كثير منا يسمع مطلح الأمن القومي، لكن لا يعرف معناه بشكل دقيق، خاصة أنه يتعلق بالطاقة والغذاء وبالمياه وبالأمن من الأعداء وغير ذلك، ليكون الأمن القومي، هو مفهوم حماية الحكومة والبرلمان للدولة والمواطنين عبر سياسات فرض السلطة، سواء كانت سياسية، اقتصادية، دبلوماسية وعسكرية.

وتطور المفهوم والمصطلح في الولايات المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية، مع تركيز شديد على القوة العسكرية، إلا أن مفهوم الأمن القومي يشمل مجموعة واسعة من التحديات التي تؤثر على الأمن غير العسكري أو الاقتصادي للدولة، ومن أجل سلامته تحتاج الأمة للأمن الاقتصادي، وأمن الطاقة، والأمن البيئي، حيث أن تحديات الأمن القومي ليست حكراً على خصوم تقليديين من دول قومية أخرى، بل من الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل المسؤلين الفاسدين عصابات المخدرات، والشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية؛ وتشمل بعض التحديات الكوارث والأحداث الطبيعية.

تشمل الأسباب المحتملة لغياب الأمن القومي تصرفات كل من الدول الأخرى (كالهجمات العسكرية أو الإلكترونية)، والجهات الفاعلة غير الحكومية العنيفة (كالهجمات الإرهابية)، والجماعات الإجرامية المنظمة مثل عصابات المخدرات، وكذلك آثار الكوارث الطبيعية (كالفيضانات والزلازل)، كما تشمل العوامل المنظومية المؤدية إلى انعدام الأمن، التي قد تكون عبر وطنية، تغير المناخ، والتفاوت الاقتصادي والتهميش، والاستبعاد السياسي، والعسكرة.

لأمن الدولة القومية، بالنظر إلى مجموعة واسعة من المخاطر، عدة أبعاد، من بينها الأمن الاقتصادي، وأمن الطاقة، والأمن المادي، والأمن البيئي، والأمن الغذائي، وأمن الحدود، والأمن الإلكتروني. ترتبط هذه الأبعاد ارتباطاً وثيقاً بعناصر القوة القومية.

رغم اختلاف الدول في نهجها، حيث بدأ بعضها يعطي الأولوية للعمل غير العسكري من أجل التصدي للعوامل المنظومية المؤدية إلى انعدام الأمن، فإن مختلف أشكال القوة القسرية هي التي تسود، ولا سيما القوة العسكرية، كما لا يزال حجم هذه القوة يتطور، كانت القدرات العسكرية، على نحو تقليدي، برية أو بحرية، ولا تزال كذلك في البلدان الأصغر حجماً تشمل الآن مجالات الحرب المحتملة، في بلدان أخرى، الجو، والفضاء، والفضاء الإلكتروني، والحرب النفسية، يمكن استخدام القدرات العسكرية المصممة لهذه المجالات لأغراض الأمن الوطني، أو بالمثل لأغراض هجومية، كاحتلال وضم الأراضي والموارد.

مصدر الصورة: ويكيبيديا.

موضوع ذا صلة: نظرية “الدومينو”.. ذريعة أمريكا للتدخل في الدول

عبد العزيز بدر القطان

مستشار قانوني – الكويت