الدبلوماسية لها معان متعددة وهي ملازمة للتطورات والمتغيرات الدولية الراهنة ولها أبعاد فيما يتعلق بدورها في حل الأزمات الدولية، وأشكال الدبلوماسية تأخذ مناحي مختلفة من منطلق الوساطة والمفاوضات وغيرها، ناهيك عن الدبلوماسية الإنسانية والتي تكمن أهميتها في وقتنا الحاضر حيث كثرة الأزمات الإنسانية.

ليس بسبب النزاعات المسلحة فقط وإنما بسبب الكوارث الطبيعية، فبعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، فجر الإثنين 6/2/2023 والذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، أعقبه آخر بعد عدة ساعات بقوة 7.6 درجة والذي وصف بـ “واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في عصرنا” – الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – ما ترك 23 مليون شخص في البلدين بحاجة إلى المساعدات الإنسانية حسب منظمة الصحة العالمية.

الاستفادة من الدبلوماسية كآلية للمساعدة في تخفيف الاحتياجات العالمية المتزايدة أثناء هذه الكارثة الطبيعية، دفع معظم دول العالم ومنظمات الإغاثة الدولية لإبداء نيتها في تقديم المساعدات العاجلة، بما فيها الحكومات التي تعاني علاقتها مع تركيا وسوريا من توتر وخلافات سياسية، لكنها الإنسانية المقدمة على أية وجهات نظر تحتمل التأويل، لتؤكد الدبلوماسية الإنسانية أنها واحدة من أنجع الدبلوماسيات في والعلاقات الدولية.

وانسجاماً مع السلوك الدبلوماسي الذي تنتهجه الجزائر تاريخياً في أوقات الأزمات وبغض النظر عن طبيعة الأزمة إن كانت نزاعاً مسلحا أو كارثة طبيعية، تعاملت الجزائر مع الدول المتضررة في إطار ما يسمى بـ “دبلوماسية الأزمات” أو “الدبلوماسية الإنسانية”، فاستجابت الجزائر سريعاً بعد وقوع زلزال تركيا وسوريا، وكانت من أول من لبّى النداء ومد العون والمساعدة للدولتين المتضررتين، فقامت بإرسال فرق الإنقاذ وتقديم الإمدادات الاغاثية العاجلة.

كل ما سبق يدفعنا إلى طرح الإشكالية التالية: ما هو الدور الذي لعبته الدبلوماسية الإنسانية الجزائرية تجاه الكارثة تفي كل من ركيا وسوريا؟

1. ماهية الدبلوماسية الإنسانية

إن مقتضيات الحياة الدولية تجعل الاتصال وتبادل العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية ضرورة أساسية لتحقيق المنافع والمصالح المتبادلة فيما بينها وتتمثل أساساً في مصالح سياسية أمنية اقتصادية اجتماعية ثقافية وغير ذلك من مجالات التعاون؛ وخلال العقود الثلاثة الأخيرة، تنامى الاهتمام بمفهوم الدبلوماسية الإنسانية، من حيث التأسيس لأصوله الفكرية والنظرية وخبراته وتجاربه التطبيقية، وكذلك بيان أهم الأدوات والممارسات التي يقوم عليها أو يجب أن يقوم عليها، باعتبار أن هذا النوع من الدبلوماسيات المعاصرة يرتبط في جوهره بالعديد من الأبعاد القيمية والأخلاقية، فهو يرتبط بالإنسان أولاً والعمل على إغاثته وحمايته ثانياً، والعمل لما فيه مصلحة المستضعفين، عبر الأدوات والتدابير الدبلوماسية الملائمة، في الوقت المناسب حتى لا تتفاقم الأخطار والكوارث التي يتعرضون لها.

مفهوم الدبلوماسية الإنسانية مثير للجدل، نظرا لطبيعتها غير الدقيقة المتنازع عليها فيما يخص المفهوم ذاته، كما أن التطبيق العملي لها غير واضح، فلم تعد الدبلوماسية الإنسانية بعد مفهوماً راسخاً معترفاً به عموماً من قبل المجتمع الدولي.

إقرأ أيضاً: “الجزائر الشابة”.. هل تُعيد للعرب شبابهم؟

يعرف كل من لري مينير وهازل سميث الدبلوماسية الإنسانية على أنها “الأنشطة التي تقوم بها المنظمات الإنسانية والتي تتضمن بذل الجهود لترتيب وجود منظمات الإنسانية في بلد معين، والتفاوض بشأن الوصول إلى السكان المدنيين المحتاجين للمساعدة والحماية مع رصد برامج المساعدة، كما تهدف أيضاً إلى تعزيز احترام القانون والمعايير الدولية، ودعم السكان الأصليين والمؤسسات والانخراط في الدعوة على مستويات مختلفة لدعم الأهداف الإنسانية”.

ويعرفها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بأنها “إقناع صنّاع القرار وقادة الرأي للتصرف، في جميع الظروف، لمصلحة المستضعفين، مع الاحترام بشكل كامل المبادئ الإنسانية الأساسية”.

من هنا، يشير مصطلح الدبلوماسية الإنسانية إلى سياسات الوكالات الوطنية والدولية العاملة في مجال المساعدات الإنسانية وممارساتها، إذ لا يتم استخدام المصطلح من قبل المنظمات الإنسانية فحسب، بل تستخدمه أيضاً وكالة التعاون الوطنية والوزارات، كالشؤون الخارجية والدفاع والتنمية والحماية المدنية التي تضم إدارات المساعدات الإنسانية للاستجابة لحالات الطوارئ المحلية أو الدولية، فالدبلوماسية الإنسانية ذات صلة بكل من الوقاية من المخاطر وإدارة الأزمات.

إن الأنشطة الأساسية للدبلوماسية – مثل الاتصالات جمع المعلومات والمفاوضات – هي من السمات المميزة للدبلوماسية الإنسانية والدبلوماسية التقليدية أيضاً، حيث يوجد توافق كبير بينهما في الطبيعة والمنهج، فكلاهما أساسي لرفاهية السكان المعرضين للخطر، وتتضمن المبادئ الدبلوماسية الإنسانية عناصر أساسية:
– النزاهة: المساعدة وفقا لشدة الحاجة.
– الحياد: أن تكون الأنشطة بدون برامج سياسية أو غيرها من البرامج الخارجية.
– الاستقلال: التزام بمقاومة التدخل في المبادئ الأساسية.

2. الوظائف الإستراتيجية للمساعدات الإنسانية

تعد الكوارث الطبيعية من أخطر الأزمات التي تتعرض لها الدول لما ينجم عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات؛ لذا، كان من الضروري على كل الدول بدل الجهود في مجال الإنعاش المبكر بهدف التقليل من أثار الكارثة الطبيعية إلى أدنى حد ممكن، وتعتبر المساعدات الإنسانية والإغاثة الدولية أثناء الكوارث الطبيعية أدوات لتحقيق الانتعاش والتعافي وتعزيز الإغاثة والوقاية والتعمير في أعقاب الكوارث، عن طرق الاستخدام الفعال للآليات الناجعة في تقديم المساعدات الإنسانية في حينها، وتكتسي المساعدات الإنسانية أهمية بالغة للمتضررين من الكوارث الطبيعية، وتشمل المساعدات المباشرة المتمثلة في توزيع المواد والخدمات وجها لوجه، وكذلك دعم الهياكل الأساسية، كما تنطوي على تقديم خدمات عامة مثل إصلاح الطرق وتوليد الطاقة من اجل تسهيل تقديم الإغاثة ولا تكون بالضرورة مرئية للسكان.

وتعرف الفقرة الأولى من “مبادئ أوسلو التوجيهية” في مجال استخدام الأصول الدفاعية العسكرية والمدنية في عمليات الإغاثة في حالة الكوارث المساعدات الإنسانية بأنها “معونة تقدم لسكان متضررين تقصد في المقام الأول السعي إلى إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة السكان المتضررين من الأزمة، ويتعين أن يكون تقديم المساعدة الإنسانية وفقا لمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة”.

من خلال استقراء وتتبع الممارسات الدولية في مجال الإغاثة ومساعدة ضحايا النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية وحالة الطوارئ المعقدة، يمكننا أن نميز تبايناً في أهداف الدول من وراء هذه التدخلات، حيث أصبح استخدام المساعدات الإنسانية من أجل تحسين العلاقات بين الدول عنصراً رئيسياً في العلاقات الدولية، وباتت تستغل في:
– استخدام المساعدات من أجل تحسين العلاقات الدولية: طلب الرئيس السوفياتي، العام 1988، إثر الزلزال الذي ضرب روسيا مساعدة الغرب رغم عدم حاجة الاتحاد السوفياتي لمثل هذه المساعدات.
– استخدام المساعدات من أجل النفوذ: قد تستخدم المساعدات الإنسانية في الهيمنة أو على الأقل للمحافظة على النفوذ، أو الحيلولة دون دخول أطراف أخرى منافسة للدول المسيطرة على السياسة الدولية؛ ففي كارثة تسونامي، قامت الهند بإرسال الفرق الطبية والإغاثة محملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى كل من سريلانكا وجزر المالديف المجاورتين دون الدول الأخرى الأكثر تضرراً، مثل اندونيسيا، وذلك لمنع الولايات المتحدة من الاستحواذ على جزء من ساحتها الخلفية وفرض السيطرة عليه.

تبقى السياسة هي المحدد الأول والأخير لتصرفات كثير من الأطراف المنفذة للمساعدة الإنسانية، وخاصة منها الدول الكبرى فهي لا تعطي ولا تمنع هكذا اعتباطاً، بل وراء ذلك غايات وأغراض تبرر أعمالها، كما يمكن النظر إليها باعتبارها إحدى أدوات القوة الناعمة.

3. تفعيل الدبلوماسية الإنسانية الجزائرية لإغاثة ضحايا الكارثة الطبيعية:

تشير الدبلوماسية الإنسانية إلى استخدام الأدوات والاستراتيجيات الدبلوماسية لمعالجة الأزمات الإنسانية وتعزيز حماية المدنيين وحقوقهم، تلعب الدبلوماسية الإنسانية دوراً مهماً في السياسة الخارجية الجزائرية، حيث تعمل الجزائر – من خلال وزارة الخارجية والوكالات الأخرى مثل الهلال الأحمر الجزائري – على معالجة حالات الطوارئ الإنسانية وتعزيز حقوق السكان المتضررين.

في السياسة الخارجية الجزائرية، تم استخدام الدبلوماسية الإنسانية لمعالجة الأزمات الإنسانية المختلفة، بما في ذلك النزاعات المسلحة، الأزمات الصحية والكوارث الطبيعية، إدراكا من الحكومة الجزائرية على أهمية الدبلوماسية الإنسانية في تعزيز السلام والاستقرار، ومن أجل حماية حقوق المدنيين تواصل الجزائر من خلال جهودها الدبلوماسية ومشاركتها في المحافل الدولية، لعب دور مهم في معالجة الأزمات وتعزيز المبادئ الإنسانية التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان والعمل على احترام ونشر القانون الدولي الإنساني بما يعزز الأمن والسلم الدوليين، إضافة إلى مناصرة حقوق واحتياجات السكان المتضررين والضعفاء، بما في ذلك حل النزاعات بالطرق السلمية والعمل على ضمان تلبية احتياجاتهم وتلقيهم المساعدة المناسبة ومنع نشوب النزاعات التي تؤدي إلى أزمات إنسانية، بما يعزز السلام والاستقرار في المناطق المتضررة من النزاع.

وفي مواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، والذي راح ضحيته أكثر من 46 ألفاً ما بين قتيل ومصاب وملايين النازحين، فعلت الدبلوماسية الإنسانية الجزائرية ثلاثة آليات لإغاثة المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية، وهي:
– الاستجابة السريعة: الاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية بما في ذلك تقديم المساعدة العاجلة ودعم إيصال المساعدات الإنسانية، إذ حرص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على أن تكون الجزائر في طليعة الدول التي تقدم يد المساعدة اللازمة إلى كل من تركيا وسوريا؛ فبعد انبلاج الساعات الأولى التي تلت وقوع الكارثة، أمر الرئيس تبون بإرسال فريق الحماية المدنية إلى سوريا يتكون من 86 متطوعاً من مختلف الرتب و89 متطوعاً وضابطاً إلى تركيا. هذا الفريق مكون ومدرب ويحتوي على عدة تخصصات، بحيث يشارك في عمليات الإنقاذ بتقنيات ووسائل وفقا للمعايير الدولية التي تشترطها المجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ إلى المناطق المتضررة من أجل المساعدة في إنقاذ الضحايا.

إقرأ أيضاً: أوروبا على حافة الكارثة.. والجزائر باتت وجهة الساسة الأوروبيين

– تعبئة الموارد: تعبئة الإرادة السياسية والموارد لدعم العمل الإنساني عن طريق الهلال الأحمر الجزائري الذي يعتبر جمعية ذات طابع إنساني إغاثي بالدرجة الأولى وجزء من حركة إنسانية دولية لديها صلاحيات محدودة تتمثل خاصة في الإغاثة والعمل الإنساني.

أيضاً، دشنت الجزائر جسرين جويين نحو البلدين في الساعات الأولى للكارثة، حيث تمت عملية شحن وإرسال حوالي 210 طن من المساعدات الإنسانية، وذلك في إطار الاستجابة الإنسانية العاجلة للتكفل بالمتضررين، وتكونت الشحنة من 115 طناً من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والخيم موجهة إلى سوريا، إضافة إلى شحنة مساعدات ثانية تتكون من 95 طن موجهة نحو تركيا، كما خصصت الحكومة الجزائرية مساعدات مالية بقيمة 45 مليون دولار للمتضررين، بنسبة 30 مليون دولار لجمهورية تركيا، و15 مليون دولار للجمهورية العربية السورية.

إضافة إلى إرسال فرقة متوجهة إلى سوريا تتكون من أزيد من 40 متطوعا ومتكونا في الإسعافات الأولية، و ربط التواصل مع الهلال الأحمر السوري و الهلال الأحمر التركي لرصد الاحتياجات الحقيقية للبلدين.

– التنسيق: تفعيلا لآلية الاستجابة السياسية المتكاملة للأزمات من خلال التعاون المكثف مع الجهات الفاعلة الوطنية المحلية بهدف تنسيق إجراءات دعم تركيا وسوريا بشكل مستمر، قام الهلال الأحمر الجزائري بتحديد الاحتياجات الأساسية في كل من تركيا وسوريا تأكيدا لاستمرار الدعم الجزائري، ويهدف هذا التنسيق إلى مواصلة مرافقة الهلال الأحمر التركي والسوري والسلطات المحلية في عمليات الإغاثة، بهدف ضمان عمل إنساني فعال.

إضافة إلى تنسيق عمليات إنقاذ الضحايا عبر عقد الاجتماعات بين فرق الحماية المدنية والسلطات التركية والسورية لتحديد أماكن عمل فرق الإنقاذ والفرق الطبية التابعة للحماية المدنية الجزائرية، في نفس الإطار تنسيق عمليات التدخل، قام وفد من الحماية المدنية لتايوان وأرمينيا بزيارة مقر مركز القيادة لفريق البحث والإنقاذ في الأماكن الحضرية الجزائري بتركيا.

من خلال تفعيل الجزائر لدبلوماسيتها الإنسانية، تكون الدبلوماسية الجزائرية رسمت أبعاداً جديدة شكلت الاهتمام المتزايد بشؤون البلدان الشقيقة والصديقة، تجسيدا لمسعى إعادة هندسة العلاقات الثنائية وفق مبدئي التضامن وتقاسم المصالح المشتركة للشعوب، هذه الإرادة القوية في تمتين العلاقات وفق مبدأ النفعية المتبادلة، كان لها صدى شعبياً واضحاً في المنطقة، حيث حافظت الجزائر على مكانتها لدى الشعبين السوري والتركي بما يخدم إعادة بناء صورة البلاد في الخارج.

خاتمة

كثرت الأزمات الإنسانية في وقتنا الحاضر والتي لا يمكن التقليل من أثارها إلا عن طريق المساعدات الإنسانية عبر الاستفادة من الدبلوماسية الإنسانية للتخفيف على السكان في المناطق المتضررة، والاحترام الكامل لمبادئ الإنسانية، ما جعلها عاملاً مهماً يساهم كثيراً في تخفيف التوترات في العلاقات الدولية وحل الخلافات والانطلاق منها كنقطة بداية مشتركة لعلاقات أكثر نضجاً وتناغماً.

تطابقاً مع النظرة الجزائرية الهادفة إلى لعب أدوار في تعزيز السلام والاستقرار في الدوليين من خلال جهودها الدبلوماسية؛ على سبيل المثال، كانت الجزائر وسيطاً في مفاوضات السلام بين البلدان المجاورة مثل مالي و ليبيا، وقدمت المساعدة الإنسانية للاجئين والمشردين داخلياً في هذه البلدان، بالإضافة إلى ذلك كانت الجزائر نشطة في المنتديات والمنظمات الدولية التي تعنى بالقضايا الإنسانية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وقد صادقت على العديد من المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقيات جنيف واتفاقية مناهضة التعذيب.

وبعد المراجعة شاملة للأهداف والمهام الكلاسيكية للدبلوماسية الجزائرية، أكد الرئيس تبون – عند عودته من أعمال قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير/شباط 2020، على أن “الكل يسأل عنا، أين أنتم أيها الجزائريون”. من هنا، كانت الدولة الجزائرية سباقة إلى العمل الخيري واعتبار الدبلوماسية الإنسانية دائماً جزءاً من العقيدة التاريخية للجزائر، حيث كانت في مقدمة الدول التي سارعت إلى مساندة وإرسال مساعدات إلى كل من سوريا وتركيا في ما تعرضتا له من مأساة كبيرة ساهم في إنقاذ الأرواح والتخفيف من المأساة الأليمة وتلبية الاحتياجات الأساسية الطبية والإنسانية، كان محل تقدير من الشعب السوري للجزائر، واحتلال الجزائر المرتبة الأولى حسب إحصاءات منصة تنسيق وإدارة العمليات الميدانية التابعة للمجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ، من حيث عدد الأشخاص الذين تم العثور عليهم في جميع العمليات التي قاموا بها بكل من سوريا وتركيا اكبر دليل على نجاح إستراتيجيتها لإغاثة أشقائها وأصدقائها.

ختاماً، تبقى مسؤولية المجتمع الدولي كبيرة جداً لحجم الكارثة التي خصت سوريا وتركيا معاً، لكن لا نعلم أين ستحل كارثة أخرى خصوصاً في ظل التغيرات المناخية.

المراجع

– موضي مبارك ناصر البوعينين /الدبلوماسية الإنسانية، الشبكة الإقليمية للمسؤولية الجماعية، 2020.
– عتو احمد/ المساعدات الإنسانية بين التسييس ومبادئ العمل الإنساني، المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية، 1/6/2021.
– زهراء.ب / دبلوماسية إنسانية مشرفة في زمن الكوارث الطبيعية، يومية الشعب. 12/2/2023.
– عماد عنان / دبلوماسية الكوارث.. حين تنتصر الإنسانية على الخلافات السياسية ،نون بوست، 7/2/2023.
– حمزة محصول / دبلوماسيـة جديـدة..ندّيـة ومصالح مشتركة، يومية الشعب، 10/12/2022.

– Larry Minear and Hazel Smith / Humanitarian diplomacy : practitioners and their craft, UN University Press, 2007
– Fédération internationale des Sociétés de la CroixRouge et du Croissant-Rouge / Politique relative à la diplomatie humanitaire.

مصدر الصور: الجمهورية – الحرة .

حليم بو عمري

باحث في العلاقات الدولية – الجزائر