إن الوسطية الراديكالية أو كما تسمّى “الاعتدالية الراديكالية”، تشير إلى فلسفة سياسية ظهرت في الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا، في الثلث الأخير من القرن الـ 20، كما عرفت الوسطية الراديكالية في بادئ الأمر بطرق عدة؛ لكن مع بداية القرن الـ 21، مُنح عدد من النصوص وجهات التفكير هذه الفلسفة طابعاً أكثر تطوراً.
ويشير تعبير “الراديكالية” إلى الاستعداد من جانب أغلب معتنقي مبدأ الوسطية الراديكالية للمناداة بإحداث إصلاح جذري في المؤسسات. أما “الوسطية”، فتشير إلى الإيمان بأن الحلول الفعلية تستلزم التحلي بالواقعية والبراغماتية، وليس المثالية والانفعالية فحسب؛ لذا، يرد في أحد النصوص التي كتبها أحد معتنقي هذا المبدأ تعريف للوسطية الراديكالية بأنها “المثالية دون أوهام”.
يقتبس معظم معتنقي الوسطية الراديكالية ما يرونه جيداً من الأفكار، سواء من التيار اليساري أو التيار اليميني أو أي جانب آخر يجدون لديه الأفكار، وغالباً ما يخلطون هذه الأفكار معاً، وتدعم أغلب هذه الأفكار الحلول القائمة على السوق للقضاء على المشكلات الاجتماعية في ظل إشراف حكومي قوي بما يحقق المصلحة العامة.
إقرأ أيضاً: الهندسة السياسية.. محاولة لتحقيق تأثير مطلوب
كما يدعم المبدأ تزايد الانخراط والنمو العالمي للطبقة الوسطى الممكنة في الدول النامية. ويعمل العديد من معتنقي الوسطية الراديكالية داخل الأحزاب السياسية البارزة، لكن أغلبهم يدعم أيضاً المبادرات والترشيحات المستقلة والخارجية.
وقد علت الأصوات المناهضة للسياسات والاستراتيجيات الوسطية الراديكالية مع تطور الفلسفة السياسية، وتمثلت إحدى صور النقد المتداولة لهذا المبدأ في أن السياسات الوسطية الراديكالية لا تختلف سوى اختلاف طفيف عن السياسات الليبرالية اليسارية أو التقدمية المحافظة.
ومن صور النقد الأخرى الموجهة لمعتنقي الوسطية الراديكالية أنهم يميلون للأطراف الخارجية؛ إذ يرى الناقدون أن هذا الميل ساذج ومحبط للذات، ويرى بعض الملاحظين أن الوسطية الراديكالية هي في الأساس عملية تحفيز للحوار والتفكير النشط لدى الجماعات والأفراد المستقطبين.
مصدر الصورة: نيويورك تايمز.
مستشار قانوني – الكويت