مصدر الصورة: euractiv.

موضوع ذا صلة: الهندسة السياسية.. محاولة لتحقيق تأثير مطلوب

عبد العزيز بدر القطان

مستشار قانوني – الكويت